للعم عبد العزيز الزنيدي «قهوة» للضيافة وليس«مقهى» للتجارة

  • 4/1/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أخي المشرف على تحرير مجلة اليمامة الأستاذ/ عبدالله بن حمد الصيخان حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو أنك تنعم بالصحة، والعافية، والسرور، والحبور. في مجلتكم (اليمامة) في العدد الصادر في ٢٥/ ٣ / ٢٠٢١م.كتب الأديب ، المؤرخ الأستاذ/ محمد القشعمي ــ حفظه الله ــ مقالة عنوانها: (من بريدة إلى أمريكا.. العقيلات رحلة الشتاء ، والصيف) ، كانت حديثا عن العقيلات، والكتب المؤلفة عنهم، وتطرق إلى من أقام منهم بفلسطين. في هذا السياق ورد قوله: (ومنهم صاحب مقهى مشهور هو الشيخ عبد العزيز بن راشد الزنيدي من أهل الزلفي) وعبدالعزيز الزنيدي هذا هـو أحد رجال زنادى الزلفي في القرن الرابع عشر الهجري وهو العم المباشر للأستاذ/ راشد بن عبد المحسن الزنيدي. مدير نادي الفروسية سابقا أي أخو والده/ عبدالمحسن. تساؤلنا هنا هو عن وصف العم/عبد العزيز بأنه (صاحب مقهى مشهور) مما قد يُفهَم منه أنه مقهى تجاري. وهذا توضيح مقتضب عن عمنا عبد العزيز، وإقامته في فلسطين: عبدالعزيز ابن راشد بن محمد بن فراج بن محمد (الزنيدي) 1300 – 1386 هـ ــ ولد العم/عبد العزيز عام1300هـ وسافر في١٣٣٣هـ إلى الكويت، فالعراق فسوريا ثم في ١٣٣٧هـ استقر في فلسطين في غـزة ، في حي الشجاعية. ــ اتخذ بيتا كبيرا، يشتمل على مجلس واسع. ــ كان العم/ عبدالعزيز شخصية مركزية في فلسطين ــ وبالذات في غزة ــ ولهذا كانت القنصلية السعودية في القدس من جهة ــ وكان ابنه محمد موظفا فيها ــ والإنجليز الذين يحكمون فلسطين وقتها من جهة ثانية يعتمدون تعريفه بالأشخاص؛ خاصة القادمين من المملكة لتسهيل حركتهم بين الشام ، ومصر. ــ كان مجلسه =(القهوة) خلال الثلاثين سنة التي قضاها في فلسطين ملتقىً للعقيلات كل ليلة ، ومحطا لجلسات سمر القادمين منهم من نجد، والعراق، والشام، ومصر. وقد تحدث عن هذه الـ(القهوة) عدد من العقيلات؛ وهاك نموذجان: •في كتاب “ العقيلات : مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد” عبداللطيف بن صالح الوهيبي 5/1676، نشر مكتبة العبيكان 1437هـ : “يقول محمد المديفرــ متحدثا عن سنة 1344هـ ـــ : في غزة قصدت قهوة الشيخ عبدالعزيز بن راشد الزنيدي من أهل الزلفي، وكان العقيلات المقيمون في غزة يلتقون عنده كل ليلة) •وفي كتاب “رحلتي مع العقيلات “ابراهيم المسلم الطبعة الأولى عام 1404هـ صدرت عن جمعية الثقافة والفنون؛ سلسلة : من المكتبة السعودية وهي سرد مفصل لرحلة ابراهيم المسلم بصحبة والده مع العقيلات بدءا من 10 جمادى الآخرة عام 1364هـ / 1945م من بريدة إلى (الشام ). ص 133 يقول المؤلف/ إبراهيم المسلم (كان العقيلات في غزة يذهبون إلى الأسواق ثم يعودون في المساء وبعد صلاة المغرب نذهب إلى بيت عبدالعزيز الزنيدي حيث يتسامرون إلى ما بعد منتصف الليل ...). ومما جاء في كتاب المسلَّم قوله: (أذكر أنه كان للمرحوم عبدالعزيز الزنيدي وهو من أهل الزلفي ابن اسمه سعود قد تشاجر مع أحد أقرانه من أبناء غزة فشج سعودُ رأس الغزاوي فاشتكى إلى قسم البوليس في الشجاعية وحضر القائد إلى بيت الزنيدي وكنا موجودين، وسعود قد اختبأ في المنزل فجاء قائد المخفر يبحث عنه بنفسه، وطرق باب منزل الزنيدي، فدخل ولكنه فوجئ بهذا الجمع من العقيلات الذين طلبوا إليه أن يتفضل معهم لتناول القهوة، والشاي فرحب، وجلس معنا يسأل عن أحوال البيـــــع والشراء، وعن وجود العقيلات ، وكان اسمه : الليفتنانت جيمز يجيد التحدث بالعربية بطلاقة .......) ثم يقول : أمر القائد الإنجليزي بأن يحضر والد الشاب الفلسطيني إلى حيث نجلس وعمل صلح عرب فيما بين الزنيدي، ووالد الشاب ، وانتهى هذا الموضوع إلى خير) وكان ذلك سنة 1364هـ ويقول في موضع آخر( وطوال فترة غياب الوالد ] ثلاثة أشهر [ كنت أقيم بعض الأيام في بيت الزنيدي ، وبعض الأيام في بيت محمد العبدالعزيز الجاسر ، وخــــــلال إقامتي تعرفت على بعض أبنـــــاء العقيـــــــــلات المقيمين فيها ــ في الستينات الهجرية= الأربعينات الميلادية برزت أعمال العصابات الصهيونية وقامت في وجهها حركات فدائية تفـد من بعض الدول العربية ، وقد انضم ابنه/ محمد إلى الفدائيين السعوديين ، وكان بعضهم يودعون أسلحتهم في بيت العم/ عبد العزيز وقد نبه بعض الإنجليز العم/ بأن الصهاينة يعرفون هذا الشيئ ، وحذره منهم، وبالفعل قامت العصابات الصهيونية بتفجير بيت العم ، مما أدى إلى إصابته بِصَمَمٍ استمر معه طيلة حياته. ــ أواخر عام ١٣٦٨هـ رجع العم ، وولداه: سعود ، ومحمد، وأهله ، وصدر تعيين ابنه محمد في الجيش برتبة/ ملازم أول في الطائف، واستقروا في الطائف ، وما زال عدد من أحفاده ــ أبناء ابنه محمد ــ أحياء حتى الآن؛ أما العم/ عبدالعزيز فتوفي في عام 1386هـ بالنسبة لنا ــ يا زنادى الزلفي ــ كل الروايات لدينا من إخوانه ، وأحفاده، وسائر أعمام العائلة تنفي المقهى، والذين اطلعنا على كتابتهم من العقيلات ليس فيها أيَّـةُ إشارة إليه. ولربما أن اللبْس نتج عن الازدواج اللفظي بين: قهوة ، ومقهى، وقول بعض العقيلات في سرده القصصي: ( ثم ذهبنا ــ أو والتقينا ــ في قهوة عبدالعزيز الزنيدي المشهورة في غزة) ما يهم هنا هو توضيح أن ما لدى العم/عبد العزيز في غزة هو قهوة في بيته يستقبل بها ضيوفه لإكرامهم ، وليس مقهى يبيع قهوته على زبائنه ، مع التأكيد على أن المقهى عمل مشروع لا إشكال فيه لذاته. والله يحفظكم، ويرعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة :