بيروت 28 مارس 2021 (شينخوا) وجهت قيادات روحية لبنانية انتقادات حادة إلى المسؤولين السياسيين اليوم (الأحد) بسبب خلافاتهم التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة ، وترافقت هذه الانتقادات مع حركة احتجاج حزبية في وسط بيروت على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وفي هذا السايق انتقد بطريرك الكنيسة المارونية الكاردينال بشاره الراعي المسؤولين السياسيين واتهمهم بعرقلة تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين غير الحزبيين تقوم بإنقاذ الأوضاع المتدهورة. وقال البطريرك في كلمة خلال عظة "أحد الشعانين" وهو الأحد السابع والأخير قبل عيد الفصح أن "معظم المسؤولين اللبنانيين تمادوا في الخطأ والفشل واللامبالاة". ودعا المسؤولين عن تأليف الحكومة والبدء بالإصلاحات وعملية الإنقاذ الاقتصادي والمالي إلى "الاستماع إلى صوت مليوني فقير من الشعب اللبناني ومطالبهم في العيش الكريم". وقال "ندين كل مسؤول سياسي أوصل دولة وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأساوية" ، مؤكدا أن البطريركية "لم تؤيد يوما سلطة تمتنع قصدا عن احترام الاستحقاق الدستوري وتعرقل تأليف الحكومات". كما أكد أن البطريركية "لم تؤيد جماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله". وأشار إلى أن "اللبنانيين يتطلعون إلى تشكيل حكومة إنقاذية غير حزبية، مؤلفة من خيرة الاختصاصيين في العلوم والخبرة والإدارة، وأن يكونوا أحرارا من كل لون حزبي وسياسي، حتى يستطيعوا تنفيذ الإصلاحات والنهوض بالبلاد". وشدد على وجوب أن "يدرك الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، أنهما انطلاقا من الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة، محكومان بالتشاور والاتفاق". بدوره انتقد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في كلمة خلال عظة المسؤولين وقال "لا نجد مسؤولا يتنازل عن كرسي أو مكسب من أجل الشعب"، معتبرا أنه "من المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي". وأضاف "كل واحد يريد حصة قبيلته ومصلحتها حتى ولو كان هذا على حساب تجويع ملايين الناس وإيقاف عمل مئات المؤسسات، وإفلاس عشرات القطاعات". ودعا إلى "كسر الطوق الطائفي والمذهبي واستظلال راية الوطن" رافضا "منطق الاستقواء وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الشعب". وطالب بـ " إبعاد لبنان عن صراعات المنطقة" وقال "المطلوب تفاهم وتعاون لا تصفية حسابات يدفع ثمنها المواطن وحده ". كما دعا المسؤولين إلى وضع انتماءاتهم ومكاسبهم جانبا لتشكيل حكومة تجري الإصلاحات وتنقذ ما تبقى من لبنان" ، مشددا على "ترك الخبراء وأصحاب الإختصاص يعالجون ما أفسده السياسيون بأنانياتهم ومحاصصاتهم". من جهة ثانية تظاهر مئات اللبنانيين اليوم من أمام المصرف المركزي إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء في وسط بيروت بدعوة من "الحزب الشيوعي اللبناني" تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. ودعا أمين عام الحزب حنا غريب في كلمة في التظاهرة إلى بناء دولة علمانية وديمقراطية وبناء ائتلاف وطني بديل عن المنظومة السياسية الحالية. وأضاف "نزلنا إلى الشارع لمحاسبة المتسببين بالانهيار الاقتصادي، ومن فشل في إدارة البلاد عليه أن يرحل". واعتبر أن "التسويات تشكل دعوة للاستسلام للكارثة وخلق التوترات والصدامات لحصر الصراع بين أطراف المنظومة الحاكمة، وتصويره صراعا طائفيا مذهبيا وجعل التسويات تحت سقف هذا النظام السياسي الطائفي البائس". وأعلن "إطلاق التحركات وتوسيعها مع قوى التغيير الديمقراطي بشكل تدريجي متصاعد لتتوج في عيد العمال في الأول من مايو المقبل وصولا إلى البديل السياسي الممهد للدولة العلمانية الديمقراطية". ويواجه لبنان شغورا حكوميا منذ أغسطس الماضي بسبب خلافات المسؤولين على حصصهم الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة. ويرافق الشغور الحكومي تفاقم أزمات البلاد الاقتصادية والمالية والمعيشية التي أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة وإلى تفاقم البطالة والتضخم وانهيار العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي. يذكر أن لبنان يشهد منذ أكثر من 3 أسابيع احتجاجات شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية في وقت يواجه البلد أزمة مالية غير مسبوقة أدت إلى تعثر سداد ديونه السيادية وتقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019./نهاية الخبر/
مشاركة :