بروكسل - نقلت وسائل إعلام رسمية الجمعة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن ممثلين لإيران والقوى العالمية قرروا عقد اجتماع عبر الإنترنت بشأن الاتفاق النووي في فيينا يوم الثلاثاء. وأكد مصدر دبلوماسي أوروبي ومسؤول أوروبي أن اجتماعا سيعقد في فيينا يوم الثلاثاء. وفي هذا السياق، سيكثف المنسق اتصالات منفصلة في فيينا مع جميع المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة. كما نقلت وكالة فارس للأنباء عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله الجمعة إن أي تحرك أميركي لمعاودة الانضمام للاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية لا يستلزم أي محادثات. ونقلت الوكالة عن عراقجي "إيران ستعلق تحركاتها (بخفض الامتثال لشروط الاتفاق) بمجرد رفع العقوبات الأميريكية والتحقق من ذلك". بدوره قال الاتحاد الأوروبي إنه سيعقد اجتماعات مع جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني ومع الولايات المتحدة في فيينا الثلاثاء المقبل. وقال التكتل، الذي ينسق المحادثات بشأن الاتفاق النووي "اتفق المشاركون على استئناف هذه الدورة للجنة المشتركة في فيينا الأسبوع المقبل، من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات وتنفيذ الإجراءات النووية، بما في ذلك من خلال عقد اجتماعات مجموعات الخبراء ذات الصلة". وقال السفير الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن الاتفاق النووي المتعثر المبرم في 2015 انتهت، مضيفا أن الانطباع الذي لديه هو أن الأمور تمضي على المسار الصحيح. وكتب ميخائيل أوليانوف على تويتر "انتهى اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) عبر الإنترنت. كانت المناقشات شبيهة بمحادثات العمل وستستمر. الانطباع الذي لدينا هو أننا على المسار الصحيح لكن الطريق لن يكون سهلا وسيحتاج جهودا مكثفة. الأطراف المعنية تبدو مستعدة لذلك". والتقت القوى الدولية وإيران في مؤتمر مرئي الجمعة لمناقشة احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني في تطور رحبت به واشنطن. وشارك ممثلون عن الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيران وهي الدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق رغم انسحاب واشنطن منه، في الاجتماع على ما جاء في بيان للاتحاد الأوروبي. وأفاد البيان أن "المشاركين سيناقشون احتمال عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق) وكيفية ضمان التطبيق الكامل والفاعل للاتفاق من قبل كافة الأطراف". وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين "بالطبع نرّحب بهذه الخطوة ونعتبرها إيجابية". وأوضح برايس "نحن على استعداد للسعي للعودة إلى الإيفاء بالتزاماتنا الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق) بما يترافق مع قيام إيران بالأمر ذاته". وأشار إلى أن واشنطن تجري محادثات مع شركائها بشأن "الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك، بما يشمل سلسلة خطوات أولية متبادلة". وتابع "ننظر في الخيارات المتاحة للقيام بذلك، بما في ذلك محادثات غير مباشرة من خلال شركائنا الأوروبيين". وشكل لقاء الجمعة أول اجتماع "اللجنة المشتركة" حول الاتفاق النووي الإيراني منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في كانون الثاني/يناير. وكان هذا الاتفاق مهددا منذ أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب واشنطن منه العام 2018 وردت طهران بعد عام باستئناف أنشطة نووية بشكل تدريجي. وتطالب طهران واشنطن برفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قبل تراجعها عن الخطوات التي اتّخذتها بالتخلي عن الامتثال الكامل للاتفاق. وتراس المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الاجتماع الذي عقد عبر الإنترنت نيابة عن وزير الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وأجرى بوريل جهودا دبلوماسية مكثفة لتنظيم اجتماع الجمعة. املا جمع كل الأطراف حول طاولة المفاوضات سريعا. وكانت السلطات الإيرانية رفضت اقتراحا بعقد لقاء مباشر مع الأميركيين في إطار اللجنة المشتركة ما يعني أن واشنطن لن تشارك في الاجتماع المقرر الجمعة. وانسحب ترامب من اتفاق 2015 الذي خفف العقوبات الدولية المفروضة على إيران في مقابل قيود على برنامجها النووي الذي كانت القوى الغربية تخشى من أنه سيؤدي إلى امتلاك الجمهورية الإسلامية للسلاح الذري. لكن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تعهّد الانضمام مجددا إلى الاتفاق شرط معاودة طهران احترام التزاماتها التي كانت تخلّت عنها ردا على قرار ترامب. العراق وأكدت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أيضا أن الولايات المتحدة منحت العراق تمديدا لاستثنائها من العقوبات المفروضة على طهران ما يسمح لها باستيراد الغاز الإيراني. وكانت الولايات المتحدة استهدفت قطاع الطاقة الإيراني في نهاية العام 2018 مع تشديدها العقوبات على إيران إلا أنها منحت بغداد سلسلة من الاستثناءات الموقتة أملا في أن يتخلى العراق تدريجا عن اعتماده على مصادر الطاقة الإيرانية من خلال عقد شراكات مع شركات أميركية. وأتى التمديد ل120 يوما قبل بدء "الحوار الاستراتيجي "بين واشنطن وبغداد الذي سيجرى اعتبارا من السابع من نيسان/أبريل عبر المؤتمر المرئي. وقال برايس "هذا التجديد يأخذ في الاعتبار النجاح الذي سجلته الولايات المتحدة والعراق خلال جولتين من حوارنا الاستراتيجي مع بغداد واتفاقات عدة في مجال الطاقة مع الحكومة العراقية أيضا". وأضاف أن الاتفاقات "ستسمح في نهاية المطاف للعراق بتحسين الاكتفاء الذاتي ونأمل أن يؤدي ذلك إلى وقف اعتماده على إيران". وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي قال في وقت سابق إن بلاده قد تعود إلى التطبيق الكامل للاتفاق النووي في حال اعتبرت أن واشنطن احترمت كل تعهداتها. وابرمت إيران الاتفاق في 2015 في فيينا مع كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا باشراف الاتحاد الأوروبي. ويرمي الاتفاق إلى منع إيران من حيازة السلاح النووي عبر فرض قيود صارمة على برنامجها النووي لحصره بالأطر السلمية والمدنية.
مشاركة :