حركة الشباب تعدل بوصلة الإرهاب صوب جيبوتي

  • 3/28/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيروبي - وجه زعيم حركة الشباب الصومالية المتشددة رسالة بأربع لغات للشعب الجيبوتي دعا فيها إلى ضرب المصالح الفرنسية والأميركية، في تحريض يأتي قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية في الدولة الصغيرة الواقعة في القرن الافريقي. وهذه أحدث رسالة لزعيم الشباب أبوعبيدة أحمد عمر الذي يقود تمردا مسلحا خلف آلاف القتلى والجرحى في الصومال ومناطق حدودية للدولة الإفريقية التي تمزقها الصراعات منذ عقود عجزت معها الحكومات المتعاقبة والتدخلات العسكرية الدولية في لجم الإرهاب والتطرف ووضع حدّ لحرب الاستنزاف. ونقلت حركة الشباب الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة قسما كبيرا من أنشطتها المسلحة إلى مناطق حدودية بينما تعيش الصومال في الأشهر الأخيرة أزمة سياسية ونزاعات على السلطة بين الرئيس محمد عبدالله فرماجو وجماعات المعارضة. نشرت مؤسسة الكتائب الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين مقاطع من رسالة زعيمها قال فيها "ولأن الواجب اليوم على كل مسلم ومسلمة، هو بغض فرنسا وقتالها باللسان والسنان، فإنني أغتنم هذه الفرصة لأرسل رسالة خاصة إلى الشعب الجيبوتي الذي استقر الفرنسيون في أرضه وتشارك قواته في الحرب على الشريعة الإسلامية وهم جزء لا يتجزأ من التحالف الصليبي الدولي الذي يشن حربا لا هوادة فيها على الأمة الإسلامية". وتابع "أقول للقبائل المسلمة التي تعيش في جيبوتي: لقد كانت أرضكم منذ فترة طويلة موطنا وملاذا آمنا للصليبيين الأميركيين والفرنسيين الذين اشتهروا باعتداءاتهم المتكررة وإساءاتهم لنبينا ﷺ". وهاجم أبوعبيدة أحمد عمر في مقطع الفيديو الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غله الحاكم منذ 1999 والمرشح لولاية خامسة من المؤكد أنه سيفوز فيها خلال الانتخابات الرئاسية في 9 أبريل/نيسان. وقال "على الشعب الجيبوتي أن يعرف أن الحكومة التي يرأسها إسماعيل عمر جيلى والتي آن وقت رحيلها هي من أكبر أعداء المسلمين في شرق إفريقيا. فإسماعيل عمر جيلى حوّل جيبوتي إلى قاعدة عسكرية تجري بداخلها عملية التخطيط والإدارة للحرب ضد المسلمين في شرق إفريقيا، خاصة ضد الصومال المسلم". وجاء في رسالة أمير الحركة المتشددة "من المهم أن يسأل أبناء الشعب الجيبوتي أنفسهم: أي تطور حققته حكومة إسماعيل عمر جيلى فترة رئاسته؟ فإن ألقينا نظرة على الوضع الحالي في البلاد، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والخدمات العامة كالتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والضروريات الأساسية، سيتضح لنا أنه لم يحقق أي تنمية ملموسة في أي قطاع أو أي مجال يمكن للحكومة أن تفخر به". وشدد أنه "علاوة على ذلك، تم تخصيص جميع الأصول الاقتصادية الحيوية في البلاد للشركات التابعة لإسماعيل عمر جيلى وانتشر الفساد في جميع أنحاء البلاد. وأسس الرئيس الجيبوتي حكومة قائمة على القبلية، تسحب الأموال العامة وتقمع الشعب المسلم. أما الأكاديميون والمثقفون في جيبوتي، فمصيرهم السجن والقتل أو الإجبار على النفي". وقال "لقد عانت البلاد مع إسماعيل عمر جيلى من انهيار اقتصادي كبير ومؤسسة عسكرية هشة لا تستطيع حماية البلاد من أعدائها. لقد أورث الرئيس الجيبوتي في البلاد إرثا من التعليم المتدني والجيش العاجز والمستشفيات الضعيفة والاقتصاد الهشّ". وتابع "لقد داس إسماعيل عمر جيلى على كرامة الجيبوتيين وسيادتهم واستقلالهم. ومنح أرضهم للجيوش الأجنبية لإقامة عدد من القواعد العسكرية. من بينها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في إفريقيا (كامب ليمونير) التي شيّدت في جيبوتي بعد أن رفضت دول أفريقية أخرى منح الإذن ببنائها في بلدانها وكذلك القاعدة العسكرية الفرنسية التي تضم أكبر وحدة من القوات الفرنسية في إفريقيا”. وبفعل موقعها الجغرافي الفريد على حدود إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، قبالة مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، تؤوي جيبوتي العديد من القواعد العسكرية الأجنبية. وتضم هذه المستعمرة الفرنسية السابقة أكبر كتيبة فرنسية في إفريقيا (حوالي 1500 عسكري). توجد فيها أيضا القاعدة الأميركية الدائمة الوحيدة في إفريقيا (4 آلاف جندي) والتي تنطلق منها عمليات مكافحة الإرهاب خصوصا في الصومال. كما أن فيها وجود عسكري لليابان وايطاليا وكذلك الصين التي فتحت عام 2017 قاعدة عسكرية ومرفأ. من جانب آخر تشارك جيبوتي بكتيبة في قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) التي تقاتل حركة الشباب الإسلامية. في مايو/ايار 2014 هاجم كوماندوس انتحاري مطعما يرتاده أجانب في جيبوتي ما تسبب بسقوط قتيل تركي وعشرين جريحا على الأقل بينهم سبعة فرنسيين وأربعة ألمان وثلاثة اسبان وستة هولنديين. وفي إعلان تبنّيها العملية قالت حركة الشباب إنها هاجمت "مطعما يرتاده بشكل خاص صليبيون فرنسيون وحلفاؤهم من حلف شمال الأطلسي". نيروبي - تخيم على المثلث الحدودي بين كينيا واثيوبيا والصومال حالة من القلق مع تنامي النشاط الإرهابي لحركة الشباب الصومالية الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة الذي يزداد قوة ليس في غفلة من القوى الدولية المتدخلة في الأزمة ولا من الحكومة المحلية الضعيفة التي لا تملك إمكانات لمواجهة هجمات باتت أكثر تنظيما وإيلاما.   وفي أقصى شمال شرق كينيا على الحدود مع الدولتين المضطربتين (الصومال وإثيوبيا)، يشعر جزء كبير من السكان أنه تم التخلي عنهم في مواجهة الانتهاكات المتزايدة لحركة الشباب الجماعة الإسلامية المتطرفة. وقد أغلقت مدارس أبوابها بسبب هرب المعلمين المستهدفين وأصبحت التنقلات خطيرة بسبب الهجمات والعبوات الناسفة المخبأة على جوانب الطرق، كما يتم تدمير أبراج الهواتف المحمولة باستمرار. ويقول التاجر معلم عبدي (48 عاما) الذي يعيش في هذه المنطقة شبه الصحراوية "في بعض الأحيان، تشعر أنك في الصومال لأن المجرمين من البلد الآخر يتنقلون بحرية ويوقفون المركبات ليسألوا من يوجد بداخلها"، مضيفا "نريد أن نشعر مثل مواطني بقية أنحاء البلاد. يجب ألا يكون العيش على الحدود لعنة". وتفصل مسافة ألف كيلومتر وعالم من التناقضات مقاطعة مانديرا عن العاصمة نيروبي المليئة بالنشاط. بالنسبة إلى حاكمها علي روبا، تبدو المقاطعة في طريقها للانتقال إلى سيطرة حركة الشباب. وفي رسالة نشرت في يناير/كانون الثاني، أعرب روبا عن انزعاجه من "تحركات خلايا إرهابية بلا رادع في المنطقة" التي تشكل واحدة من المقاطعات الـ47 في البلاد، متهما الحكومة بـ"الفشل الذريع" في وضع حد لها. واستنكر المسؤول خصوصا الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة الشباب على سيارة إسعاف كانت تنقل امرأة حاملا وعلى مركز للشرطة وقطع رأس زعيم محلي في ديسمبر/كانون الأول 2020 والتدمير المنتظم للهوائيات وهو أمر يتسبب في قطع الاتصالات. ويقول حاكم مقاطعة مانديرا، إن 126 مدرسة ما زالت مغلقة، فقد دفعت العديد من الهجمات التي استهدفت أساتذة "غير محليين" إلى الفرار من هذه المنطقة ذات الأغلبية المسلمة والتي تعيش بشكل أساسي من تربية الماشية. وأعرب مسؤول أمني كبير في شمال شرق كينيا في بيان عن أسفه لتطرق الحاكم علنا إلى "قضايا حساسة ومعقدة مرتبطة بالأمن القومي" ودافع عن جهود الحكومة، مضيفا "لا يمكن إنكار أن المقاطعة لا تزال تواجه أحداثا مروعة يوميا بسبب قربها من ممر حركة الشباب، لكنها لم تعد هذه أرض ينشط فيها العدو". ولكينيا حدود طويلة شرقا مع الصومال. وقد استهدفتها حركة الشباب عدة مرات منذ إرسالها قوات كينية إلى البلد المجاور لمحاربة هذه الجماعة الإسلامية في 2011. واستهدفت أبرز تلك الهجمات مركز 'ويستغيت' للتسوق في 2013 (67 قتيلا) وجامعة 'غاريسا' في 2015 (148 قتيلا) وفندق 'دوسيت' في نيروبي في 2019 (21 قتيلا). لكن العديد من الهجمات الأصغر استهدفت بلا كلل رجال شرطة ومدنيين قرب الحدود حيث تنتشر حركة الشباب بشكل أكبر. وترى ميرون الياس الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية لمنطقة القرن الإفريقي، أن رسالة الحاكم روبا هي بمثابة "مبالغ فيها" لأن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة تجعل من الصعب على حركة الشباب السيطرة على أجزاء كبيرة في المنطقة. لكنها توضح أن "مشكلة حركة الشباب في شمال شرق كينيا جدية"، مشيرة إلى أن "انعدام الأمن والتهميش ونقص الخدمات العامة والشعور بالرعب الذي تبثه الجماعة في المنطقة، كلها أمور تجعل حياة سكانها صعبة جدا". ووفقا للباحثة، كثفت حركة الشباب عمليات التجنيد المحلية في صفوفها رغم أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كان منفّذو الهجمات صوماليين أو كينيين. وتقول الياس إن الجماعة "تريد عزل شمال شرق كينيا بشكل أكبر عن بقية أنحاء البلاد، ومنع الحكومة من توفير الخدمات والسيطرة على هذه المنطقة الشاسعة ذات الكثافة السكانية المنخفضة". وبالإضافة إلى حركة الشباب، يعاني سكان مانديرا رغما عنهم من نزاع سياسي صومالي بين الحكومة الفدرالية في مقديشو والسلطات الإقليمية في جوبالاند (جنوب البلاد) والذي وجدت كينيا نفسها متورطة فيه. وتسبب النزاع بحوادث إطلاق نار على الحدود أسفرت عن جرح 12 شخصا في يناير/كانون الثاني الماضي. وتؤكد فطومة عبدي وهي أم لستة أولاد، أن العيش في مانديرا أصبح لا يطاق، قائلة "أصبحنا معتادين على إطلاق النار والانفجارات، لكننا نريدها أن تتوقف. المؤسسات التجارية لا تعمل بشكل طبيعي، معظم المدارس مغلقة... نريد استعادة حياتنا".

مشاركة :