«ذا إيدج» أكثر المباني صداقة للبيئة في العالم

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يُعتبر مبنى ذا إيدج في أمستردام أكثر المباني صداقة للبيئة في العالم، ويتكامل من الداخل والخارج، حيث تجد فيه الأتريوم الزجاجي والأشجار المنتشرة بشكل جذاب والنوادي الرياضية والمقاهي الرحبة والمناطق المخصصة للاستجمام. ولكن هذا ليس كل ما هناك، فحينما تستقل المصعد إلى طوابق المكاتب التي تشغلها شركة ديلويت للأعمال الاستشارية، ستجد نفسك أمام ثورة هادئة في عالم التقنية. وأصبح المبنى المكون من أربعة عشر طابقا أول مبنى في العالم يستخدم إضاءة الصمام الثنائي المشع للضوء، التي تستمد طاقتها من شبكة كمبيوترية، عوضا عن الطاقة الكهربائية التقليدية. ولا يعد المبنى صديقا للبيئة فقط باعتبار أنه يقلل من استهلاك الطاقة، وإنما من الممكن استخدام المصابيح ذات الصمام الثنائي التي يبلغ عددها 6000 لأكثر من مجرد الإضاءة. ويسمى هذا النموذج بالإضاءة المتصلة، وهي التقنية التي أنجزتها شركة فيلبس المتمركزة في مدينة ايندهوفن الهولندية. وتستخدم التقنية الإيثرنت وهي إحدى أفرع تقنيات شبكات الكمبيوتر، ونوع من شبكات الإنترنت التي تربط جهاز التوجيه بجهاز الحاسوب من أجل تزويد الطاقة في كوابل الإنترنت لتوفير الطاقة. ويمكن لنظام الكمبيوتر إرسال مجموعة من البيانات إلى كل مصباح بصمام ثنائي بشكل يتحكم في الإضاءة من حيث جعلها متقطعة أو غلقها أو فتحها، بمعدل 2000 ومضة في الثانية، ويمكن التحكم فيها عن طريق تطبيقات في الهواتف الذكية. وتترجم الهواتف الومضات في نظم رقمية 0 أو 1، بشكل يسمح بإطلاق الأشعة من الأجهزة الذكية داخل المبنى بحسب الحاجة. وتوجد كل وحدة إضاءة في مكان معين في المبنى مع مجموعة من المجسات من أجل اصدار الموجات الضوئية ووحدات من الطاقة الحرارية ومستويات من الضوء، حيث يعملان سوية على تزويد نظام داخلي لنظم المراقبة. ولدى ربط الهاتف بالمصابيح ثنائية الصمام بوحدة إضاءة معينة، فإن شبكة الإنترنت يمكنها تعقب أي من الأجهزة مرتبط بأي المواقع. ويمكن للموظفين استخدام تطبيق Mapiq لتحديد مكان وجودهم في المبنى المترامي الأطراف وتحديد غرف الاجتماعات والمطاعم والنوادي الرياضية، فضلا عن تغيير مستويات الإضاءة والتهوية ودرجات الحرارة في مختلف الأماكن. ولا يستفيد الموظفون فقط من هذه التقنيات، وإنما تساعد إداريي المبنى على توفير الطاقة والمال، فعلى سبيل المثال عندما تكون منطقة ما خالية من الموظفين، فإن بالإمكان تقليل الطاقة الكهربائية إلى أدنى مستوياتها. ويعمل في مبنى ذا إيدج 2400 موظف، ويستخدم نحو 1100 موظف هذا التطبيق حتى الآن. وتسعى شركتان بريطانيتان إلى تبني هذا التطبيق. ويستخدم مبنى ذا إيدج مجموعة من التقنيات الخضراء أيضا، ومنها على سبيل المثال الألواح الشمسية بشكل يوفر كمية كافية من الطاقة لجميع الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والسيارات الكهربائية. ويستخدم المبنى أيضا الطاقة الحرارية الأرضية، كما يجمع مياه الأمطار لاستخدامها في الحمامات. ويرتبط كل شيء بشبكة الإنترنت من أجل الأغراض التحليلية، بدءا من ماكينة صنع القهوة إلى موزعات المناديل الورقية. ويصف الخبراء المبنى بأنه جهاز كمبيوتر مسقوف. الإضاءة يقول الخبراء إنه ليس من الضروري ربط مصابيح الصمامات الثنائية بشبكات الكمبيوتر لتوفير خدمات أكثر من الإضاءة. فالمصابيح يمكنها ارسال حزم أشعة خاصة بحيث تتمكن أجهزة الهاتف النقال وغيرها من الأجهزة من التقاطها، وهو ما تعمل شركة فيلبس الهولندية على اختباره في متاجر كارفور بمدينة ليل بفرنسا.

مشاركة :