مع غروب شمس غداً «السبت»، يصوب العالم أنظاره نحو القاهرة، وتحديداً في المسافة الواقعة بين المتحف المصري في ميدان التحرير إلى متحف الحضارة بمنطقة الفسطاط، وهي المسافة التي يقطعها موكب المومياوات الملكية وسط متابعة دقيقة من مئات الكاميرات التلفزيونية وعدسات المصورين. ويضم الموكب 22 مومياءً لأشهر ملوك وملكات الفراعنة، وقد عُثر على غالبيتها خلال كشفين آثريين، الأول خلال الكشف عن خبيئة الدير البحري في العام 1881، والثاني خلال الكشف عن خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني في العام1889. وتستعرض «الاتحاد» في السطور التالية ملامح وحكايات من حياة ملوك وملكات موكب المومياوات. سقنن رع.. محارب الهكسوس ينتمي الملك الفرعوني، سقنن رع تاعا، إلى الأسرة 17، وكان حكمه يقتصر على مدينة طيبة فقط ـ الأقصر حالياً ـ حيث كان الهكسوس يحتلون مصر في ذلك الوقت، وفي عهده انطلقت حروب تحرير مصر من الغزاة، وتوفي في سن الأربعين، ومن بعده واصل ابنه الملك أحمس الحرب ضد الهكسوس. أحمس نفرتاري.. الملكة المقدسة تزوجت الملكة الفرعونية، أحمس نفرتاري، ابنة الملك سقنن رع تاعا، من أخيها الملك أحمس الذي يعد أول ملوك الأسرة 18، وأنجبا أبناء كثيرين أبرزهم الملك أمنحتب الأول الذي تولى عرش مصر خلفاً لوالده. وعُرفت الملكة أحمس نفرتاري بالقوة، الأمر الذي منحها تأثيراً كبيراً في الحياة المصرية القديمة، وبعد وفاتها كان المصريون القدماء يقدسونها في جبانة دير المدينة غرب الأقصر. أمنحتب الأول.. ملك منذ الطفولة يُصنف الملك الفرعوني، أمنحتب الأول، بأنه ثاني ملوك الأسرة 18، وهو ابن الملك أحمس والملكة أحمس نفرتاري، واعتلى عرش مصر في سن الطفولة، وقد ساعدته أمه في إدارة شؤون الحكم، حتى أصبح شاباً، وقاد العديد من الحملات العسكرية، ونفذ الكثير من مشروعات البناء، وبعد وفاته قدسه المصريون مع والدته. أحمس مريت آمون.. سيدة الأرضين تعد الملكة الفرعونية، مريت آمون، سليلة أشهر ملوك الفراعنة، فوالدها هو الملك أحمس، ووالدتها الملكة أحمس نفرتاري، وأخيها الملك أمنحتب الأول، وأصبحت الزوجة الملكية العظمى لشقيقها الملك أمنحتب الأول، وتولت منصب زوجة آمون وراثة عن والدتها الملكة أحمس نفرتاري، ولقبت بعدة ألقاب أبرزها سيدة الأرضين، وتوفيت شابة في الثلاثين من عمرها، واكتشف تمثال لها من الحجر الجيري في العام 1871. تحتمس الأول.. المحارب العظيم تولى الملك الفرعوني، تحتمس الأول، عرش مصر في سن الأربعين بعد وفاة الملك أمنحتب الأول، وهو ينتمي إلى الأسرة 18، ويوصف بأنه أحد المحاربين العظماء، واستمر حكمه 10 سنوات، وتزوج من ملكة تُعرف باسم «أحمس»، وكانت الزوجة الرئيسة والرسمية للملك، وأنجب منها الملكة حتشبسوت. توسع النفوذ المصري في عهد الملك تحتمس الأول في الجنوب، وأقام علاقات تجارية ودبلوماسية مع الدول المجاورة. تحتمس الثاني.. زواج من أجل الشرعية بعد وفاة الملك تحتمس الأول، تولى عرش مصر ابنه الملك تحتمس الثاني، وهو أحد أبناء الزوجة غير الرسمية للملك تحتمس الأول، وقد تزوج من أخته غير الشقيقة الملكة الشهيرة، حتشبسوت، وأكسبه هذا الزواج شرعية الحكم، وتوفي في الثلاثين من عمره. حتشبسوت.. سيدة ملكات الفراعنة توصف الملكة الفرعونية، حتشبسوت، ابنة الملك تحتمس الأول والملكة أحمس، بأنها أشهر ملكات الفراعنة، وكانت هي بمثابة الحاكم الفعلي لمصر في عهد زوجها وأخيها غير الشقيق، الملك تحتمس الثاني، وبعد وفاة زوجها حكمت البلاد منفردة لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها، الملك تحتمس الثالث، الذي كان مازال طفلاً عندما تولى العرش. أحدثت الملكة حتشبسوت طفرة كبيرة في الحياة المصرية سواء على مستوى المنشآت أو على المستوى التجاري، حيث ازدهرت حركة التجارة في عهدها مع بلاد بونت (شرق مصر)، ونشطت عمليات استيراد العاج وخشب الأبنوس والتوابل. تحتمس الثالث.. قائد مصر العظمى تولى الملك الفرعوني، تحتمس الثالث، عرش مصر في سن صغيرة، وظل لفترة ملكاً بالاسم فقط، حيث قادت مصر في هذه الفترة زوجة أبيه، حتشبسوت، التي أعلنت نفسها ملكة رسمياً، وتقلص دور تحتمس الثالث في الحكم، لكن بعد وفاتها أصبح من أشهر ملوك الفراعنة العسكريين، وقد قاد الجيش المصري في معارك شرسة أبرزها معركة «مجدو»، وساهمت حملاته الحربية في تعزيز قوة مصر، وأصبحت واحدة من أقوى وأكبر القوى العظمى في ذلك الوقت. أمنحتب الثاني.. الملك الرياضي ينتمي الملك الفرعوني، أمنحتب الثاني، إلى الأسرة 18، تولى عرش مصر بعد وفاة والده الملك تحتمس الثالث، وكان عمره وقتها 18 عاماً، واستمر في الحكم 26 عاماً. عُرف أمنحتب الثاني بقدراته الرياضية لا سيما في رياضة القوس والسهم، وجسمه الطويل، وقدرته الفائقة على قيادة العجلات الحربية، ومن أهم أعماله وإنجازاته تنفيذ توسعات بمعبد الكرنك، وشن حملات حربية لتأمين حدود مصر وحماية ثرواتها، وتوفي وعمره 45 عاماً. تحتمس الرابع.. بنى سفينة آمون يعد الملك الفرعوني، تحتمس الرابع، ثامن ملوك الأسرة 18، وهو ابن الملك أمنحتب الثاني والملكة تي ـ عا، وقد مات في سن صغيره، حيث لم يكن يتجاوز وقتها الثلاثين من عمره. بعد توليه الحكم، قاد حملة على شمالي بلاد نهرين ـ سوريا حالياً ـ حقق خلالها انتصارات كبيرة، وعند عودته جلب معه كم هائل من أخشاب الأرز لبناء سفينة آمون المقدسة، وقاد حملة أخرى على بلاد كوش في النوبة. وشيد مسلة في معبد الكرنك يبلغ طولها 32 متراً، وتعتبر أطول مسلة في العالم. أمنحتب الثالث.. صاحب التماثيل الضخمة ينتمي الملك الفرعوني، أمنحتب الثالث، إلى الأسرة 18، وهو ابن الملك تحتمس الرابع، وتزوج من الملكة تي، واستمر حكمه على مدى 37 عاماً، وقد خلف العشرات من التماثيل الضخمة، وغيرها من الآثار التي مازالت قائمة حتى اليوم، وقد وضعت بعض هذه التماثيل أمام معبده الجنائزي بالبر الغربي في الأقصر، وأشهرها تمثال للملك نفسه، وتمثال لزوجته الملكة تي، جالسين في ثبات. تي.. السيدة العظيمة تُعرف الملكة الفرعونية، تي، بملكة مصر العظيمة، وهي الزوجة الملكية للملك أمنحتب الثالث، وابنة يويا مستشار الملك، وأنجبت الملك أمنحتب الرابع المعروف بـ«أخناتون»، وهي جدة الفرعون توت عنخ آمون، ولقبت بـ «السيدة العظيمة»، وكانت تمارس قدراً من السلطة خلال عهدي زوجها وابنها. ستي الأول.. قاهر الحيثيين ينتمي الملك الفرعوني، ستي الأول، إلى الأسرة 19، وهو ابن الملك رمسيس الأول، مؤسس الأسرة، واستمر حكمه لمدة 21 عاماً، شن خلالها العديد من الحملات الحربية خارج الحدود المصرية لفرض السيطرة المصرية، وكانت المعركة ضد دولة الحيثيين (الأناضول وشمال الشام) من أشهر معاركه، وسُجلت انتصاراته العسكرية في معبد آمون بالكرنك. وتزوج ستي الأول من الملكة الفرعونية، تويا، وأنجب منها 3 أبناء، أبرزهم الملك رمسيس الثاني الذي خلف أبيه في الحكم، وتوفي ستي الأول في الأربعين من عمره. وتعد مقبرته في وادي الملوك من أشهر الآثار المصرية، وتوصف بأنها واحدة من أهم وأفضل المقابر الملكية. رمسيس الثاني.. صاحب أول معاهدة سلام يوصف الملك الفرعوني، رمسيس الثاني، بأنه من أشهر ملوك الفراعنة، وتولى عرش مصر في سن الـ 23 خلفاً لوالده الملك ستي الأول، واستمر حكمه 67 عاماً، وتوفي وعمره يقترب من التسعين عاماً، وخلف عشرات الآثار التي مازالت تخطف أنظار الملايين حول العالم. وسجلت النقوش على جدران معابد الكرنك أول معاهدة سلام معروفة في التاريخ، وقعها الملك رمسيس الثاني مع ملك الحيثيين، بعد معركة شرسة تُعرف بـ معركة «قادش». وبنى الملك رمسيس الثاني أشهر المعابد المصرية، مثل معبد أبي سمبل. كما بنى لزوجته، الملكة نفرتاري، معبداً بجوار معبده بأبي سمبل. مرنبتاح.. صاحب لوحة النصر الملك الفرعوني، مرنبتاح، هو الابن الثالث عشر للملك رمسيس الثاني، وتولى العرش بعد وفاة أبيه، وكان وقتها في سن متقدمة، واستمر حكمه 11 عاماً، وقاد عدداً من الحملات العسكرية، وتُنسب له ما يُعرف بـ«لوحة النصر» التي تعد من أهم القطع الأثرية التي تعود لعصر الفراعنة. ستي الثاني.. 6 سنوات فقط في الحكم يُصنف الملك الفرعوني، ستي الثاني، ابن الملك مرنبتاح، بأنه خامس ملوك الأسرة 19، واستمر حكمه لمدة 6 سنوات فقط، وعُثر على مومياء خاصة به في مقبرة أمنحتب الثاني بوادي الملوك بالأقصر، وتحفظ هذه المومياء ملامح وجهه بشكل واضح. سبتاح.. مات في الـ 20 وصل الملك الفرعوني، سبتاح، الذي ينتمي إلى الأسرة 19، إلى عرش مصر وهو صبي صغير، وهو ابن الملك ستي الثاني، وبسبب صغر سنه كانت زوجة أبيه المعروفة بـ «تاوسرت» وصية على حكم مصر، وقد توفي صغيراً، حيث لم يتجاوز عمره وقتها 20 عاماً. رمسيس الثالث.. ضحية مؤامرة الحريم بعد وفاة الملك سبتاح وزوجة أبيه الملكة تاوسرت، تولى الملك الفرعوني، ست نخت، عرش مصر، واستمر حكمه سنوات قليلة، بعدها تولى الحكم ابنه، الملك رمسيس الثالث، الذي ينتمي إلى الأسرة 20، وهو واحد من المحاربين العظماء، وحقق العديد من الانتصارات العسكرية، ولكنه تعرض للخيانة من زوجته التي تآمرت عليه من أجل تنصيب ابنها ملكاً على مصر بدلاً من ولي العهد الشرعي، وتُعرف هذه المؤامرة في التاريخ المصري القديم بـ«مؤامرة الحريم»، وقد قُتل رمسيس الثالث بخنجر حاد، وهو في سن الستين. رمسيس الرابع.. مُحبط المؤامرات بعد اغتيال الملك رمسيس الثالث في مؤامرة الحريم، نجح الملك رمسيس الرابع الذي كان ولي العهد الشرعي لوالده في إفشال مؤامرة زوجة أبيه، واعتلى عرش مصر، واستمر حكمه لمدة 7 سنوات، حافظ خلالها على سياسات والده، وأقام بأعمال عديدة لتكريم والده، وقد توفي في عمر الخمسين. رمسيس الخامس.. ملك المناجم تولى الملك الفرعوني، رمسيس الخامس، الحكم خلفاً لوالده الملك رمسيس الرابع، وهو ينتمي إلى الأسرة 20، واستمر حكمه لمدة 4 سنوات فقط، ومن أهم أعماله إرسال بعثات للمناجم في سيناء للتنقيب على النحاس والفيروز، وفتح محاجر الحجر الرملي في جبل السلسلة، وتوفي في سن الخامسة والثلاثين. رمسيس السادس.. عهد تدهور اقتصادي تولى الملك الفرعوني، رمسيس السادس، الحكم خلفاً لوالده الملك رمسيس الخامس، واستمر حكمه لمدة 8 سنوات، حقق خلالها بعض الأعمال المعمارية، حيث أتم المقبرة التي بدأها من سبقه من الملوك في المعبد الجنائزي غرب غرنة، ونصب ابنته زوجة للإله آمون، وعُرف عهده بتدهور اقتصادي. رمسيس التاسع.. عهد استقرار يعد الملك رمسيس التاسع ثامن ملوك الأسرة 20، وأحد أحفاد الملك رمسيس الثالث، واستمر حكمه 18 عاماً، وعُرف عهده بالاستقرار والهدوء، وكانت له مساهمات رئيسية في معبد الشمس في هليوبوليس، وأعطى أوامره لتزيين الجدار الشمالي لمعبد آمون رع.
مشاركة :