قالت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها تبحث كيفية الرد على اقتراح روسي بإجراء محادثات عسكرية بشأن سوريا، في وقت تعزز موسكو حجم قواتها في سوريا، وأعربت روسيا عن استعدادها لإطلاع واشنطن على طبيعة التعاون العسكري القائم مع نظام الرئيس السوري، وأكدت أنها لا تدعم بشار الأسد وإنما تحاول أن تحمي الدولة، كما أنها تحاول أن تتفادى كارثة كبيرة في المنطقة، فيما بحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مع المسؤولين في دمشق خطته الجديدة للسلام. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يجري محادثات مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بشأن الاقتراح الروسي الذي ورد خلال اتصالات هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في الأيام الماضية، ولم يقدم كيري أي تفاصيل عن الاقتراح لكنه أشار إلى انه يتعلق بضمان عدم وقوع صدام بين طائرات أمريكية وروسية في سوريا. وقال كيري للصحفيين اقترح الروس أن نجري محادثات عسكرية كي نبحث على وجه التحديد ما سيتم القيام به لنزع فتيل الصراع فيما يتعلق بأي أخطار محتملة قد تنشأ وللتوصل إلى تفاهم كامل وواضح بخصوص الطريق الذي سنسلكه قدماً وبشأن النوايا، وأكد أن الولايات المتحدة لا تزال تبحث الاقتراح لكنه عبر عن اعتقاده بأن المحادثات مع موسكو قد تساهم في تجنب الفهم الخاطئ. وأضاف أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية يبحثون الخطوات القادمة لتحديد أفضل السبل للمضي قدماً ومن أجل وضوح الطريق أمامنا. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن روسيا ترسل نحو طائرتي شحن عسكريتين يوميا إلى قاعدة جوية في اللاذقية معقل الأسد، وأضافوا أن روسيا نشرت نحو 200 جندي من مشاة البحرية في القاعدة الجوية، إضافة إلى إقامة وحدات سكنية مؤقتة ومحطة متنقلة لمراقبة الحركة الجوية ونحو ست دبابات. وقال الجنرال لويد اوستن قائد القوات الأمريكية في المنطقة خلال جلسة لمجلس الشيوخ أنه مع قيام الجانبين بالعمل في نفس المجال الجوي فإن ذلك الاحتمال قائم بكل وضوح. وقالت كريستين ورمث وكيلة وزير الدفاع الأمريكي للشؤون السياسية إنه إذا بدأت القوات الروسية في إجراء طلعات جوية عسكرية بانتظام من القاعدة فسيكون من الضروري إيجاد سبيل لتنسيق التحركات، وأضافت أتصور انه ستكون هناك حاجة لآلية من نوع ما لتجنب أي صدام جوي حتى يمكننا مواصلة حملتنا على تنظيم داعش هناك. وأعربت السلطات الروسية عن استعدادها لإطلاع واشنطن على طبيعة التعاون العسكري القائم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن موسكو مستعدة على مستوى الخبراء العسكريين لتقديم معلومات لواشنطن حول طبيعة التعاون العسكري مع سوريا. وأضافت نحن مستعدون في أي وقت لمناقشة قضايا التعاون العسكري الخاصة بسوريا مع الجانب الأمريكي على مستوى الخبراء وليس عبر وسائل الإعلام. وأوضحت أريد أن أقول لشركائنا الأمريكيين إن روسيا تدعم سوريا بالدرجة الأولى من اجل التصدي لداعش والحيلولة دون وقوع كارثة شاملة في المنطقة، وشددت على عدم وجود تضارب بين النشاط الروسي في سوريا والمهام التي يقوم بها التحالف الدولي هناك. ورفضت زخاروفا كذلك الادعاءات عن عدم شرعية الأسد قائلة إن سوريا عضو في منظمة الأمم المتحدة ولم تتخذ هذه المنظمة أي قرار حول هذه المسألة. ودعت زخاروفا الاتحاد الأوروبي إلى احترام التزاماته الدولية في التعامل مع قضية ضمان حماية اللاجئين المتدفقين على أوروبا. وبحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع المسؤولين في دمشق خطته الجديدة للسلام. وتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق في حين يبدو أن الغرب الغارق في أزمة المهاجرين يبحث عن حل سياسي مقابل أي ثمن للنزاع في سوريا، وان كان ذلك يعني تسوية مع الرئيس بشار الأسد. وبعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اكتفى دي ميستورا بالقول للصحفيين سنواصل اجتماعاتنا، لا يزال لدينا لقاءات، لذلك لا أستطيع الإدلاء بأي تعليقات. وأكد المعلم أن موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا هو الأولوية باعتباره المدخل للحل السياسي في سوريا، موضحا أن دمشق ستدرس الأفكار التي قدمها المبعوث الخاص لاتخاذ الموقف المناسب تجاه مبادرته. وقدم دي مستورا خلال لقائه المعلم إجابات حول التساؤلات التي أثارها الجانب السوري بشأن مقترحه المتعلق بفرق العمل، مشيراً إلى أن لقاءات فرق العمل هي للعصف الفكري وغير ملزمة. (وكالات)
مشاركة :