لعبت أسرة إيرانية (أب وابنان وبنت وصهر) في أمريكا دورا محوريا في تشكيل لوبي إيراني قوي، في العاصمة واشنطن. عائلة نمازي التي تنشط في مجال الأعمال، كان لها بحسب الإعلام الأمريكي، مهمة خطيرة في إقناع صناع القرار بكل من طهران وواشنطن، للبحث عن حلول دبلوماسية بدل المواجهة. وسبق وأن سلّط موقع "العربية.نت" الضوء على أنشطة اللوبي الإيراني في أميركا واقترابه من صناع القرار في واشنطن وتواجد عضوة سابقة منه في منصب مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. كما كتب عن زواج ابنة وزير الخارجية الأميركي جون كيري من طبيب إيراني وحضور نجل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لحفل الزواج. كما تطرق موقع "العربية.نت" للإيراني السويدي تريتا بارسي ودوره في الدفاع عن المصالح الإيرانية تحت شعار "الدفاع عن الأميركيين من أصول إيرانية". أسرة إيرانية غامضة وفي هذا السياق ونظرا للتقارب بين الإدارة الأميركية وطهران، نشر موقع "ذي ديلي بيست" أمس الأربعاء مقالا كشف خفايا الدور الذي لعبته أسرة إيرانية غامضة في ردم الهوة بين البلدين ومحاولاتها الآن استثمار ذلك خدمةً لمصلحتها. يرى من يعتبر الاتفاق النووي الذي أُبرِم في يونيو الماضي انتصارا لطهران، بأن هذا الفوز لم يمنح شرعية للأنشطة النوية الإيرانية فحسب بل شكل نجاحا ملحوظا للوبي الإيراني الذي يتعاظم نفوذه في أميركا. "الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين"(National Iranian-American Council) المعروفة اختصاراً باسم "ناياك"، لعبت دورا بارزا في تقديم الاستشارات لأعضاء مجلس النواب الأميركي بخصوص الاتفاق النووي الذي توصّلت إليه القوى الكبرى المسماة بمجموعة الـ1+5 مع إيران. وتقف أسرة "نمازي" خلف كواليس هذا اللوبي الإيراني وتعلب دورا محوريا غير مشهود في إدارة "ناياك"، وتنتظر الآن الأرباح الاقتصادية التي سيأتي بها الاتفاق النووي. من هي "أسرة نمازي"؟ لم يتردد اسم أسرة "نمازي" كثيرا في وسائل الإعلام الأميركية حيث لم تبد هذه العائلة رغبة في إبداء الرأي حول ما نشرته "ذي ديلي بيست"، حسب كاتب المقال ألكس شيرازي الذي يبدو من اسم الأسرة بأنه إيراني هو الآخر ولكنه فضل استخدام اسما مستعارا حتى لا تتعرض أسرته للمضايقة في إيران، حسب ما جاء في الموقع الأميركي. يؤكد أقارب عائلة "نمازي" أن هذه الأسرة بعيدة كل البعد عن السياسة وتميل للأنشطة الاقتصادية والمالية أكثر من أي نشاط آخر في حين تستفيد من الحريات السياسية والاقتصادية الغربية لتتعامل مع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران على حد تعبير ألكس شيرازي. كبير الأسرة يدعى "محمد باقر نمازي"، وكان لفترة، خلال حكم محمد رضا شاه بهلوي (1941-1979)، محافظا لإقليم خوزستان الإيراني، (وهو إقليم عربي عاصمته الأهواز، وكان يُطلق عليه رسميا حتى عام 1926 اسم "عربستان". إلا إنه لم يتعرض للمحاسبة بعد الثورة التي أسقطت الشاه وسُمح له مغادرة إيران متوجها إلى أميركا في عام 1983 مع أسرته، التي تضم ابنيه بابك وسيامك وابنته بري التي تزوجت من بيجن خواجه بور، وهو عضو مؤسس في شركة "آتيه بهار" القريبة من "ناياك" كما أنه كاتب مساهم في صحيفة "مونيتور".
مشاركة :