قادش (إسبانيا)، 17 سبتمبر/أيلول (إفي): في الوقت الذي يحاول فيه آلاف اللاجئين السوريين الحصول على الموافقة للبقاء في أوروبا تزامنا مع احتدام الصراع في وسط القارة العجوز، استطاعت مجموعة من المهاجرين الأفارقة الحصول على حق الإقامة القانوني جنوب إقليم الأندلس في إسبانيا عن طريق كرة القدم. ويبحث 25 لاعبا، تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 33 عاما، هذه الأيام عن الانضمام إلى فريق ألما دي أفريكا الرياضي أو (روح أفريقيا)، الذي يقوده فنيا بيبي كوريا، اللاعب السابق لنادي خيريز الرياضي، أحد أندية دوري الدرجة الثانية في فترة الثمانينات. وأعرب رئيس النادي أليخاندرو بنيتيز عن سعادته بهذا المشروع المبتكر والرائد، وصرح لـ (إفي) أنه يُعتبر أول ناد يشارك في مسابقة رسمية وغالبية لاعبيه من الوافدين الأفارقة. وأضاف بنيتيز هؤلاء المهاجرين وصلوا إلى إسبانيا طامحين في مستقبل أفضل وقد تمكن بعضهم من تحقيق ذلك. هم يعملون حاليا في الحِدادة أو نُدل في المطاعم. في المقابل، يبيع آخرون المناديل الورقية في الإشارات أو ينظفون السيارات مقابل بعض المال. بعضهم يعاني الأمَرين من أجل توفير قوته اليومي وقد يصل الوضع إلى أن ينام آخرون في الطرقات. يتوافدون من الكاميرون وغانا وبوركينا فاسو ونيجيريا والمغرب فضلا عن بلاد أخرى. وكان وصول هؤلاء الأشخاص إلى إسبانيا صادما. وقال أحد هؤلاء المهاجرين لـ(إفي) ويدعى عصام أنه عبر مضيق جبل طارق قادما من المغرب متشبثا في حبال مرساة القارب المعلقة في السفينة. وتذكر الشاب المغربي المشهد قائلا لم أشعر بخوف أو برد على مدار حياتي مثلما شعرت في ذلك اليوم. وقص رئيس النادي مغامرات بعض لاعبي الفريق للوصول إلى إسبانيا، فهشام وصل متخفيا تحت شاحنة نقل، ولن ينسى أبدا ذلك اليوم لأن صديقه لم يحالفه نفس الحظ ومات دهسا تحت سيارة أخرى أثناء محاولته الوصول إلى الأراضي الإسبانية. كريستيان خرج من نيجيريا على متن مركب صيد صغيرة وبعد ثلاثة أيام ظل خلالها تائها برفقة مهاجرين آخرين في عرض البحر، تمكن من الوصول إلى إسبانيا. ويترأس بنيتيز إدارة النادي التي تتكون من ستة أفراد ينتمون جيمعا إلى مدينة خيريز. وأوضح أنه يوجد عدد قليل من اللاعبين الإسبان في الفريق من أجل تشجيع عملية الاندماج التي يطمح إليها المشروع، كما أننا لا نريد أن يظهر الفريق الجديد في هيئة مجتمع منعزل. وأكد بنيتيز أن بعض هؤلاء المهاجرين الأفارقة تمكنوا من الحصول على حق الاقامة عن طريق دخولهم سوق العمل. في الوقت الذي يمتلك آخرون، على الأقل، جواز سفر ويمكن قيدهم كلاعبين هواه، الأمر الذي من الممكن أن يعجل من عملية تسجيلهم. بينما لم ينجح حتى الآن من هم أقل حظا في الحصول على الأوراق. ومن المقرر أن يخوض فريق (ألما دي أفريكا) أول مباراة رسمية في البطولة يوم 27 سبتمبر/أيلول الجاري أمام نظيره أوبريق. (إفي)
مشاركة :