ترفد أكثر من 4500 مزرعة بمحافظة الليث الأسواق المحلية في منطقة مكة المكرمة ومناطق المملكة الأخرى بمحصولها الموسمي من البطيخ الأحمر أو ما يعرف بمسمى “الحبحب العثري”، وهو الذي يعتمد بشكل كامل على سقيا مياه الأمطار والسيول، ويتوقع أن يكون انتاج هذه السنة أكثر من الاعوام الماضية للوفرة في حجم المعروض من “الحبحب” وما سيقابلها من حركة شرائية نشطة. وأقيمت على هذا الإنتاج الوفير أسواق ومزادات في: حفار، وطفيل، والوسقة، والمجيرمة، ويقدر حجم المبيعات اليومية وفقاً لزيادة العرض والطلب بأكثر من 500 ألف ريال، حيث يرد إلى المزادات المخصصة أكثر من 400 مركبة يومياً محملة بكميات كبيرة من الحبحب الذي يلقى رواجاً كبيراً مع ارتفاع درجات الحرارة. “واس” وثقت خلال جولة على مزارع وأسواق محافظة الليث المخصصة لبيع المنتجات والمحاصيل الموسمية من “الحبحب العثري”، وفرة كبيرة في الإنتاج، والتقت بعدد من الزراع حيث أكد سعيد أحمد الحاتمي أن أمطار الخير والبركة التي هطلت على المحافظة خلال الشهرين الماضيين شجعت المواطنين إلى إعادة استصلاح مزارعهم التي اشتهرت بإنتاج أهم المحاصيل “العثرية” التي تعتمد على سقيا الأمطار ومن أشهرها الذرة البيضاء والحمراء والدخن، والخربز والشمام، والسمسم، إضافة الى منتوجها الأشهر الحبحب، مشيراً إلى أن مزارع وسهول محافظة الليث تتميز بتنوع إنتاجها من المحاصيل الزراعية المطرية “العثرية” نظراً لخصوبة أرضها واتساعها. أما المتخصص في مجال الاستثمار الزراعي فواز الجدعاني فبين بدوره أن زراعة البطيخ الأحمر أو ما يعرف بالحبحب العثري اشتهرت زراعته في سهول وأودية تهامة منطقة مكة المكرمة الممتدة من طفيل شمالاً حتى حفار جنوباً وصولاً إلى المرتفعات الشرقية، التي تحدها محافظة الطائف ومنطقة الباحة، ووسط الأودية الكبيرة التي تتخلل محافظة الليث وتعتبر من أشهر أودية تهامة، وهي: وادي الليث ووادي الشاقة الشمالية ووادي الشاقة الجنوبية، وكذلك أودية عيار ووادي يلملم وسعيا ووادي مرخ والصربة، إضافة إلى روافد وادي الليث مثل ذرا وتسبح وقطنا وسلبة والمستنقع وأتانا وبيرين وجدم، وغيرها من الأودية التي تسيل مياهها وتصل في أغلبها إلى البحر الأحمر، وفي طريقها تجلب الطمي والتربة الخصبة، التي تتوزع فيها أراضي المزارعين على جنبات هذه الأدوية. وأشار إلى أن كميات الأمطار التي تهطل خلال فصل الشتاء تعتبر العنصر الأهم لنجاح الزراعات المطرية ” العثرية”، بالإضافة إلى العناية بالأرض والقيام بالعمليات الزراعية في موعدها تعد من الأعمال ضرورية لنجاح الزراعة المطرية، لذا يجب تحضير الأرض للزراعة في موعد يسبق بدء موسم الأمطار، بحراثة الأرض والقيام بإزالة الأعشاب الضارة. وينشط في مجال الزراعة أو البيع والشراء بالسوق الشباب السعودي سعياً لتحقيق العائد المادي، وإعادة موروث اجتماعي وهو ما أكده الشاب مبروك متعب أحد المستثمرين في زراعة الحبحب العثري فمع توفر المعروض وما يقابله من استهلاك ، الفرصة تكون مناسبة لعمل الشباب، مبينناً أنه تبدأ عملية التسويق في الصباح الباكر عبر مزاد علني في سوق الجملة، في حين يستمر سوق التجزئة لفترة المساء مستعيناً في مبيعاته على الطلبات المنفذة بواسطة التطبيقات المرخصة وخدمة التوصيل للمستهلك. من جهته أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد جار الله الغامدي ان محافظة الليث تمتاز بمنتجات الزراعة المطرية بنكهة طبيعية يسميها المزارعون “بالعثري” لأنها لا تعتمد على الري التقليدي كما أنها تخلو من الأسمدة الكيماوية وتكتفي بسقيا الأمطار، مشيراً إلى أن الليث تشتهر بزراعة محاصيل الحبوب كالذرة والدخن ومحصول السمسم، كغيرها من المحافظات الساحلية بمنطقة مكة المكرمة ، إضافة إلى محصولها الأشهر وهو محصول ” الحبحب ” الذي يزرع عثرياً على مياه السيول والأمطار، وقد برع المزارعون في زراعته وإنتاج أكبر أحجامه نتيجة الخدمة الزراعية والخف والتوسيف لمنع هبوب الرياح مستخدمين إمكانياتهم المحلية من السعف وكذلك تشتمل الخدمة على دفن المحصول ما يعطي فارقاً في التلوين التي يقبل عليها المستهلكون للحبحب. وأضاف الغامدي: يزرع الحبحب ويجود في الأراضي الخبتية والطينية بالمحافظة حيث يزرع في طفيل والمجيرمة والشواق وحفار والوسقة وغميقة وعيار ووادي الليث. وتابع “الغامدي”: ما يميز الزراعة العثرية كون المنتج يعتبر عضوياً إلى حد كبير، إذ تتم الزراعة في الأراضي البكر دون إضافة أسمدة ويقتصر الرش على رش الآفات القارضة فقط، ومعظم المزارعين لا يلجؤون إلى المكافحة الكيميائية. وأشار إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تدعم التنمية الريفية عمومًا والزراعة المطرية على وجه الخصوص، حيث أولت القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً ؛ بالقطاع الزراعي حيث قُدم الدعم للمزارعين من قروض ودعم الجمعيات التعاونية الزراعية، والذي يأتي من باب دعم المزارعين وتشجيعهم على الإنتاج وتشجيع الزراعة العثرية والتنمية في هذا الوطن المعطاء ما أسهم في رفع الإنتاج حتى أصبحت المنتجات والصادرات السعودية الزراعية تنافس على مستوى العالم، نظراً لتوفر مقومات الإنتاج الزراعي حيث الأراضي الخصبة وتوفر موارد المياه ، متطلعًا بإذن الله تعالى إلى مواسم زراعية متنامية في المنطقة. من الجدير بالذكر ان هناك فوائد عديدة لفاكهة الحبحب لصحة جسم الإنسان؛ فهو يحتوي على مواد مضادة للأكسدة لاحتوائه عناصر البروتين، والكالسيوم، والحديد ، والصوديوم ، والمغنيسيوم ، والفسفور ، والبوتاسيوم والتي بدورها تحمي جسم الإنسان من الأمراض المختلفة ، بالإضافة الى فائدة تقليل ترسب حمض البوليك في الدم وتخفيف الكولسترول في الدم.
مشاركة :