سارة السهيل تكتب: بكل الحب نودع شهيد الطب والأدب دكتور رفيق خليل

  • 3/29/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعطى الكثير لمرضاه و أفنى عمره في خدمة وطنه بعلمه واخلاصه  وجمع بين علم الإبداع الأدبي كشاعر ، تولى رئاسة نقابة أطباء الاسكندرية لدورتين ناجحتين ترجم فيها قدرته على الإبداع الإداري، كما أبدع أيضًا في إدارة أحد معاقل مصر الناعمة  أتيليه الاسكندرية أحد منارات الابداع والانفتاح الثقافي ... ومات شهيدًا بكوفيد 19 .فقد كلل الله تعالى عطاء الدكتور محمد رفيق ، أستاذ الجراحة بكلية الطب، نقيب أطباء الإسكندرية السابق، ورئيس أتيليه الإسكندرية  ورحلته في ميدان انقاذ المرضى وانقاذ أرواح الأبرياء وكذلك تنوير عقولهم بالادب والثقافة  وختمها بالموت شهيدًا ليبقي عطاءه واخلاصه حيا في قلوبنا ، ولتبقى مسيرته خالدة بقدر ما انطوت عليه من حب واخلاص تتعلم منها الأجيال الناشئة .من حق أهل عروس البحر المتوسط مدينة الاسكندرية أن تبكي رحيل الدكتور محمد رفيق خليل ، بوصفه أحد اعلام الثقافة والطب معًا ، فأهل الطب يذكرون مساندته لهم ومواقفه الشريفة معهم ، كما نعاه أهل الثقافة والابداع بالاسكندرية بوصفه أحد رموزهم . منحني الفقيد دكتور رفيق خليل شرف الاستضافة بأتيليه الإسكندرية العام الماضي ، وعايشت في هذا اللقاء، الذي تناولت فيه مسيرتي الادبية  كرم الفقيد ، وكرم أهل الاسكندرية وعلى رأسهم الشاعر الكبير جابر بسيوني والمحامي السياسي الكبير الأستاذ سامي بدر الدين.في هذا اللقاء وجدت الدكتور رفيق  ـ عليه رحمه الله ـ  كأنني أعرفه منذ سنوات طويلة ، وكأنه أحد أفراد عائلتي  ، فقد وجدته  طيبا دمث الخلق أكثر تواضعًا شأن العلماء العظام ، والأدباء القادرين على التأثير على الآخرين وتشكيل وعيهم وتنمية عقولهم وترقية وجدانهم .وبقدر ما حمل الفقيد من العلم والأبداع الادبي ، فإنه قد حمل من القيم والمبادئ الاخلاقية ما أهلته لنيل الموت شهيدا ، وتجلت هذه المبادئ  في خوضه معركة شريفة من أجل الحفاظ على كيان أتيليه الاسكندرية من الاندثار ، وذلك عقب صدور حكم قضائي بتسليم الفيلا مقر الأتيليه بالحي اللاتيني لأصحابها .فقد طلب الطبيب والأديب الراحل من وزيرة الوقوف مع أتيليه الإسكندرية والحفاظ على المبني التراثي الفني التاريخي ومنع هدمه وإيجاد حلول من أجل إبقاء الأتيليه في موقعه والحفاظ على القيمة الفنية.وبكل قلوبنا نعزي أهل الاسكندرية ونعزي مصر المحروسة كلها على فقدانها قامة من قامات العلم والأدب تغمده الله بواسع رحمته وانزله فسيح جناته ، وجعل مسيرة حياته نبراس للشباب والباحثين علي الجمال والبذل والعطاء وخدمة الإنسانية .كما نعزي خليفته في رئاسة اتيليه الاسكندرية ، داعين الله ان يوفقه في اسكتمال مسيرة الدكتور محمد رفيق خليل بما يحفظ الاتيليه من قرار الهدم وان يظل مشعلاً ثقافيًا تنير سماء عروس البحر المتوسط . ولاشك أن أبنائه من الادباء والاطباء سيكملون مسيرته على شموع من البذل والعطاء وخدمة الوطن والانسانية جمعاء .قلوبنا تبكي على غياب العظماء الواحد تلو الآخر من عالمنا الذين هم بأمس الحاجة إليهم في هذه الأوقات العصيبة.تعازينا لعائلته وأحبائه وميريديه ، ولنا نحن أيضا بوصفنا أبناءً له في الأسرة الانسانية المحبة للخير والعطاء والجمال والرحمة .

مشاركة :