ربما لم يسمع المصريون تصريحا من قبل في قوة وإيجاز كلام الرئيس السيسي فيما يتعلق بأزمة سد النهضة الاثيوبي وتداعياته الخطيرة علي دولتي المصب وهما مصر والسودان .فقد قال إن المساس بحصة مصر من مياه النيل خط احمر وحذر من رد فعل المصريين حيال نقص حصتهم من المياه بأنه سيؤثر علي استقرار المنطقة بأكملها نظرا لتداعيات الموقف برمته.. وأن مصر لا تهدد أحدا وإنما خطابها دوما وخلال بداية المفاوضات بين الأطراف ، كان يتسم بالحكمة والرشاد والهدوء والصبر في الوقت نفسه .. وكان صدي هذا الكلام الذي قاله الرئيس في الاحتفال بتحريك السفينة الجانحة في قناة السويس ، كبيرا وعظيما عند المصريين، وزاد من اعتزازهم ببلدهم ومكانتها في المحيط الإقليمي والعالمي وأعاد الأمور الي نصابها بعد سنوات من الهدوء وضبط النفس الذي التزمت به مصر حيال هذه الأزمة .وبالرغم من تأكيد الخبراء علي ضرورة وجود اتفاق قانوني ملزم لإثيوبيا قبل فترة الملء الثاني التي ستكون في يوليو المقبل إلا أن هذا لم تقبله اثيوبيا بالرغم من علمها أن هذا الملء سيؤثر لا محالة على دولتي المصب " مصر والسودان" إلا أن إثيوبيا اتبعت أسلوب أنا ومن بعدي الطوفان، بل اتبعت أسلوب العجرفة والتعنت والأنانية غير المبررة !وكان لابد أن تدرك إثيوبيا أو أي دولة من دول العالم أن مصر دولة كبيرة وقائدة ودورها محوري ومؤثر في المنطقة والعالم كله ولا يمكن التعامل معها بهذا المنطق الغبي الذي اتبعه رئيس وزراء اثيوبيا "آبي احمد" الذي حاول اصطناع بطولة زائفة له وربما كسب أصوات في معركة خاسرة بالنسبة له لا محالة !مصر أكبر وأقوى من أن تتعامل اثيوبيا معها بطريقة فرض الأمر الواقع واحادية التصرفات من جانبها ،وعدم احترام تعاهداتها الدولية أو التلويح باستخدام القوة للدفاع عن مشروعها، بالرغم من تدخل جهات عديدة أفريقية وأوروبية وأمريكية في هذا الأمر إلا أنه لا حياة لمن تنادي!فجاء خطاب الرئيس السيسي في التوقيت المناسب وبكلمات هادئة وواثقة وحكيمة وموجزة لتحقق احلام المصريين وتعيد لهم جزءا من عزتهم وكرامتهم التي كانت تنتهك مع كل تصرف إثيوبي ، فيما يتعلق بتصريحاتها حيال مياه النيل والزعم بحق اثيوبيا في 86 % من مياه النيل بينما مصر والسودان 14% فقط!! وكان هذا غير طبيعي او منطقي بأي حال من الأحوال وهذا يهدد ١٤٠ مليون مواطن بالخطر ! ولكن الجانب الاثيوبي ومن وراءه لا يهمه الا نفسه ومصالحه فقط !وكانت حنكة الرئيس وخطابه العفوي خلال جولته بالهجري الملاحي لقناة السويس هي الحاسمة والمطمئنة للشعب المصري وللعالم حينما قال إنه "لا يستطيع أحد أن يفعل هذه الخطوة ومن يرد أن يفعل فليرنا ماذا يمكنه ان يفعل ، وهذا ليس تهديدا لأحد ،وانما تأكيد علي حقنا في المياه".نعم المساس بنقطة مياه من حق مصر في مياه النيل هو خط احمر وهو ما يعني تهديدا للأمن القومي للبلاد وتعديا غير منطقي على حياة ١٤٠ مليون مواطن في مصر والسودان ، والعالم لا يقبل هذا بأي حال من الأحوال ، فكان هذا الخطاب حيال عنجهية اثيوبيا ضد المنطق والعقل والتعهدات الدولية!حفظ الله الوطن الغالي مصر وجيشها وقيادتها وشعبها.
مشاركة :