دعا الكرملين كييف والغرب إلى “عدم القلق” حيال تحرّكات الجنود الروس عند الحدود الأوكرانية، في وقت أعربت أوكرانيا عن قلقها من احتمال حدوث تصعيد جديد في النزاع في شرق البلاد. وتحدّثت أوكرانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تحرّك للجنود الروس في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو وعلى الحدود الروسية-الأوكرانية، قرب أراض خاضعة لسيطرة انفصاليين مدعومين من الكرملين. واندلعت الحرب في شرق أوكرانيا عام 2014 عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في أعقاب انتفاضة دامية أطاحت بالرئيس المقرّب من الكرملين آنذاك فيكتور يانوكوفيتش. ونفت روسيا مرارا إرسال جنودها وأسلحة لدعم الانفصاليين. وبينما لم يؤكد الناطق باسم الكرملين دميرتي بيسكوف مباشرة تكدّس الجنود على الحدود مع أوكرانيا، شدد الخميس على أن لدى موسكو حرية تحريك جنودها ضمن أراضيها. وقال بيسكوف للصحافيين “روسيا تحرّك قواتها المسلّحة بحسب تقديرها” لما هو مناسب. وقال “يجب ألا يقلق أحد وألا يمثّل (الامر) تهديدا لأحد”. ونفى مشاركة الجنود الروس في النزاع المسلح في أراضي أوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك لم يحدث “قط”. وفي بروكسل، ندد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بحملة تجنيد عسكرية روسية جديدة في شبه جزيرة القرم، واعتبرها “انتهاكًا آخر للقانون الدولي الإنساني”. وقال في بيان “أطلق الاتحاد الروسي (الخميس) حملة تجنيد أخرى في جمهورية القرم التي تم ضمها في شكل غير قانوني ومدينة سيفاستوبول لتجنيد سكان شبه الجزيرة في القوات المسلحة الروسية”. وشدد أن “الاتحاد الروسي ملتزم بالقانون الدولي ومجبر على ضمان حماية حقوق الإنسان في شبه الجزيرة”، وأكد مجددًا أن “الاتحاد الأوروبي لا ولن يعترف بالضم غير القانوني” لشبه جزيرة القرم ومدينتها الرئيسية سيفاستوبول. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات هذا الأسبوع برفع منسوب العنف بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من الكرملين في شرق أوكرانيا، ما قوّض وقفا لإطلاق النار تم التوصل إليه العام الماضي. وبحسب كييف، قتل 19 جنديا أوكرانيا منذ مطلع العام. وقال البنتاغون للصحافيين الأربعاء إنّ القوات الأمريكية في أوروبا رفعت حالة التأهب بعد “التصعيد الأخير للأعمال العدائية الروسية في شرق أوكرانيا”. وتحدّث رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي الأربعاء مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف ورئيس هيئة الأركان العامة الأوكراني روسلان خومشاك. وأفاد خومشاك هذا الأسبوع أنه تم نشر 28 ألف مقاتلا انفصاليا “وأكثر من ألفي مدرّب ومستشار عسكري روسي” في شرق أوكرانيا.
مشاركة :