«الكوميديا الارتجالية».. واصطياد الأطفال!!

  • 9/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

محمد بن إبراهيم فايع قلت لصديقي «لا خوف» على أخلاقيتك ولا أخلاقياتي من «السخافات» التي تبثها مقاطع «الفديوتيب» باسم «الكوميديا الارتجالية» من قبل من اعتقدوا أنهم مشاهير الفديوتيب، فلديّ ولديك من العقل والحكمة والروية، ما يمكن لنا «صد» كوميديا العبث «وتمييز» الغث من السمين، وما يبثه هؤلاء المهرجون من «صراخ وعويل وضحكات هستيرية» بل قد لا نكترث بتلك المقاطع، لهؤلاء «المهرجين» الذين صنعهم جمهور معين، داخل المجتمع من هواة تضييع الوقت، والضحك على أي شيء وفي أي شيء لمجرد الضحك، ونفخ فيهم، حتى جعلهم يشعرون وهماً بأنهم «مشاهير» في المجتمع، هذا النفخ الذي حولهم إلى أبطال في «التهريج والضحك» دون أدنى فائدة يقدمونها للناس، فلسنا أنت ولا أنا خائفين على أخلاقيتنا من عبثهم؛ إلا أن الخوف كل الخوف، والخشية كل الخشية، على جيل «الصغار» الذين تأثروا بهؤلاء، أو سيتأثرون بهم من خلال ما يقومون به من «تصرفات وسخافات وحكايات وكلمات وعبارات وقهقهات وضحكات ونكات» باسم الكوميديا الارتجالية ستصنع جيلاً إن لم نحمه من سخف هؤلاء، قد لا يعبأ بالمسؤوليات، ولا يقدر على مواجهة الحياة، بل قد يظن الحياة كلها مجرد «لهو وعبث وضحك واستهزاء وسخرية» وكم ونحن نشاهد هؤلاء الصغار في مواقف اجتماعية، ونلحظ أن بعضهم قد نزع من تصرفاته قيمة «الحياء» وأصبح يردد كالببغاء كلمات هؤلاء «المهرجين» الذين إن ترك لهم الباب على مصراعيه مفتوحاً، فسيكونون خير مصدر لتغذية «التمرد» في أعين الصغار وعقولهم على قيم المجتمع خصوصاً أن أطفالنا تأتيهم مقاطع هؤلاء إلى مخادعهم، ولا يمكن صدها عنهم، حتى تمكنت من بعضهم، وشكلت لديهم «ثقافة مائعة مخلخلة» استنزفت عقولهم، وصنعت منها طبولاً جوفاء، لا يفكرون، بقدر ما هم جامدون مقلدون، مرتهنون لما تبثه مقاطع المهرجين من ضحك واستهزاء، وببغائيون، يرددون ما يردده هؤلاء «الكوميديون الارتجاليون»، بل إن بعضهم قد تحول إلى تقليدهم وبات لديه متابعون ومعجبون، ولكي أكون منصفاً أستثني ما يمكن أن يكون «هادفاً مدروساً مخططاً» من برامج الفديوتيب لبعض الكوميديين الارتجاليين من الذين يشعرون أن لديهم وبين أيديهم «رسالة تربوية أخلاقية تعليمية» للمجتمع، أما أولئك الذين يسهمون في صنع «الثقافة الأخلاقية الهابطة» فهم في نظري جزء من «الإعلام السلبي» الذي له تأثير سلبي على أخلاقيات، ووعي جيل نحاول أن نصنعه، لكي يتحمل مسؤوليات بناء ونهضة وطن في المستقبل، فلا يجب أن نجامل ونتجاهل وندس رؤوسنا في الرمل، ونحن نرى من يعلم صغارنا كيف يتمردون على قيمهم باسم «الترفيه والتسلية» حتى نشأوا بلا أخلاقيات، وليست لديهم القدرة على تحمل المسؤوليات، ويظنون أن الحياة مجرد نكات، وضياع أوقات. ورحم الله شوقي حين قال «فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».

مشاركة :