تواصل مكتبة البابطين المركزية دورها المعرفي، من خلال إصداراتها المميزة التي تضيف إلى المكتبة العربية ما يعزز ثراءها وفاعليتها، وأحدث إصداراتها الجديدة كتاب "من كلام الراغب في البديع" لأبي القاسم الراغب الأصفهاني، تحقيق الأستاذ إبراهيم بن سعد الحقيل. ويوضح مؤسس المكتبة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، في استهلاله للكتاب، القيمة الأدبية واللغوية له، والذي تقدمه مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الى القارئ، ليكون أحد المرتكزات العلمية لمن أراد أن يكون على دراية بمكامن الروعة في لغته العريقة وفي تراثه الثري. و"من كلام الراغب في البديع" هو كتاب في البلاغة العربية، ويتضح من مضمونه الجهد الكبير الذي تم لإزالة الإبهام عن مؤلف الكتاب الأصلي وعن عنوانه، إذ خاض الكتاب غمار البحث في التراث البلاغي العربي، وفي مؤلفات الراغب الأصفهاني على كثرتها، ليثبت من خلال أدلة مفحمة أن مؤلف الكتاب الحقيقي هو الراغب الأصفهاني، وهو لم يضع عنوانا محددا لهذا الكتاب. وانتظمت فصول الكتاب في واحد وعشرين بابا، تضمنت أغلب فنون البديع والبلاغة، منها في تقاسيم الكلام - في الحقيقة والمجاز - في البلاغة - في الحذف - في التصحيف - في المطابقة - في المقابلة - في أنواع السرقات، وبذل المحقق عناية كبيرة لضبط مفردات هذا الكتاب، وبيان الاختلاف بين نسخ المخطوطات المتعددة، والتعريف بالأعلام الواردة، وإرجاع الشواهد الشعرية والنثرية إلى مصادرها، ونسبة الأبيات المغفلة إلى قائليها، وشرح بعض العبارات الملتبسة، مما يساعد القارئ على الاستفادة القصوى من هذا المؤلف، وسيجد النقاد وهواة الشعر فيه ما يعزز قدرتهم على إدراك أسرار البيان العربي، ويسهم في إثراء المعرفة البلاغية الضرورية للتفاعل مع النصوص الأدبية على اختلافها. يذكر أن محقق الكتاب الباحث ابراهيم بن سعد الحقيل حاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، ويعمل حاليا مديرا لإدارة التعليم الأهلي بإدارة التعليم بمحافظة المجمعة في السعودية، وهو أحد الباحثين المجتهدين والمعروفين في مجال تحقيق النصوص الأدبية والتراثية، وله العديد من المؤلفات.
مشاركة :