القيادي الفلسطيني المفصول عن حركة "فتح"، أدلى في حوار مع قناة "فرانس 24" الفرنسية بتصريحات مناهضة لما سماه "الإسلاموية السياسية" ـ التصريحات جاءت بعد يوم واحد من إعلان ترؤسه قائمة منفصلة عن قائمة حركة "فتح" لخوض الانتخابات التشريعية أثار القيادي الفلسطيني ناصر القدوة، جدلا واسعا في الساحة الفلسطينية إثر تصريحات معارضة لما سماه "الإسلام السياسي"، وذلك بعد يوم من إعلان ترؤسه قائمة منفصلة عن قائمة حركة "فتح"، لخوض الانتخابات التشريعية. وجاءت أبرز الردود من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وحتى من أعضاء في القائمة ذاتها التي يترأسها، في حين قال محللون إنها بداية غير موفقة للقيادي الفلسطيني في السباق نحو المجلس التشريعي. والخميس، قال القدوة، خلال لقاء متلفز مع قناة "فرانس 24" الفرنسية: "كلنا، كل الأطراف (الفتحاوية) الموجودة لديها مشاكل مع الإسلام السياسي بشكل عام أو الإسلاموية السياسية". ويعارض القدوة اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس"، والذي بناء عليه ستجرى الانتخابات، قائلا: "جميعنا حريص على الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة قطاع غزة، جغرافيا وسياسيا، ونحن مصرين على هذا الهدف الوطني المركزي، لكن ليس بالطريقة التي تمت حتى الآن، لأنها طريقة غير حقيقية وهشة". ** حماس: محاولة لتعزيز الانقسام وفي تعقيبها على أقوال القدوة، اعتبرت حركة "حماس"، على لسان عضو مكتب العلاقات الدولية فيها، باسم نعيم، أن القدوة "يحاول حل مشكلته التنظيمية وتحقيق إنجازات شخصية على حساب وحدتنا الوطنية". وأضاف نعيم: "بدل الدعوة للوحدة ورص الصفوف وجعل التناقض الرئيس مع الاحتلال، يوجه (القدوة) سهامه إلى جبهتنا الوطنية الداخلية". وتابع القيادي الفلسطيني أنه "لا يجوز لأحد أن يكون امتداداً لأي مشاريع خارجية، فالحالة الفلسطينية خاصة جداً ولا تحتمل إثارة مثل هذه النعرات الرخيصة والمستهلكة". وأسفرت حوارات مطولة ولقاءات عديدة بين الفصائل الفلسطينية على مدى سنوات الانقسام، عن توافق على تحديد مواعيد الانتخابات، كمدخل لإنهاء الانقسام المستمر منذ 2007. ومنتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرسوما حدد بموجبه مواعيد الانتخابات خلال العام الجاري، التشريعية في 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/ تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب. والأربعاء، سجل عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" مروان البرغوثي، والقيادي المفصول عن الحركة ناصر القدوة قائمة "الحرية"، لخوض الانتخابات التشريعية. ** الجهاد: غزة ليست محتلة من جهته وصف الناطق باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داود شهاب، تصريحات القدوة بأنها "سقوط وانكشاف لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الاحتلال". وأضاف شهاب، في تصريح للأناضول: "عليه (القدوة) أن يعرف أن غزة ليست محتلة حتى يفكر باستعادتها، والتيار الوطني الإسلامي ليس خطراً ولا غريباً ولا طارئاً حتى يصوره هو وغيره بالمشكلة". وتابع: "من يستخدمون مصطلح (الإسلاموية السياسية)، يتعمدون اتهام المقاومة وتوزيع شهادات الوطنية". ** انتقادات داخلية اتسعت دائرة الانتقادات للقدوة إلى شركائه في قائمة "الحرية"، إذ عبر الأسير السابق فخري البرغوثي، عن رفضه الشديد لتلك التصريحات، وفق ما نقل عنه المركز الفلسطيني للإعلام (تابع لحركة حماس). وشدد البرغوثي على "ضرورة أن يكون هناك مراجعات داخلية" لتصريحات القدوة، داعيا إلى "احترام القوى الوطنية التي تحمل هدفا واحدا هو إنهاء الاحتلال". أما عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، حاتم عبد القادر، المحسوب على تيار الأسير مروان البرغوثي، شريك القدوة في قائمة "الحرية" الانتخابية. فقال إن تصريحات القدوة حول (الإسلام السياسي) "تعبر عن وجهة نظره فقط، ولا تعبر عن وجهة نظر القائد مروان البرغوثي". وأضاف في تصريحات صحفية: "إننا وإن كنا نختلف مع الإسلام السياسي في الأفكار والتوجهات إلا أننا نحترمه، ونعتبره جزءاً أساسياً من الحالة الوطنية الفلسطينية، وشريكاً في معركة التحرر الوطني". ولفت أن "الشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها، أحوج ما يكون إلى الوحدة والتكاتف والنأي بالنفس عن التجاذبات الإقليمية". ** محللون: بداية غير موفقة من جهته، علق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف على تصريحات القدوة، قائلاً: "ليس غريباً ما تحدث به ناصر عن استعادة غزة جغرافياً وسياسيا". وأردف الصواف في حديث للأناضول: "القدوة الذي طرده عباس من فتح، يعبر بشكل واضح عن عقلية تربت على الكراهية والهيمنة والقبول بالاحتلال الصهيوني". وتابع: "القدوة تحدث فقط عن استعادة غزة المحتلة من أهلها، ونسي بقية فلسطين، (القدس ويافا وحيفا) وغالبية مساحة فلسطين المحتلة والمغتصبة من الصهاينة". بدوره، قال المحلل السياسي ناجي الظاظا، إن القدوة "يهاجم الإسلام السياسي، عبر منصة إعلامية دولية، للتغطية على فشل مشروعه السياسي". واعتبر في حديثه للأناضول، أن تصريحات القدوة "بداية غير موفقة لقائمته الانتخابية التي تحالف فيها مع القيادي مروان البرغوثي، وستصعب الطريق على حلفائه، وتجعله نقطة ضعف لا قوة". وفي السياق، قال الباحث السياسي رامي أبو زبيدة، إن القدوة "بدلاً من خوضه للمعركة الواجبة في مقاومة الاحتلال والسلطوية والديكتاتورية والفساد، يخرج علينا عبر قناة فرنسية بتصريحات عنصرية واستفزازية تحمل الإساءة إلى الإسلام السياسي". وأضاف أبو زبيدة للأناضول: "يبدو واضحا أن العنصرية ضد الإسلام والإسلاميين، صارت طوق نجاة لناصر القدوة كما (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون لمواجهة الأزمات الداخلية". واستطرد: "تصريحات القدوة ستضعف من قوة حضوره الانتخابي في الانتخابات الفلسطينية القادمة، كما أنها تمثل إحراجاً للقائد مروان البرغوثي الذي قبل التحالف مع القدوة في قائمة واحدة". واستدرك: "المجتمع الفلسطيني بفطرته مسلم، وبنيته قائمة على احتواء جميع الديانات والأحزاب، وأي خطاب سلبي تجاه أي مكون من مكوناته يعتبر تحريضاً غير مبرر". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :