من المؤكد أن مصر تشهد في الفترة الراهنة قفزات واضحة على طريق النهضة وتسابق الزمن من أجل بناء دولة عصرية حديثة تتيح مستقبلًا أفضل من أجل جميع المصريين. ولا شك أن ملف الصحة من الملفات التي تحظي باهتمام كبير من القيادة السياسية ولذلك لاحظنا جميعًا كيف اكتسب قطاع الصحة طفرة لم يشهدها منذ عشرات السنين . ويأتي افتتاح الرئيس السيسي اليوم لمدينة الدواء العملاقة بمنطقة الخانكة في إطار تحقيق رؤية متكاملة للدولة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الصحة. فمدينة الدواء والتي تعد أحد الأحلام القومية التي سعت الدولة للدخول فيها بقوة لامتلاك القدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة لتصنيع الدواء والطعوم والامصال بمعايير عالية الجودة يأتي دعما للجهود التي تقوم بها الدولة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء في السوق المصرى والانتصار لصناعة الدواء في مصر . ولا يخفي على أحد أن القيادة السياسية تتعامل مع ملف صناعة الدواء باهتمام بالغ من أجل توطين هذه الصناعة باعتبارها أمنا قوميا حقيقيا يمس حياة المواطن المصرى بشكل كبير وواضح يتجاوز فكرة التكلفة والمكسب من أجل صناعة الأدوية واللقاحات مثل لقاح كورونا والذي شهدنا دول العالم جميعًا تتسابق للحصول عليه وتوفير كافة الدعم والتسهيلات لذلك. ويعتبر افتتاح مدينة الدواء الدليل القاطع علي سعي مصر لتوفير مخصصات صناعة جميع أنواع الأدوية وأدوية الأورام من توفير الدعم المادى والتكنولوجي والمواد الخام كذلك بتشجيع الشركات الخاصة وقطاع الأعمال علي دخول هذه الصناعة بالرغم من وجود حاليًا في مصر 150 مصنع أدوية توفر احتياجات السوق بنسبة 85٪ . كما أن هناك مميزات نسبية لهذا القطاع مما يؤهلها لفتح أسواق جديدة في أفريقيا والشرق الأوسط. ومما يجدر بالذكر أن الرئيس أشار إلى حلم آخر وهو حلم تصنيع مشتقات البلازما وهو الحلم الذي سيصبح حقيقة خلال سنتين. والحقيقة أن تدشين مدينة الدواء اليوم والتي تعد واحدة من أضخم قلاع صناعة الأدوية واللقاحات في الشرق الأوسط له العديد من الأهداف - فالمدينة تهدف إلى إنتاج جميع أنواع الأدوية لتغطية السوق المحلي وضبط سوق الدواء والقضاء على ظاهرة نقص الأدوية والتطلع إلي التصدير لجميع دول العالم فالمدينة تعد من أكبر المدن من نوعها على مستوي الشرق الأوسط ومجهزة بأحدث التكنولوجيات والنظم التقنية الحديثة في إنتاج الدواء لتصبح مدينة الدواء المصرية بمثابة مركز ثقل إقليمي يجذب كبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأدوية واللقاحات. إن هذا السعي التي تبذله الدولة بأجهزتها المختلفة من أجل دعم وتوطين صناعة الدواء بأعلي معايير الجودة خطوة حيوية وضرورية لا مفر منها من أجل الحفاظ على صحة المصريين في قطاع حيوي وحساس هو القطاع الصحي وصناعة الدواء واللقاح استكمالًا لمسيرة البناء والتنمية التي تشهدها البلاد في مختلف القطاعات.
مشاركة :