إبداعات 1000 يوم من الفن الحر في ضيافة الشارقة

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

الاستمتاع بفضاءات فنية رحبة وأشكال متعددة من صور الفن والإبداع عالمياً ومحلياً هو ما يسعى معهد الشارقة للفنون لتقديمه لمتذوقي الفنون ورواده على مدار العام، بجانب الورش التعليمية والفعاليات الثقافية الأخرى، من خلال أروقته وطوابقه المخصصة لذلك. ومن هذه المعارض كوبرا 1000 يوم من الفن الحر الذي افتتحه الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، ويقدم أعمالاً ومقتنيات لإحدى أهم حركات الفن الحديث في أوروبا والتي نشطت خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويقام على أرض الإمارات لأول مرة. يقدم المعرض أكثر من ستين قطعة من تشكيلة متحف كوبرا للفن الحديث في هولندا،ويسلط الضوء للمرة الأولى على حركة كوبرا الفنية العالمية، متضمناً لوحات وأعمالاً وخزفيات وأنسجة ومواد وثائقية من الفترة ما بين 1947 إلى عام 1960. وتحكي هذه الأعمال الفنية ومواضيعها المتعلقة قصة مثيرة نابضة بالحياة عن حركة فنية استمرت ما لا يزيد على الألف يوم، ورغم ذلك شكلت ثورة حقيقية في الفن المعاصر. كذلك، يحوي المعرض المتواصل حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عدداً من التحف الفنية والمعروضات مثل الحيوانات والمخلوقات الأسطورية والأعمال الإبداعية التي تظهر الطابع الفني للحركة وتتجلى في الطبيعة التجريبية، وحرية التعبير، والتأثيرات البعيدة عن الثقافة الغربية والتي قلما تبرز في أنماط الفنون. ويحكي المعرض قصة حركة كوبرا من خلال تقديم جدول زمني يعرف الزائر بالتطورات التاريخية والاجتماعية خلال الفترة ما بين 1930 و1960 في أوروبا، إذ تروي الصور والأفلام الوثائقية تاريخ مدة الحرب، بينما تعكس الصور المعبرة تاريخ هذه الحركة وأهميتها. ويضم المعرض تشكيلة من التحف التي تصور فنون التعبير التلقائي والتجريبي خلال مدة حركة كوبرا التي تأسست في باريس عام 1948، وأخذت اسمها اختصاراً للعواصم الثلاث التي عاش وعمل فيها فنانوها: كوبنهاغن وبروكسل وأمستردام، وبالتالي اختاروا شعار الثعبان كرمز لهم، وسعى جميع الفنانين في هذه الحركة إلى خلق فن جديد وحر ومعبر، مترسخ في التجربة وخبرات الحياة. ويهدف المعرض إلى تحرير الابتكار الفني المدفون في جميع الأشخاص. اعتمد فنانو هذه الحركة الثورية على البدائية المتعددة الأوجه، والتي تتألف من الخرافات وقصص الأطفال والفن الشعبي وتحف ما قبل التاريخ والخط الشرقي، وكان فنهم مباشراً وعفوياً، كما أنهم كانوا يعملون من غير خطة مسبقة، مستخدمين مخيلتهم والألوان الساطعة والمواد الجديدة، وكانت هذه التجارب غاية في الأهمية. يقدم المعرض أعمالاً لأربعة من الفنانين وهم يوجين براندز من أمستردام، وكان هذا الفنان ذاتي التعليم، كرس نفسه للتجارب، إذ كان مهتماً بالتحديد بانتشار الحبر والفحم على الورق، كما أنتج اللوحات بالتقطير، باستخدام طريقة الرش التلقائي للحبر على الأوراق، وأطلق على هذه العملية الفن الكوني، والذي كان يرمز إلى طريقته الخاصة في التعبير عن الأبراج الخيالية للنجوم. وبعد تردد كبير قرر براندز الانضمام للجماعة، وكان يشارك بين الحين والآخر في مجلة ريفلكس كما شارك في معرض كوبرا عام 1949 المقام في متحف ستيديليك بأمستردام، لكنه بعد ذلك قرر إبعاد نفسه عن الحركة. وتعرض قصيدة للفنان الثاني المشارك في المعرض لوتشيبيرت ترجمها ديان بترمان، وكان لوتشيبيرت أيضاً فناناً ذاتي التعليم، وأدى به شعره الذي كتبه في 1948 إلى الانضمام للجماعة التجريبية في هولندا، وشارك في أول معرض لحركة كوبرا عام 1948 ولكنها سرعان ما غادرها، إلا أنها تركت بداخله أثراً عميقاً، فقد حملته الحركة للاتجاه إلى الفن التجريبي والحرية. أما الفنان الثالث في المعرض كونستانت فقد تخلل فنه البصري نموذج الحركة عن الحرية بواسطة الابتكار، فعفوية المشاعر عند البدء باللوحة تعد عاملاً مهماً استخدمه بنفسه على صورة تعابير بالفرشاة وخطوط عفوية، واستوحى إلهامه من رسوم الأطفال خلال فترته في كوبرا. كاريل أبيل هو الفنان الأخير الذي يبرز المعرض أعماله، فقد قدم العديد من الأعمال خلال سنواته مع كوبرا مثل الأطفال والحيوانات الخيالية والتي رسمت بريشة رفيعة وبألوان تنبض بالحياة بأشكال بسيطة وإطارات واضحة. عبرت علياء الملا، أمينة متحف الشارقة للفنون عن سعادتها لاستضافة الإمارة لهذا المعرض لأول مرة على أرض الدولة، خاصة أنه يتيح لزوار المتحف، الفرصة للاستمتاع بأعمال ومقتنيات مميزة عالمياً لحركة فنية تعتبر حدثاً غاية في الأهمية في تاريخ الفن الأوروبي، خاصة لجهة كسر الحواجز والطريقة التقليدية لممارسة وتقديم الفنون. وأضافت: رغم أن الحركة في بدايتها لم تكن مقبولة ولاقت أشكالاً متعددة من النقد والهجوم إلا أنها وبعد أن انتهت في عام1951 تركت أثراً كبيراً في الحركة الفنية ككل، فقد جمعت فنانين وشعراء وأدباء ومفكرين مبدعين معتمدين أسلوباً بسيطاً، فاستطاعوا من خلال ذلك منح الحركة مكانة راسخة وراقية في مجال تاريخ الفن وتأثيراً استمر طوال سنوات القرن العشرين. وذكرت أن الحركة كانت تضم أكثر من ثلاثين فناناً، لكن المتحف اختار تقديم أربعة من المؤسسين، لكل منهم طريقة مختلفة في ممارسة الفنون ما بين رسم ونحت وفن وتصوير،حتى يقدم للزوار أشكالاً متنوعة للفن. وأكدت كاتيا ويترينغ، المدير الفني في متحف كوبرا للفن الحديث، أن الشارقة تعد الخيار الأنسب لاستقبال معرض كوبرا العالمي المتنقل بقولها: تتميز إمارة الشارقة بتاريخها الثقافي الغني، كما أنها تمثل منصة مفتوحة لتبادل وجهات النظر حول الفنون الحديثة والمعاصرة.

مشاركة :