كشفت إحصائيات حديثة عن ارتفاع في إجمالي الإصابات بالبرمجيات الخبيثة في المملكة بنسبة 17% في العام الماضي 2020 مقارنة بسابقه 2019.وأشارت الإحصاءات التي أعدها خبراء مقدمة حلول أمن المعلومات العالمية «كاسبرسكي» بشأن التهديدات الرقمية، إلى أنه منذ بداية الجائحة، اكتشف مجرمو الإنترنت طرقًا جديدة لاستغلال المستخدمين، ما أدى إلى حدوث ارتفاعات ملحوظة في الهجمات والإصابات بأنواع مختلفة من البرمجيات الخبيثة في دول مجلس التعاون الخليجي، موضحة أنه بينما يعمل الأفراد ويدرسون ويتسوقون ويتعاملون مع البنوك من منازلهم، سعى المجرمون إلى تحويل تركيزهم إلى أجهزة المستخدمين، من خلال تكتيكات متطورة تشمل المرفقات والروابط الخبيثة التي توضع في رسائل البريد الإلكتروني، والبرمجيات الخبيثة القابلة للتنزيل، وغيرها، والتي إذا تُركت على الأجهزة المصابة فقد تتسبب في إبطائها أو توقفها عن العمل تمامًا، كما يمكن للبرمجيات الخبيثة حذف البيانات أو سرقتها، ما يعرّض خصوصية المستخدمين للخطر.وشهدت المملكة زيادة طفيفة قدرها 2.5% في البرمجيات الخبيثة التي تستهدف تعدين العملات الرقمية، في تباين واضح مع الاتجاه العالمي الذي شهد انخفاضًا بنسبة 24% في هذا النوع من الإصابات.وحصل ارتفاع خلال الأشهر الماضية في أسعار العملات الرقمية، ما أدّى إلى اهتمام كبير لدى المستخدمين بفئة الأصول الرقمية القيمة، الأمر الذي لفت بدوره اهتمام مجرمي الإنترنت، فقابلوه بنواياهم الخبيثة بقوة وإبداع. وأوضح خبراء «كاسبرسكي» أن برمجيات تعدين العملات الرقمية، بحكم طبيعتها، تهدف إلى البقاء متخفية أطول مدة ممكنة، وكلما طال مكوثها، زادت الأرباح التي تجنيها. ونتيجة لذلك، قد لا يلاحظ الضحايا وجودها خلال مدة طويلة، حتى تتم عملية الاحتيال أو يشعر المستخدم باستنفاد موارد النظام.وأظهرت الإحصائيات انخفاضًا بنسبة 34% في هجمات التروجانات المصرفية في المملكة في العام 2020، على الرغم من ارتفاعها عالميًا بنسبة 29%، مرجعين هذا الانخفاض إلى نجاح البيئة التنظيمية القوية في التركيز على رفع الوعي وحرص الأفراد على إيلاء الأمن والخصوصية الأولوية في اهتماماتهم، إذ أدّى الوعي والتأهّب المتزايدان إلى تقليل حالات الإصابة ببرمجيات الفدية وتأثيراتها، والتي انخفضت بنسبة 7% خلال العام 2020.وقال الباحث الأمني الأول في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي ماهر يموت، إن مشهد التهديدات الأمنية الرقمية يتسم بالحيوية والتطوُّر وتلاحُق المستجدات، معتبرًا أن مواكبة تهديدات الأمن الرقمي «تظلّ مسألة صعبة».ودعا الخبير الأمني المستخدمين إلى توخّي الحذر في التعاملات الإلكترونية عبر الإنترنت، لا سيما عند التسوّق والدخول إلى الحسابات المصرفية والاطلاع على الفرص الاستثمارية، مستطردًا: أظهرت المملكة، بخلاف الدول الكبرى الأخرى في المنطقة، أكبر انخفاض في التروجانات المصرفية، بما يعكس قوّة البيئة التنظيمية وزيادة الوعي والاستعداد في البلاد.من جانبه، أشار رئيس قسم هندسة علوم الحاسب في الجامعة الأمريكية بالشارقة د. فادي العلول، إلى أن المجرمين الإلكترونيين نجحوا منذ بداية الجائحة في إيجاد طرق جديدة لاستغلال المستخدمين، ما أدّى إلى نيل المستخدمين في دول الخليج حصتهم الطبيعية من تهديدات الإنترنت خلال العام الماضي، مشددًا على أنه من المهم أثناء التكيّف مع هذا الوضع الطبيعي الجديد الوضع في الاعتبار أهمية البقاء متيقظين ومطلعين على مختلف التهديدات الرقمية.وتُعدّ شبكة كاسبرسكي الأمنية بنية تحتية متخصصة مصممة لمعالجة معلومات التهديدات من دون تحديد هوية مرسليها، قبل تحويلها إلى أفكار قابلة للتنفيذ.وكشفت إحصائيات التهديدات الرقمية العالمية التي جرت من خلال الشبكة عن حدوث زيادة بلغت 29% في هجمات التروجانات المصرفية أو البرمجيات المالية الخبيثة في العام 2020، وعن انخفاض قدره 40% في الإصابات ببرمجيات الفدية، علاوة على انخفاض بنسبة 24% في إصابات تعدين العملات الرقمية.
مشاركة :