الأضحية تشفع لصاحبها يوم القيامة

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك‮ ‬ينشغل المسلمون في‮ ‬مشارق الأرض ومغاربها بالأضحية،‮ ‬فهي‮ ‬أعظم القربات إلى الله في‮ ‬هذه الأيام المباركة،‮ ‬كما تجسد شكر المسلم لخالقه على نعمه،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن أنها فرصة للتوسعة على الفقراء والمحتاجين ووسيلة لزيادة المودة وتعميق مشاعر الرحمة بين الأسر‮.‬ لذلك من الطبيعي‮ ‬أن تكثر تساؤلات المسلمين في‮ ‬كل مكان عن أحكام الأضحية الشرعية ومواصفاتها ووقت ذبحها وكيفية توزيعها حتى تتحقق المقاصد الشرعية منها وحتى‮ ‬ينال المسلم الأجر والثواب الذي‮ ‬بشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها‮.‬ سألنا عدداً‮ ‬من علماء الشريعة الإسلامية عن فضل الأضحية،‮ ‬وكيفية توزيع لحوم الأضاحي،‮ ‬والوقت الشرعي‮ ‬لذبحها وحكم الشرع فيمن‮ ‬يذبح ويستأثر بلحومها لنفسه‮.. ‬وهل لا بد من أن‮ ‬يذبح كل مسلم أضحيته بنفسه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الفقيه الأزهري‮ ‬الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي‮ ‬مصر الأسبق‮ ‬يحث المسلمين في‮ ‬كل مكان الحرص على الأضحية،‮ ‬فهي‮ ‬من أفضل الأعمال التي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يتقرب بها المسلم إلى خالقه في‮ ‬هذه الأيام المباركة،‮ ‬فقد ورد الأمر الإلهي‮ ‬بها في‮ ‬قول الحق سبحانه وتعالى‮: ‬إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر‮.. ‬والمعنى الذي‮ ‬تحمله الآيات الكريمة‮: ‬إنا أعطيناك ‮ ‬يا محمد النهر العظيم المسمى بالكوثر،‮ ‬فداوم على الصلاة،‮ ‬وعلى نحر الإبل تقرباً إلى الله،‮ ‬وتصدق بلحومها على الفقراء والمساكين‮.‬ إحياء سنة إبراهيم ويضيف د‮. ‬واصل‮: ‬لقد رغبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في‮ ‬الأضحية من خلال العديد من الأحاديث النبوية الكريمة،‮ ‬حيث أخبرنا بأنها‮ (‬أي‮ ‬الأضحية‮) ‬تأتي‮ ‬بقرونها وأشعارها وأظلافها تشفع لصاحبها‮ ‬يوم القيامة‮.. ‬وكان عليه الصلاة والسلام القدوة والمثل في‮ ‬الفداء والتضحية،‮ ‬وقد ثبت أنه ضحى بكبشين،‮ ‬أي‮ ‬بخروفين،‮ ‬أملحين‮ (‬أي‮ ‬يخالط بياضهما سواد‮) ‬أقرنين،‮ (‬أي‮ ‬لهما قرون‮).‬ لذلك كانت الأضحية في‮ ‬شريعتنا الإسلامية‮ ‬سنة مؤكدة‮ ‬يحرص عليها المسلم طمعاً‮ ‬في‮ ‬أجرها وثوابها،‮ ‬ويكره له تركها إذا كان قادراً عليها،‮ ‬والقدرة هنا تتوافر بوجود المال الذي‮ ‬يفي‮ ‬بحاجة الأضحية من دون حرج أو استدانة‮.‬ وعن المقاصد الشرعية لتقديم الأضحية‮ ‬يقول‮: ‬شرعت الأضحية لمقاصد كثيرة منها‮: ‬شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه المتعددة،‮ ‬فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على الإنسان بنعم لا تعد ولا تحصى كنعمة البقاء من عام لعام آخر‮. ‬ونعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر والمال؛ فهذه النعم وغيرها تستوجب الشكر للمنعم سبحانه وتعالى،‮ ‬والأضحية صورة من صور الشكر لله سبحانه وتعالى،‮ ‬حيث‮ ‬يتقرب العبد بها إلى ربه بإراقة دم الأضحية امتثالا لأمره سبحانه وتعالى،‮ ‬حيث قال جلَّ‮ ‬جلاله‮: ‬إنا أعطيناك الكوثر فصلي‮ ‬لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر‮.. ‬كما أن في‮ ‬الحرص على الأضحية إحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه السلام في‮ ‬يوم النحر،‮ ‬وأن‮ ‬يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كان ذلك كله هو سبب الفداء ورفع البلاء‮.‬ أيام تراحم وسخاء ومن المقاصد الشرعية للأضحية التوسعة على النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق على الفقراء،‮ ‬وهنا‮ ‬يؤكد د‮. ‬واصل‮ ‬ضرورة أن‮ ‬يكون المسلم سخياً كريماً في‮ ‬هذه الأيام الطيبة،‮ ‬وأن‮ ‬يحرص على إهراق الدم في‮ ‬عيد الأضحى ما دام قادرا‮ً.. ‬ولذلك هو‮ ‬يقدر مشاعر البسطاء الذين‮ ‬يحرصون على إحياء هذه السنة ويربون الأضاحي‮ ‬في‮ ‬بيوتهم أو‮ ‬يدخرون ثمنها على مدى شهور قبل العيد حيث‮ ‬يرى في‮ ‬هذا السلوك تجسيداً‮ ‬لحرص المسلم على أداء شعيرة إسلامية والتأسي‮ ‬بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط أن‮ ‬يلتزم في‮ ‬توزيعها بما حث عليه الإسلام وأن‮ ‬يطعم منها الفقراء والمحتاجين ولا‮ ‬يستأثر بها لنفسه ولأهل بيته كما‮ ‬يفعل كثير من البسطاء ومحدودي‮ ‬الدخل‮.‬ وعن الأصناف التي‮ ‬تجوز التضحية منها‮ ‬يقول مفتي‮ ‬مصر الأسبق‮: ‬الأضحية تجوز من الإبل أو البقر أو الغنم من الذكور أو الإناث،‮ ‬ويجب أن تكون سن الإبل خمس سنوات،‮ ‬والبقر سنتين،‮ ‬والغنم سنة ويدخل في‮ ‬الغنم الماعز،‮ ‬وأجاز بعض الفقهاء أن‮ ‬تكون سن الغنم ستة أشهر‮. ‬أما الماعز فلا تقل عن سنة،‮ ‬وتكفي‮ ‬الناقة أو الجمل عن سبعة أشخاص وكذلك البقرة‮.. ‬أما الشاة فتكفي‮ ‬عن شخص واحد‮.‬ متى نذبح؟ والوقت الشرعي‮ ‬للذبح كما‮ ‬يوضح د‮. ‬واصل بعد صلاة عيد الأضحى،‮ ‬فالحق سبحانه وتعالى هو الذي‮ ‬حدد لنا هذا الوقت بقوله‮ ‬فصل لربك وانحر‮.. ‬لكن إذا لم‮ ‬يتمكن المضحي‮ ‬من ذبح أضحيته في‮ ‬يوم العيد،‮ ‬جاز له أن‮ ‬يذبحها في‮ ‬الأيام الثلاثة التي‮ ‬بعد‮ ‬يوم الأضحى‮.‬ ولذلك لا‮ ‬يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة عيد الأضحى،‮ ‬ومن فعل ذلك فهي‮ ‬صدقة وليست أضحية،‮ ‬والرسول صلى الله عليه وسلم‮ ‬يقول في‮ ‬الحديث الصحيح‮ ‬من ذبح قبل الصلاة فإنما‮ ‬يذبح لنفسه،‮ ‬ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه أي‮ ‬عبادته وأصاب المسلمين.‬ لذلك‮ ‬ينصح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بعض المسلمين الذين‮ ‬يتعجلون الذبح‮ ‬يوم وقوف عرفة أو وقت الليل قبل أداء صلاة العيد بالتمهل حتى‮ ‬يحظوا بأجر وثواب الأضحية‮.. ‬لكنه‮ ‬يؤكد أن منأراد أن‮ ‬يذبح‮ ‬يوم عرفة ليتصدق باللحم على الفقراء والمحتاجين والتوسعة عليهم في‮ ‬هذا اليوم المبارك له أجره وثوابه‮.‬ ومن السنة أن‮ ‬يذبح المسلم أضحيته بنفسه إن كان‮ ‬يحسن الذبح،‮ ‬فقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم‮.. ‬لكن من لا تسمح ظروفه بذلك أو كانت مشاعره لا تتحمل أن‮ ‬يذبح بنفسه‮ ‬يجوز له توكيل من‮ ‬يقوم بالذبح نيابة عنه ويفضل أن‮ ‬يكون من أهل بيته،‮ ‬فإن حالت الظروف دون تحقيق ذلك فعليه أن‮ ‬يوكل من‮ ‬يقوم بهذه الشعيرة الإسلامية‮.. ‬فدين الله‮ ‬يسر لا عسر،‮ ‬ولا‮ ‬يكلف الله نفساً إلا وسعها‮.‬ صكوك مشروعة ويتحدث العالم الأزهري‮ ‬د‮. ‬محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن صكوك الأضحية التي‮ ‬انتشرت في‮ ‬العديد من البلاد الإسلامية والتي‮ ‬تقوم بها بنوك إسلامية وجمعيات خيرية للقيام بالأضحية نيابة عن القادرين الذين لا تسمح ظروفهم بالقيام بها بأنفسهم فيقول‮: ‬من الأفضل أن‮ ‬يذبح المسلم بنفسه لكي‮ ‬يوسع على أسرته ويهدي‮ ‬بعض لحوم الأضحية للأهل والأقارب‮.. ‬لكن لو حالت ظروف المسلم من دون أن‮ ‬يذبح ولجأ إلى هذه الصكوك فلا حرج فهي‮ ‬صكوك مشروعة،‮ ‬وسوف‮ ‬يكتب الله له كامل الأجر والثواب ما دام‮ ‬يتعامل مع جهة موثوق بها ويضمن أنها ستؤدي‮ ‬هذه الشعيرة نيابة عنه‮.‬ رفق ورحمة ويؤكد د‮. ‬عثمان ضرورة أن‮ ‬يتعامل المسلم برفق ورحمة مع الأضحية،‮ ‬لأن التعامل مع الحيوان بقسوة أمر ترفضه شريعة الإسلام وتدين سلوك كل مسلم‮ ‬يفعل ذلك ولذلك جاءت توجيهات الفقهاء بضرورة توافر شروط معينة عند الذبح،‮ ‬فلا بد أن‮ ‬يكون الذبح بآلة حادة حتى لا‮ ‬يتألم الحيوان،‮ ‬وأن‮ ‬يسرع الذابح عند الذبح،‮ ‬وأن‮ ‬يحد شفرة الذبح بعيداً‮ ‬عن الحيوان،‮ ‬حيث‮ ‬يروى عن ابن عباس رضي‮ ‬الله عنه أن رجلا أضجع شاة‮ ‬يريد أن‮ ‬يذبحها وهو‮ ‬يحد شفرته،‮ ‬فقال له النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮: ‬أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تذبحها؟ ومن مظاهر الرفق بالذبيحة قبل ذبحها ما أورده الفقهاء في‮ ‬كتب الفقه من ضرورة سوق الذبيحة إلى المذبح برفق،‮ ‬وعرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها،‮ ‬وعدم المبالغة في‮ ‬القطع حتى‮ ‬يبلغ‮ ‬الذابح النخاع،‮ ‬أو‮ ‬يفصل رأس الذبيحة حال ذبحها،‮ ‬وكذلك بعد الذبح،‮ ‬وقبل أن تبرد،‮ ‬وكذلك سلخها قبل أن تبرد،‮ ‬لما في‮ ‬ذلك من إيلام لا حاجة إليه‮.‬ هذا وغيره مما قال به فقهاء الإسلام في‮ ‬مسألة الذبح‮ ‬يؤكد رفق الإسلام بالحيوان،‮ ‬ولذلك فأمر الأضحية لا‮ ‬يحتاج إلى مزايدة من جمعيات الرفق بالحيوان هنا وهناك‮.‬ كيف توزع الأضحية؟ وعن كيفية توزيع لحوم الأضاحي‮ ‬يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر‮: ‬من المستحب أن‮ ‬يأكل المضحي‮ ‬وآل بيته من الأضحية ويطعم‮ ‬غيره ويدخر للأيام القليلة المقبلة‮.. ‬فالله سبحانه وتعالى‮ ‬يقول‮: ‬فكلوا منها وأطعموا البائس والفقير‬،‮ ‬والرسول صلى الله عليه وسلم‮ ‬يقول في‮ ‬كيفية التعامل مع لحم الأضحية‮: ‬كلوا وتزودوا وادخروا‮.‬ لذلك قال العلماء إن أفضل أسلوب للتعامل مع الأضحية عند توزيعها هو تقسيمها أثلاثا،‮ ‬ويعطي‮ ‬منها الغني‮ ‬والفقير،‮ ‬فقد روى ابن عباس أنه قال في‮ ‬أضحية النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮: ‬ويطعم أهل بيته الثلث،‮ ‬ويطعم فقراء جيرانه الثلث،‮ ‬ويتصدق على السؤال بالثلث‮.. ‬وقال بعض الفقهاء‮ ‬يعطى لأصدقائه وجيرانه ثلث الأضحية حتى لو كانوا من القادرين‮.‬ ومن هنا‮ ‬يتضح لنا أن الأضحية لا تهدف إلى التوسعة على الفقراء والمحتاجين فحسب‮.. ‬فهي‮ ‬إلى جانب ذلك تحقق التواصل وتعميق صلات المودة والتعاون وتغرس فضيلة التهادي‮ ‬بين المسلمين‮.‬ من هنا‮ ‬يرفض العلماء سلوك بعض المسلمين الذين‮ ‬يضحون ويستأثرون بلحوم الأضاحي‮ ‬لأنفسهم ولا‮ ‬يتقربون إلى الله بالتصدق ببعضها على الفقراء في‮ ‬هذه الأيام المباركة‮.. ‬لأنهم بذلك‮ ‬يحرمون أنفسهم من أجر وثواب الأضحية،‮ ‬ويستسلمون لرذيلة البخل والشح والأنانية‮.‬ أسئلة ملحة } ‬ما الحكم إذا كان رب الأسرة‮ ‬يعمل في‮ ‬دولة عربية وباقي‮ ‬أفراد الأسرة في‮ ‬بلده‮.. ‬هل‮ ‬يذبح هو أم تذبح أسرته؟ ‮- ‬تجيب عن هذا السؤال دار الإفتاء المصرية‮: ‬إذا سافر رب الأسرة للعمل في‮ ‬بلد ما فله أن‮ ‬يذبح في‮ ‬بلد عمله وله أن‮ ‬ينيب من‮ ‬يذبح عنه الأضحية في‮ ‬بلد أسرته،‮ ‬وهو هنا صاحب الخيار وفقا لظروفه وظروف أسرته‮.‬ } ‬وما الحكم لو كان أحد أفراد الأسرة‮ ‬يؤدي‮ ‬فريضة الحج؟ هل‮ ‬يكفي‮ ‬الهدي‮ ‬الذي‮ ‬يذبح ويغني‮ ‬عن الأضحية؟ ‮- ‬تقول دار الإفتاء المصرية‮: ‬الذبح في‮ ‬أثناء الحج لا علاقة له بالأضحية المطلوبة من الأسرة،‮ ‬وسبب مشروعية كل منها مختلف،‮ ‬فالذي‮ ‬يذبح في‮ ‬الحج هو إما هدي‮ ‬تمتع وهو لشكر الله تعالى على الجمع بين نسكي‮ ‬العمرة والحج والتحلل بينهما،‮ ‬وهو واجب،‮ ‬وإما هدي‮ ‬قران وهو للجمع بين الحج والعمرة في‮ ‬سفرة واحدة وهو واجب أيضاً‮.. ‬وقد‮ ‬يكون الذبح في‮ ‬الحج لترك واجب من واجبات الحج،‮ ‬أو كفارة عن فعل محظور من ممنوعات الحج،‮ ‬وكلاهما واجب‮.. ‬وكل هذا مختلف عن الأضحية التي‮ ‬شرعت للتوسعة على الفقراء والمحتاجين ولشكر الله تعالى على دوام الحياة إلى هذه الأيام الفاضلة،‮ ‬كما شكر نبي‮ ‬الله إبراهيم ربه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل،‮ ‬على نبينا وعليهما الصلاة والسلام،‮ ‬ولشكر الله تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح،‮ ‬لأنها خير أيام العام التي‮ ‬أقسم الله عز وجل بها‮ ‬والفجر وليال عشر‮‬،‮ ‬وقال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام.‬

مشاركة :