جوبا - وقعت الحكومة السودانية وجماعة متمردة رئيسية اليوم الأحد وثيقة تمهد الطريق أمام إبرام اتفاق نهائي للسلام من خلال ضمان حرية العبادة للجميع وفصل الدين عن الدولة. وقعت حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال المتمردة في جنوب البلاد "إعلان مبادئ" الأحد يراد منه أن يشكّل ركيزة محادثات سلام مقبلة ويتناول إرساء دولة علمانية و"توحيد" القوات المسلحة. واستضافت جوبا في جنوب السودان مراسم توقيع الإعلان من قبل رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، وعبدالعزيز آدم الحلو زعيم الحركة الشعبية-شمال المتواجدة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويعتبر هذا التوقيع خطوة مهمة في الجهود التي تبذلها حكومة تقاسم السلطة برئاسة البرهان للتوصل لاتفاقات مع الجماعات المتمردة في أنحاء البلاد وإنهاء صراعات مستمرة منذ عشرات السنين أدت إلى تشريد الملايين وسقوط مئات الآلاف من القتلى. وقال عضو فريق جنوب السودان للوساطة رمضان قوش لفرانس برس "يستأنف الجانبان المحادثات في غضون ثلاثة أسابيع، والآن سيعكفان على تنظيم فريقيهما والاستعداد للعودة إلى الطاولة". ويتطلع نص الإعلان الذي اطلعت فرانس برس عليه، إلى "تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تضمن حرية الدين والممارسات الدينية والعبادة لكل الشعب السوداني". وقال "لا تفرض الدولة دينا على أي شخص ولا تتبنى دينا رسميا" وسط الدعوة إلى أن "تضمّن هذه المبادئ في الدستور". وأشار إلى وجوب أن تعكس المؤسسات الأمنية والعسكرية "التنوّع والتعدد السوداني" وأن يكون "ولاؤها للوطن وليس لحزب أو جماعة". "كما يجب أن تكون عملية دمج وتوحيد القوات عملية متدرجة ويجب أن تكتمل بنهاية الفترة الانتقالية وبعد حلّ مسألة العلاقة بين الدين والدولة في الدستور"، وفقاً للنص. وخلص إلى أن "يتفق الطرفان على وقف دائم لإطلاق النار عند التوقيع على الترتيبات الأمنية المتفق عليها كجزء من التسوية الشاملة للصراع في السودان". ووقع السودان العام الماضي اتفاق سلام مع جماعات كثيرة من بينها جماعات من إقليم دارفور غرب البلاد. لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، لم تنضم لاتفاق العام الماضي بسبب تمسكها بمطلبها أن يتخلى السودان عن تطبيق الشريعة في السياسة وتصبح دولة علمانية ديمقراطية. ويعني توقيع "إعلان المبادئ" اليوم الأحد في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال أن محادثات التوصل لاتفاق نهائي يمكن أن تبدأ الآن. وكانت سلطات الخرطوم المركّبة من عسكريين ومدنيين وقامت عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019 على إثر انتفاضة شعبية، جعلت من إحلال السلام مع المتمردين أولويةً لها. وهي وقعت في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاقاً تاريخياً مع الجبهة الثورية السودانية، في إشارة إلى تحالف لخمس جماعات متمردة وأربع حركات سياسية نشأت في مناطق دارفور (غرب) وجنوب كردفان والنيل الأزرق (جنوب).
مشاركة :