رجّح تقرير مشترك لخبراء منظمة الصحة العالمية وآخرين صينيين أن يكون فيروس كورونا قد انتقل إلى الإنسان عبر حيوان وسيط انتقلت إليه العدوى من خفّاش، مستبعدا فرضية تسرّب الفيروس من مختبر صيني على خلفية تشكيك بالاستقلالية ويأتي نشر التقرير المشترك الذي طال انتظاره ولم تكن استنتاجاته مفاجئة، بعد 15 شهرا على ظهور أولى الإصابات بكورونا. ومذّاك أوقعت الجائحة أكثر من 2,7 مليون وفاة في العالم، وألحقت ضررا بالغا بالاقتصاد الدولي وفي حين يتواصل تزايد الإصابات بالفيروس جراء متحوّرات أكثر قدرة على التفشي وربما أكثر فتكا رغم حملات التلقيح المتسارعة، تتراوح تدابير الدول بين تشديد الإغلاق أو تخفيفه. والتقرير وإن لم يحل لغز منشأ سارس-كوف-2 “الفيروس المسبب لكورونا” فهو يشدد على ضرورة إجراء تحقيقات أخرى تشمل نطاقا جغرافيا أوسع في الصين وخارجها، ويعتبر أن فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط “محتملة إلى محتملة جدا”، مقابل “استبعاد تام” لفرضية تسرّب الفيروس من مختبر جراء حادث. ويرجّح الخبراء النظرية العامة للانتقال الطبيعي للفيروس من مصدره الحيواني وهو على الأرجح الخفافيش، إلى الإنسان عبر حيوان وسيط لم يتم تحديده بعد ويعتبر التقرير أن فرضية الانتقال المباشر من الحيوان المصدر “أو الخزان” إلى الإنسان “ممكنة إلى مرجّحة ولم يستبعد الخبراء نظرية الانتقال عبر اللحوم المجمدة، معتبرين أن هذا السيناريو “ممكن”. ويوصي التقرير بمواصلة الدراسات على قاعدة هذه الفرضيات الثلاث، ويستبعد في المقابل إمكان أن يكون الفيروس انتقل إلى الإنسان جراء حادث في مختبر. وخلص الخبراء في تقريرهم إلى أن دراسات سلسلة الإمداد لسوق هوانان “وغيرها من أسواق ووهان” لم تؤد إلى إيجاد “أدلة على وجود حيوانات مصابة، لكن تحليل سلاسل الإمداد وفّر معلومات” مجدية لدراسات لاحقة محددة الأهداف، خصوصا في مناطق مجاورة. ويدعو الخبراء إلى “عدم إهمال المنتجات الحيوانية المصدر القادمة من مناطق تقع خارج نطاق جنوب شرق آسيا” ويوصي التقرير بإجراء تحقيقات “في مناطق أوسع نطاقا وفي عدد أكبر من البلدان” وشددت منظمة الصحة على ضرورة التحلي بالصبر من أجل الوصول إلى أجوبة على التساؤلات المطروحة. وأنشئت البعثة بموجب قرار تبنّاه أعضاء منظمة الصحة العامة في 19 مايو 2020، كلّف الخبراء “تحديد المنشأ الحيواني للفيروس وطريق انتقاله إلى الإنسان عبر مهمات علمية وتنسيق ميداني”.
مشاركة :