نحن نعيش في ثورة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بقيادة البشر. ثورة تحاكي العقل البشري وتتجاوز طاقاته الإنتاجية. لأكثر من قرنين من الزمان، كان الابتكار المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي. أطلقت المحركات البخارية والكهربائية ومحركات الاحتراق الداخلي. لكل منها ولدت وحفزت العديد من الاختراعات والابتكارات مع الأدمغة الآلية نقول ثورة من ثورة. يحدد الذكاء الاصطناعي قدرة الآلة على التعلم من بيئته دون برمجتها. بمعنى الاعتماد على البيانات «البيئة» والخوارزميات «الإجراءات» التي تجعلها تنتج نتيجة أو إجراءً مثالياً، أي وصفة من الخطوات المتسلسلة التي تهدف إلى الحصول على نتائج محددة بناءً على مدخلات. وبالتالي، هناك يقين بين الواقع والتنبؤ العميق بالتأثيرات التي سيولدها الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، مع انعكاساتها، كما نصف سيناريوهاتها أدناه. على مستوى السوق، وبسبب العوامل والعناصر المتاحة والقدرات الهائلة للشركات الكبرى في العالم، والتي استطاعت توظيف الذكاء الاصطناعي بفاعلية من خلال امتلاك معظم منصات أعمال «الإنترنت» والخدمات المالية والاتصالات والبيع بالتجزئة. ومن ثم، تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة عقبة توظيف فرص وتحديات واسعة بتكاليف عالية من خلال أتمتة أعمالها. من حيث الإنتاجية، عندما تكون الآلات قادرة على محاكاة عمل الدماغ البشري بشكل كامل «بتفرد». ستؤدي الآلات الذكية المزيد من العمل، وستكون النتيجة ثروة غير مسبوقة وإنتاجية اقتصادية هائلة. يؤدي هذا إلى نمو اقتصادي وتحسينات في مستويات المعيشة التي لا يتم احتسابها في الناتج المحلي الإجمالي من المنتجات الأفضل والأرخص. فضلاً، عن قرارات وتحليلات تنفرد بها الأدمغة الذكية. بسبب تفرد أنظمة الذكاء الاصطناعي وهيمنتها، فإنه يؤدي إلى عالم يتطلب القليل من العمالة البشرية أو لا يتطلب أي عمل. التي ستتولى الآلات الذكية المهام الأساسية للوظائف ذات المهارات المتوسطة والعالية. وستكون النتيجة بطالة هائلة، وتدني الأجور، واضطراب اقتصادي مؤلم. من ناحية أخرى، لتجنب الآثار السلبية للدخل والعمالة، ستكون هناك حاجة للاستثمار في التعليم والتدريب، إلى جانب الاستثمارات في التكنولوجيا. سيتم إنشاء وظائف جديدة، لكن التقنيات الذكية قد تؤدي إلى تفاقم الاتجاهات، حيث يرتفع الطلب على العمال ذوي المهارات العالية والمنخفضة الذين يمكن أتمتة وظائفهم بسهولة، في حين انخفض الطلب على العمال ذوي المهارات المتوسطة، وبالتالي تنشأ اختلالات في التكافؤ في الأجور. باختصار، التطورات الهائلة والسريعة في محاكاة الآلات الذكية للدماغ البشري، حتى في الجوانب، كانت تعتبر تحدياً، مثل المشاعر وقدرتها على فتح المناقشات العلمية، يصبح حقيقة. وكرؤية مستبصرة لمستقبل ثوراته المتسارعة، ستولد آثاره اتجاهات وتحديات مختلفة بعيدة الآفاق.
مشاركة :