القدس تصيح وا أقصاه

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت حتى يوم أمس الخميس محاولات المستوطنين الإسرائيليين بمساعدة قوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى، ويتوقع أن تزداد شراستها وحدتها مع صلاة الجمعة اليوم، وقد تمنع القوات الإسرائيلية المصلين المسلمين من التوافد إلى المسجد. بالطبع لن تكون المحاولات الأخيرة لفرض تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا الذي تحاول (إسرائيل) منذ زمن بعيد فرضه كأمر واقع على الفلسطينيين، والعرب وباقي المسلمين يتفرجون بقلوب ران على أقفالها بعد أن تم تحييدهم عن الصراع أو استخدام بعضهم لتمرير الواقع المراد فرضه. بدأت الشرارة بقيام وزير الزراعة الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين ونشطاء اليمين الشهر الماضي باقتحام الأقصى، وإعلان ذلك على الملأ، بل ودعوة بقية الصهاينة للصلاة خلال أيام الأعياد الإسرائيلية الثلاثة (عيد رأس السنة العبرية وعيد الغفران وعيد المظلة)، ثم ضيقت قوات الاحتلال من دخول الفلسطينيين للمسجد خلال ساعات الصباح وهو إجراء غير مسبوق، ثم منعتهم من التواجد حوله خلال وجود اليهود فيه، مما يعني عمليا فرض التقسيم وتغيير الوضع القائم، فتداعى الفلسطينيون للمرابطة والدفاع عن الأقصى، فاقتحمت قوات الاحتلال المسجد وعاثت فيه فسادا، كسرت بعض الأبواب والشبابيك وألقت منها القنابل الصوتية والمسيلة للدموع لإجبار المرابطين على الخروج، بل قامت بهدم بعض أعمدة المسجد والتخريب الواسع للممتلكات التاريخية والآثار الدينية الإسلامية والمسيحية، إلا أنها وحتى يوم أمس عجزت عن إخراج المعتصمين داخله، وهم من يقاوم أسلحتها الفتاكة بصدر عار وقبضة حجر. بالطبع لا يمكن فصل محاولات الاقتحام هذه عن سياقها التاريخي، فالهدف الآني تقسيمه زمانيا إلا أن الهدف النهائي هدمه لإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة، وهي أسطورة يهودية لا يصدقها عقل راشد. غطاء التقسيم الزماني والمكاني يأتي بعد فشل الغطاء السابق في مفاوضات واي بلانتيشن بأمريكا للعام 1998 والذي كان يطالب باعتبار ما فوق أرض الأقصى للمسلمين وما تحته لليهود والذي سقط تحت ضغط الشعب الفلسطيني على المفاوض الفلسطيني هناك فتم سحبه من طاولة المفاوضات المخزية يومها. شكل المستوطنون بعدها ما سموه بثورة الخيام تحت شعار «لا يوجد بيت لله»، وللعام الثاني على التوالي يقومون بتطويق شوارع القدس وحول الأقصى بهذه الخيام ويتجمعون تحت حماية شرطتهم لتكرار محاولات الاقتحام وتخريب ما يمكن تخريبه تدريجيا حتى ينهار المسجد بفعل الهدميات وشق الأنفاق تحته وبفعل التخريب فوقه، فاللهم رد كيدهم وأيقظ العرب والمسلمين حولهم من غفلتهم برحمتك وفضل أيامك المباركة التي نعيشها الآن، وانصر عبادك المرابطين بالأقصى وثبت أقدامهم واخز أعداءهم.

مشاركة :