بكين 2 أبريل 2021 (شينخوا) قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين علي عبيد الظاهري إن المحادثات رفيعة المستوى بين الإمارات والصين خلال الأسبوع الماضي جلبت آمالا وإمكانيات جديدة لحقبة ما بعد كوفيد-19، حيث أصبحت العلاقة بين البلدين نموذجا للتعاون العالمي في القرن الـ21. وأشار السفير إلى أن لقاء عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، له أهمية بالغة لفتح فصل جديد للعلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين. وقال الظاهري إن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين تطورت لتشمل مجموعة متزايدة من التعاون، بما في ذلك المشاريع والمبادرات المشتركة في مجال الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية وعلوم الحياة وكذلك تقنيات المعلومات من الجيل التالي مثل الذكاء الاصطناعي. وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة بين الجانبين أكثر من 50 مليار دولار أمريكي، بهدف توسيعه إلى أكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2030. وأوضح السفير أنه من أجل تكثيف الانتقال إلى الثورة الصناعية الرابعة، شرعت الإمارات في خطة تنمية وطنية مدتها 50 عاما واستراتيجية صناعية مدتها 10 سنوات وهي "مشروع 300 مليار"، مع التطلعات إلى أن تنشئ الإمارات نظاما بيئيا صناعيا عالمي المستوى، قائلا: "إن ذلك سيمكن من إحداث تحول في اقتصادنا الذي يجذب المواهب والمطورين والخبراء من جميع أنحاء العالم، وطموحنا هو أن يكون لدينا مركز إقليمي وعالمي رائد للصناعات المستقبلية". وفي الحديث عن الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين، قال الظاهري إن الصين تسعى جاهدة بالمثل لإعادة هيكلة نفسها لتصبح اقتصادا رقميا ومبتكرا، الأمر الذي سيوفر ثروة من الفرص للتبادلات بين الجانبين في الاستثمار والتكنولوجيا. ويذكر أن أحدث المشاريع الاقتصادية المشتركة واسعة النطاق بين الجانبين تشمل المنطقة النموذجية لتعاون القدرات الصناعية بين الإمارات والصين ومحطة حصيان لتوليد الطاقة بالفحم النظيف وغيرهما. وقال السفير إن الإمارات ستتقدم جنبا إلى جنب مع الصين في مجال البحث والتطوير العلمي والتكنولوجي، من خلال إنشاء مؤسسات بحثية ومختبرات مشتركة، ومن أبرز الأمثلة على مثل هذا التعاون هو جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تقود الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتطبيقات التعلم الآلي والبحوث. وسلط وزيرا خارجية الإمارات والصين الضوء على أهمية مبادرات التلقيح المشتركة بين البلدين، وفي 28 مارس الماضي، أصدرت الإمارات إعلانا تاريخيا لبدء إنتاج لقاح سينوفارم الصيني بالتعاون مع شركة جلفار الإماراتية الرائدة في الصناعات الدوائية، حيث سيكون اللقاح، المسمى بـ"حياة - فاكس"، أول لقاح محلي الصنع لكوفيد-19 في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف السفير أن الإمارات والصين تدعمان بشكل متبادل جهود بعضهما البعض لاستضافة معرض إكسبو العالمي في دبي ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في بكين، قائلا "سترحب الإمارات ترحيبا حارا بجميع السياح ورجال الأعمال الصينيين الذين سيحضرون معرض إكسبو العالمي في دبي الذي سيفتتح في الأول من أكتوبر المقبل، بالتزامن مع العيد الوطني للصين". وأوضح الظاهري أنه مع تعافي العالم من جائحة كوفيد-19 واستئناف الاتصالات، تم التقارب بين شعبي الإمارات والصين، حيث تم افتتاح المدرسة الصينية في دبي خلال السنة الماضية، إضافة إلى وجود حاليا 118 مدرسة تقدم دورات في اللغة الصينية على مستوى البلاد، وأكثر من 30 ألف طالب، مضيفا أن "هذه الأرقام تنمو بسرعة مع تعميق التفاهم بين الشعبين، سوف نعزز صداقتنا ونفتح طرقا وإمكانيات جديدة للعمل معا". ويعد عام 2021 عاما كبيرا لكل من الصين والإمارات، حيث يحتفل الحزب الشيوعي الصيني بالذكرى المئوية لتأسيسه، بينما تحتفل الإمارات بالذكرى الـ50 لتأسيسها، بالإضافة إلى الذكرى الـ37 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال السفير إن "في هذه المنعطفات المهمة، تتطلع كل من الإمارات والصين إلى تسريع نمو الصناعات الاستراتيجية مع تعزيز المرونة الاقتصادية. مع الأهداف المشتركة، لابد أن تكون علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين مثمرة بشكل متزايد، وسيؤدي ذلك أيضا إلى تحقيق السلام والازدهار لجميع شعوب الشرق الأوسط والصين".
مشاركة :