مع دخول مرحلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرحلة جديدة بانطلاق موسم المناظرات بين المرشحين تبدأ المناظرة الثانية في حملة الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري الأمريكي اليوم بمشاركة 11 مرشحا، في طليعتهم شخصيتان لم يسبق لهما أن خاضا أي انتخابات هما دونالد ترامب وبين كارسون اللذان استفادا من موجة الرفض للسياسات «التقليدية». دونالد ترامب ملياردير حقق ثروته في القطاع العقاري، قدم حتى هذه السنة برنامجا من تلفزيون الواقع بعنوان «ذي ابرانتيس» خلفه مؤخرا في تقديمه ارنولد شوارزنيغر. غالبا ما أبدى دونالد ترامب في الماضي رغبة في الترشح للانتخابات التمهيدية، ظن العديدون أنها نابعة من رغبة في اجتذاب أضواء الإعلام غير أن خطابه السياسي الشديد اللهجة القائم على رفض الطبقة السياسية لاتهامها بالفساد وباغراق أمريكا يلقى اليوم بشكل مدهش تأييد حوالى جمهوري من أصل ثلاثة، في ظل الريبة المعممة حيال سياسيي واشنطن ولا سيما أعضاء الكونغرس. وترافقت انطلاقته مع صعود بين كارسون بشكل متكتم إنما أكيد في استطلاعات الرأي، وهو كان في السابق رئيسا لقسم جراحة الأعصاب لدى الأطفال في مستشفى جونز هوبكينز في بالتيمور حيث اشتهر بمشاركته عام 1987 في عملية جراحية رائدة لفصل توأمين سياميين موصولين من الرأس. غير ان شهرته الجديدة في السياسة تعود الى العام 2013 حين بدأ هذا الجمهوري الاسود في انتقاد الرئيس الديموقراطي باراك اوباما بشدة حاملا على اصلاحه للنظام الصحي الذي وصل الى تشبيهه في فترة ما بالرق. ويجمع ترامب وكارسون وحدهما حوالى نصف الجمهوريين، ما يشكل صدمة للحزب الذي كان في مطلع العام يتوقع معركة طويلة بين حكام ولايات وأعضاء في الكونغرس، بين سياسيين منتخبين سيشكل البيت الأبيض بالنسبة لهم تكليلا طبيعيا لمسار سياسي لا مأخذ عليه. ورأى دونالد ترامب في مقابلة أن الأمريكيين «يبحثون عن شخص دخيل على السياسة، هذا واضح». وسيكون ترامب الأربعاء في وسط مسرح المناظرة التلفزيونية التي ستعيد بثها شبكة سي إن إن، محاطا بالمرشحين العشرة الآخرين وبينهم بين كارسون وجيب بوش الذي يحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي. وقال ترامب الاثنين خاطبا في آلاف الأشخاص في الملعب الرياضي في دالاس بولاية تكساس «يبدو أنهم سيحاولون جميعهم مهاجمتي، هذا لا يهمني». وكالعادة تباهى بحجم الحشود المشاركة في تجمعه وبمدى شعبيته مؤكدا أن «استطلاعات الرأي صدرت، إننا نكتسح الجميع فعلا. نكتسح الجميع».
مشاركة :