بعد إعلان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن خطط لأكبر إنفاق في تاريخ المملكة خلال العقد المقبل من خلال خطط لاستثمار نحو 1.3 تريليون دولار، تتجه الأنظار إلي اعتماد ولي العهد على أرامكو والشركات المدرجة الكبرى كجزء من خطة التوسع الطموحة. ويقول تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن ولي العهد يعول على الشركات الكبرى المدرجة في السوق بقيادة أرامكو باعتبارها حجر زاوية في تلك الخطة من خلال خفض التوزيعات في وقت تسعى فيه السعودية لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط والغاز في إطار رؤية المملكة 2030. وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إبان الإعلان عن الخطة إن أكثر من 20 شركة وافقت على الانضمام للمبادرة الجديدة من توفير نحو 60% من الاستثمارات من عملاق النفط السعودي أرامكو والتي أدرجت بسوق المال السعودي في 2019 بالإضافة إلى عملاق صناعة البتروكيماويات سابك والتي ينتظر أن تلعب هي الأخرى دورا هاما في تنفيذ المبادرة. لا خوف عليهم ويؤكد ولي العهد السعودي أن خطته الطموحة لن تضر بهيكل المساهمين في الشركات المدرجة. وقال ولي العهد إبان الإعلان على الخطة إن المساهمين في الشركات المدرجة لن يتضرروا من خطة خفض التوزيعات النقدية، بل سيحصلون عوضا على فرص للنمو في سوق الأسهم. وكان لإعلان ولي العهد السعودي مفعول السحر على السوق السعودي في جلسة الأربعاء مع ارتفاع المؤشر الرئيسي للسوق إلى أعلى مستوياته منذ أبريل 2015 وسط سيولة قياسية، فيما سجل المؤشر الرئيسي للسوق ثاني أفضل أداء فصلي في الربع الأول من العام الجاري منذ الربع المنتهي في أواخر ديسمبر 2016. وقال مصدر سعودي مسؤول لصحيفة "فايننشال تايمز" إن المبادرة الطموحة لولي العهد كانت اختيارية للشركات إذ ترك القرار لهم حول مستقبل سياسة التوزيعات النقدية لديهم. توزيعات أرامكو ويقول المصدر المسؤول للصحيفة إن أرامكو ستواصل الوفاء بوعدها لدفع توزيعاتها النقدية لمساهمي الأقلية في الشركة. ووزعت أرامكو بالعام الماضي نحو 75 مليار دولار على المساهمين، في وقت تبلغ فيه الحصة المطروحة من الشركة في سوق المال 1.7% وهي أكبر شركة مدرجة بالعالم من حيث القيمة السوقية. ويستبعد وزير المالية السعودي محمد الجدعان استخدام أرامكو كأداة لتطوير الدولة. وقال الجدعان "كشركة مدرجة لن أعطي تكهنات بشأن خطط الشركة المستقبلية، لكن دعونا نتذكر أن هذا برنامج اختياري". فيما قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو لشبكة CNBC الأميركية إن الشركة ستشارك في الخطط الاستثمارية التي من شأنها تعظيم العوائد وتحقيق أكبر استفادة ممكنة للمساهمين. حوافز للأجانب ويقول وزير المالية السعودي محمد الجدعان للصحيفة إن السعودية ستعطي حوافز للشركات الأجنبية الراغبة بالمشاركة في المبادرة بما في ذلك إعفاءات ضريبية وتخفيضات على أسعار الطاقة للصناعات كثيفة الاستهلاك بالإضافة إلى قروض بشروط ميسرة. وأضاف الجدعان "الهدف هو زيادة مساهمة استثمارات القطاع الخاص... نتحدث هنا عن شركات في قطاعات التكنولوجيا والتكنولوجيا المالية والتعدين واللوجستيات والطاقة المتجددة والتصنيع وقطاعات أخرى".