في خطوة لكسر الجمود المزمن في ملف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المستمر لأكثر من أربعة أشهر، يجتمع وزراء الخارجية والري في مصر والسودان في عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، بداية من غد السبت ولمدة ثلاثة أيام، في محاولة من جانب الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، لقيادة وساطة إفريقية لإنقاذ الملف الذي يقترب من لحظة "اللا عودة" مع تصاعد التوتر بين القاهرة والخرطوم من جهة وأديس أبابا من جهة أخرى. وأعلنت الرئاسة الكونغولية نبأ الاجتماعات والدعوة لها، إلا أن الدول الثلاث المعنية بالمفاوضات لم تعلن رسميا قبولها أو اعتذارها عن الاجتماعات حتى عصر أمس الخميس، والتي ستكون حال إتمامها أول اجتماعات مباشرة بين وزراء الدول الثلاث على طاولة مفاوضات واحدة منذ أكثر من عام، بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أدى إلى سلسلة من الاجتماعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس. ولم يتضح بعد ما إذا كان جدول الأعمال سيتضمن المقترح السوداني والذي تؤيده مصر، بتكوين لجنة وساطة رباعية تضم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي إضافة إلى الاتحاد الإفريقي، وهو المقترح المرفوض إثيوبيًا، أم أن الاجتماع سيقتصر على مناقشة القضايا الخلافية التي أدت إلى فشل جولات التفاوض السابقة. اجتماعات الأسبوع المقبل تأتي في لحظة مفترق طرق، إذ يتبقى من الوقت نحو 12 أسبوعا قبل أن تبدأ أديس أبابا في عملية الملء الثاني لبحيرة سد النهضة مطلع يوليو المقبل، مع بداية ذروة موسم الأمطار، وهي خطوة اعترضت عليها القاهرة والخرطوم رسميا، ورفضتا سياسة فرض الأمر الواقع، وطالبتا بتوقيع اتفاقية ملزمة ونهائية قبل بدء الملء الثاني، وهو ما ترفضه إثيوبيا بدورها. وشهدت الأيام الأخيرة تصاعدا في حدة التصريحات، إذ حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، من المساس بحصص مصر المائية ولوح بالخيار العسكري في تصريح نادر من القاهرة حال فشل المسار التفاوضي، بينما شن كبار المسؤولين السودانيين هجوما في الآونة الأخيرة على السد الإثيوبي الذي يهدد بغرق نحو 20 مليون سوداني. في سياق منفصل، وبينما تحدثت الغارديان البريطانية، عن تحركات إسرائيلية لإعادة النظر في حفر قناة بين خليج العقبة والبحر المتوسط تكون موازية لقناة السويس بعد تعطل الملاحة في الأخيرة لمدة أسبوع، ترأس رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للموانئ، أمس الخميس، في إطار "استراتيجية الدولة لتحويل مصر لمركز ثقل في مجال التجارة العالمية". وقال مدبولي إنه على الرغم من أن أزمة السفينة الجانحة التي أغلقت مجرى القناة لنحو أسبوع "كان لها بعض التداعيات السلبية، لكنها سلطت الضوء على أهمية ما تقدمه مصر للتجارة العالمية"، كاشفا عن خطة متكاملة لتطوير منظومة الموانئ المصرية، وإنشاء أخرى جديدة ذات معايير عالمية تمتاز بقدرتها على جذب أكبر حجم ممكن من التجارة العالمية، وتحويل مصر لمركز عالمي للتجارة واللوجستيات.
مشاركة :