عبد الله السباح: المجتمع العماني يفرض علينا الكثير من القيود

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وجه إعلامي متميز وصوت إذاعي محبوب.. شخصيته تجمع بين الثقافة والمرح، وأهم ما يميزه عفويته الدائمة وحضوره الدافئ على شاشة التلفزيون العماني. وبعد خمسة عشر عاماً تقريباً قضاها متنقلاً بين أروقة التلفزيون والإذاعة، ما زال نجم الإعلام العماني يبحث عن البرنامج الذي يحقق أحلامه.. من صلالة أجاب السباح عن أسئلتنا وكان هذا الحوار.. } اعتدنا عليك كأحد الوجوه الإعلامية التي ترافق مهرجان خريف صلالة كل عام.. حدثنا عن برنامجك، وبماذا يتميز؟ علاقتي بصلالة وثيقة وقوية فأنا من أبنائها ومن مهرجانها الخريفي كانت انطلاقتي كإعلامي، وفيها التقيت بأشخاص مميزين واستضفت مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين والرياضيين.. وخلال خريف صلالة الحالي 2015 أشارك بتقديم برنامج من صلالة الذي يُعرض على تلفزيون السلطنة يومياً ومن إخراج المخرج عامر العامري، وتحديداً فقرة كشتة السباح التي تتم فيها استضافة شخصيات مختلفة في بث مباشر خارج الاستوديو بين أجواء الخريف والرذاذ في قمة سهل إيتين، ويستعرضون ذكرياتهم المختلفة مع الخريف. } ما معنى كلمة كشتة، هل هي عامية عمانية؟ كشتة هي مصطلح خليجي بمعنى جلسة أو طلعة (نزهة)، وطبعاً النزهة تتميز بالعفوية والبساطة والأريحية، وهكذا نحن نحاول أن نفعل مع ضيوفنا نجوم الفن والرياضة والأدب والفكر.. هدفنا أن نكسر رتابة اللقاء وأن نكون عفويين ضمن الأجواء التقليدية العمانية الحاضرة كالقهوة والتمر وغيرها.. وتتم محاورتهم بأسلوب مريح وعبر السوالف وبشكل محبب وقريب من الجمهور. } تحاول أن تكون حيوياً ومختلفاً في تقديم برامجك.. إلى أي مدى يسمح الإعلام العماني بذلك ويمنحك هامش حرية؟ ليس الإعلام فقط هو من يضع القيود، بل المجتمع العماني يفرض على الإعلامي الكثير من القيود في طريقة التعاطي والتقديم، فهناك مشاهد يتقبل العفوية وآخر لا يتقبلها ويريد أن يرى البرنامج يعد ويقدم بطريقة رسمية. وفي أحيان كثيرة يكون ضيف البرنامج هو من يضع هذه القيود فهناك من يريدون معاملتهم بطريقة رسمية ولا يرتاحون للتحدث بطبيعية وعفوية أمام الكاميرا.. هذا الأمر يختلف من شخص لآخر، فمثلاً من الشخصيات التي استضفتها في برنامجي مؤخراً كان العلامة الرائع الدكتور محمد راتب النابلسي وكان في قمة الأريحية رغم أنه عالم دين وفقيه، ولكنه يمتلك روحاً وعفوية رائعة ظهرت أمام الكاميرا. وعلى الإعلامي أن ينتبه لجرعة العفوية والمزاح التي يقدمها للجمهور، فهناك خيط بسيط فقط بين النكتة والسماجة، وأنا أحاول دائماً أن أمسك العصا من المنتصف والاحتفاظ بكامل الاحترام والتقدير للضيوف والمشاهدين. } أكثر من عشر سنوات وأنت تطل على الجمهور العماني من خلال برنامج قهوة الصباح.. هل مازال هناك المزيد لتقدمه؟ منذ 14 سنة وأنا أقدم هذا البرنامج وقد أخذت القرار بالتوقف لأنني مللت، وهذا لا يعني أنني لا أحب البرنامج، بل على العكس فهو مثل ابني كبرت معه وتعلمت واستفدت منه كثيراً و قابلت من خلاله عشرات الشخصيات، لكنني شعرت بأنني وصلت إلى حد الإشباع والاكتفاء من هذا البرنامج، وأتمنى من المسؤولين أن يجدوا رديفاً لي يقدمه من بعدي، كما أتمنى أن يتغير البرنامج بنمطه وصيغته وألا يبقى على نفس الحال. } و ما هو البرنامج الذي تطمح إليه؟ أطمح إلى تقديم برامج التوك شو وأستضيف من خلالها شخصيات بمستويات ومناصب مختلفة، أتعامل معهم بعفوية وأريحية حتى ولو كانوا وزراء وبحضور جمهور في الاستوديو، وأن يكون هناك تفاعل بين الجمهور و الضيف وذلك على غرار برامج التوك شو الأجنبية الشهيرة. } وهل تعتقد أن هذا الحلم قابل للتحقيق؟ لم يعد الوضع كما كان في السابق فقد أصبحت هناك نقلة كبيرة في المجتمع، ووسائل التواصل الاجتماعي غيرت كثيراً من القواعد الصارمة التي كان يفرضها المجتمع، وأنا مؤمن بأن كل شيء قابل للتغيير، ولكن علينا أن نقوم بالخطوة الأولى ومن ثم نقرر نجاح الفكرة أو فشلها. } كيف تقيّم مسيرتك، وما الذي تراه مميزاً في شخصيتك حتى يحبك الناس هكذا؟ أفتخر بمسيرتي المتواضعة ولكنني لغاية الآن ما زلت أبحث عن الأفضل، وأشعر بأنني لم أصل إلى المرحلة التي أستطيع فيها القول عن أحد برامجي إنه هو بالتحديد ما أريده وأحلم به. أما بالنسبة لما يميزني فهو ميلي الدائم للبساطة في الحوارات، وكما قلت سابقاً فأنا أحب العفوية. } من هو الضيف الذي أثر بك أكثر من غيره خلال عملك؟ لا أستطيع تحديد ضيف معين، فقد مر علي الكثير من الضيوف المهمين الذين تركوا أثراً معيناً بي ولكن ربما يبقى عالقاً في ذهني الضيوف الأواخر الذين استضفتهم ضمن برنامج من صلالة ومنهم الداعية الإسلامي الدكتور محمد راتب النابلسي الذي أثر بي كثيراً بشخصيته ودماثة خلقه وتواضعه وبساطته وكان الجلوس معه مفيداً وجميلاً وتمنيت لو كان الوقت أطول. } تقدم برامج عبر الإذاعة والتلفزيون، ألا ترى أن التخصص في إحداهما أفضل؟ لست ضد العمل في أكثر من جهة ولو حققت طموحي في تقديم البرنامج الذي أحلم به فهذا يكفيني ولن يتسع وقتي لغيره، وأكيد سأفكر عندها بالتفرغ لجهة واحدة. الإذاعة بالنسبة لي هي المتنفس لأنها تظهر شخصيتي بنسبة 80 في المئة، بينما في التلفزيون أتقيد بسلوك ومظهر وحركة وهذا ما لا أحبه كثيراً. } ما الذي لا نعرفه عن شخصيتك وهواياتك؟ تخصصت في الإخراج المسرحي وفي بداياتي أخرجت عملاً مسرحياً ولاقى النجاح، ولكن بعد أن بدأت العمل في التلفزيون قررت التوقف فقد أسرني العمل كمذيع وأغوتني الكاميرا. أيضاً مما لا يعرفه الكثيرون عني أنني كنت هاوياً للغناء والطرب وكنت في مرحلة ما من عمري أطمح لأن أصبح مغنياً، ولكن هذا الحلم توقف وقررت أن أحصر أحلامي في مجال واحد، واليوم أغني فقط في البيت وأدندن مع نفسي للست فيروز ولأم كلثوم وغيرهما. } وماذا عن التمثيل.. صرحت أكثر من مرة أنك هاو وتتمنى أن تشارك في أي دور؟ - هذا الحب أنهيته منذ زمان ولم أعد أفكر فيه لأن أدوات الممثل يجب أن تكون مصقولة، وهذا يحدث مع الممارسة المستمرة، وإلا فسيكون الأداء خشبياً مملاً مهما كانت ثقافة الشخص ومعلوماته. } هل تزعجك الشهرة؟ أنا إنسان بسيط ولست متكلفاً، أحب الناس وأتعامل معهم ببساطة، وهذا لا يعني أنني لا أمر بأوقات أحاول الانفراد بنفسي قليلاً بعد يوم عمل متعب وطويل. أفرح بالشهرة خاصة عندما يتعرف الي الأطفال ويطلبون التقاط صورة معي، لأنهم لا يعرفون التزييف في المشاعر.

مشاركة :