٠٠٠ رجاحةُ العقل وضحالةُ الجهل ٠٠٠

  • 3/29/2021
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ذات يوم كانت بلقيس ملكة لدولة سبأ وكانت تُعرف برجاحة العقل وبالتروي في اتخاذ القرار َوذات بعد في النظر . لم يُعرف عنها أنها أخذت الحُكم بالإنقلاب أو بتزوير في الانتخابات أو ماشابه ذلك وكانت مملكتها ذات سيادة وقوة ومنعة ! لم تكن لدولتها حدود مع مملكة سليمان عليه السلام ولم تقم بالاعتداء عليه في يوم ٍ من الأيام وربما لم تسمع عنه في حياتها قط . مع رجاحةُ عقلها كانت تعبد الشمس من دون الله عز و جل في معبد خاص لها مازالت آثاره إلى الآن موجودة تُعرف بمعبد الشمس. علِم سليمان" عليه السلام "عنها وعن مملكتها وعن عبادتها وعن عِظَم عرشها وقوة جيشها فراعت ذلك وأرسل لها رسالة فحواها الدعوة إلى الإيمان بالله عز و جل وعبادته وعدم العلو فوق ملك سليمان وصلت إليها الرسالة وفهمت مغزاها وفحواها ولكن لرجاحة عقلها لم تتسرع في الرد ولم ياخذها الغرور بقوة جيشها وبأسه . جمعت كبار مسؤولي دولتها وافهمتهم أن عواقب الحرب وخيمة وفيها الشيء الكثير من الفساد والإذلال لعلية القوم ، بالإضافة إلى الدمار والخراب الذي سينتج عن ويلات الحروب ! أرسلت الهدايا كي تتأكد أن من بعث إليها الرسالة هل هو طامع بالمال فإذا كان كذلك فقد أدركت غايتها غير أن الرد كان مغايرًا تمامًا ! أيقنت أن الهدايا غير مجدية والهدف أسمى وأجل من هدايا توضع بالخزانات اومالٍ نهايته للزوال !!! ذهبت شخصيًا لصاحب الرسالة سليمان عليه السلام لتُسلِم على يديه وتعرض عليه قبول مافي رسالته وتجنب دولتها وقومها ويلات الحرب والدمار . استقبلها سليمان عليه السلام استقبال العظماء ،استقبال الكبار لم يعاتبها ولم يهينها ولم يخذلها ولم يغدر بها وحاشا وكلا أن يكون الغدر والخذلان من شيم الأنبياء أسلمت على يديه واعادها معززة مكرمة ملكة لدولتها الدولة السبئية . هنا تتجلى حكمة ورجاحة الزعماء العظماء الكبار في المواقف الصعبة وليس كما هو الحال مع مواقف أصحاب العقول الضحلة فيمن يدعون الزعامة والسيادة من زمرة السيد وأتباعه التي أدت إلى خراب ودمار دولة بأكملها جهل يرافقه غرور في زمن التطور والعلم والمعرفة.

مشاركة :