القاهرة- سيد عبدالقادر قبل حلول الساعة السادسة بتوقيت القاهرة من مساء اليوم " السبت" ، توقفت حركة السيارات تماما في أكبر ميادين القاهرة، وهو ميدان التحرير ، لتفسح المجال للحدث الأكبر الذي طال انتظاره، وهو مرور " الموكب الذهبي"، الذي سينقل 22 مومياء ملكية، من المتحف المصري الشهير إلى متحف الحضارة المصرية بضاحية الفسطاط وهو أحدث المتاحف المصرية التي تم بناؤها مؤخرا. يتألف الموكب الذهبي من مركبات فخمة ذات طرز فرعونية، كل منها يحمل اسم المومياء الملكية التي سيحملها، وأعلن أن كل عربة مزودة بتقنية امتصاص الصدمات وتحيط بها موكب من نسخ طبق الأصل لعربات الحروب التى تجرها الخيول. يضم الموكب الذهبي 17 تابوتًا ملكيًا ترجع إلى عصر الأسر "17، 18، 19، 20"، ومنها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت والتى أصبحت حاكمة على الرغم من أنه لم يكن مسبوقا أن تصبح النساء من الفراعنة فى هذا العصر، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس- نفرتاري زوجة الملك أحمس. تستغرق الرحلة التي أحبطت بإجراءات وترتيبات أمنية عالية ساعة ، تبدأ بخروج العربات من باب المتحف المصري المجاور لجامعة الدول العربية، ثم تقوم بالطواف في ميدان التحرير الذي تمت إضاءته بأعمدة الليزر ونقلت إليه وضعت وسطه مسلة فرعونية وتماثيل أربعة كباش فرعونية استعدادا لهذا الحدث ، ليتوجه بعدها الموكب بعدها إلى ميدان سيمون بوليفار، ثم سينطلق بمحاذاة كورنيش النيل إلى منطقة الفسطاط. وقد تضمنت الإجراءات الأمنية إغلاق محطة مترو الانفاق الأكبر في مصر، الواقعة أسفل ميدان التحرير اعتبارا من الساعة الثانية عشر ظهرا، حيث أنها محطة مكونة من طابقين ويلتقي فيها اثنين من خطوط المترو ويرتادها مئات الآلاف من الركاب يوميا. وأجرت وزارة السياحة والآثار المصرية على مدى الأيام الماضية، عدة بروفات لموكب المومياوات الملكية العظيم، الذي سيمر عبر طرق محددة مسبقًا تم تطويرها بشكل يليق بالموكب الذي اعتبرته وزارة السياحة والآثار المصرية أحد عوامل الجذب السياحي خلال الفترة المقبلة، بعد تحويل المنطقة التي تقع أمام المتحف مباشرة إلى مشروع جذب سياحي يرتبط بالمتحف فضلًا عن إنشاء عدة طرق لتخدم المنطقة وتربطها بالطرق الرئيسية. يذكر أنه كان يتم عرض معظم المومياوات القديمة في غرفة صغيرة بالمتحف المصري منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وسيتم عرضها الآن في بيئة مبنية لهذا الغرض، حيث سيكون لكل منها تابوت. ومن المقرر أن تفتتح مصر متحفًا آخر بالقرب من أهرامات الجيزة في الأشهر المقبلة، والذي سيضم مومياء ربما أشهر الفرعون توت عنخ آمون.
مشاركة :