يعُدُّ مجمع اللغة العربية بالشارقة مناسبة شهر القراءة امتداداً لرؤيته العامة ورسالته، التي تهدفُ للتّمكين للغة العربيّة، وتجعل من فعل القراءة محوراً دائماً لبرامج المجمع على مدار العام، في مسعى للإعلاء من شأن المطالعة وجعلها سلوكاً يومياً لدى كل أفراد المجتمع صغاراً وكباراً بما يحقّق حضور اللغة بجمالياتها وكنوزها في الوجدان، ويعزّز الاستفادة من جسورها المعرفيّة المتصلة بكل العصور والعلوم. وبمناسبة حلول شهر القراءة، يقول الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة: «إن تحفيز المجتمع بكل فئاته للالتفات نحو القراءة يُعَدُّ مكسباً كبيراً، يتماشى مع برامج مجمع اللغة العربية واستراتيجيته الواضحة تجاه حماية اللغة العربية وتعزيز مكانتها بالقراءة والدراسة والبحث». ويشدد الدكتور المستغانمي على ضرورة امتلاك المتعلم مفتاح القراءة في سن مبكرة قائلاً: «من يمتلك مفتاح القراءة صغيراً، يتعلم مخارج الحروف وصفاتها، ويتقن القراءة وهو يعرف أين يقف ويتعلم مواضع الفصل والوصل، وكيف يقف على ساكن، وكيف يقف على التنوين، وكيف يعطي الحروف حقوقها من ترقيق وتفخيم وهمس وصفير وغيرها من الصفات». وفي إشارة إلى أهمية إتقان العربية وتشجيع الشباب على عدم إهمال صلتهم بمفرداتها، يضيف المستغانمي: «بالمزيد من القراءة يمكن للأجيال أن تحسن العربية، وأن تدرس تجارب السابقين للإفادة منها. وأولى النصائح التي يمكن تقديمها لكل من يشتغل بتعليم العربية أو يرغب في تعلّمها أن يتقن علوم الآلة المتعلقة باللسان العربي وهي النحو والصرف والإملاء والبلاغة وعلم العروض». وبعد أن أصبح شهر القراءة تقليداً سنوياً في الإمارات، تتجه الأضواء نحو مجمع اللغة العربية بالشارقة، لما لجهوده المستمرّة من ارتباط وثيق بالحث على اعتماد القراءة طريقاً للمعرفة واتخاذها وسيلة للحفاظ على اللغة وتعليمها، والعمل على تحقيق رسالة المجمع المعنية برعاية الأعمال البحثيّة والمشاريع العلميّة المتعلّقة باللّغة العربيّة، ورعاية برامج تسهيل تعلّم اللغة العربية، وتحفيز النّشء على التعامل بها، والإبداع في فنونها وأجناسها الأدبية. يذكر أن مركز اللسان العربي التابع للمجمع، يواصل تقديم دورات اللغة العربية لغير الناطقين بها، ضمن أنشطته التعليمية المستمرة، وفي هذا السياق وقّع المجمع مؤخراً اتفاقية مع أكاديمية الشارقة للفنون الأدائيّة، بهدف استقبال طلاب وكوادر الأكاديمية غير العرب لتعليمهم اللغة العربية ضمن الدورات اللغويّة، التي يطلقها مركز اللسان العربي التابع للمجمع. كما تستمر الجهود العلميّة لمجمع اللغة العربية بالشارقة، في مسارات أبحاث اللغة، والعمل على استكمال مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسبق أن أطلق سموه مجلداته الأولى في نوفمبر الماضي على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
مشاركة :