يبدو أن السودان ومصر تتحسبان لسيناريو من ثلاثة؛ قد تقودهما إليه إثيوبيا في حال فشل «مفاوضات كنشاسا» المقررة بشأن أزمة سد النهضة في الكونغو الديمقراطية، اليوم السبت، بحسب ما يرى خبير استراتيجي وعسكري من الخرطوم، كقراءة لما تحمله المناورات الجوية الجارية بين الجيشين المصري والسوداني من رسائل.وقال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، تامر الرفاعي، على صفحته بـ«فيسبوك»: إن تدريب «نسور النيل 2» تجري فعالياته حاليا بقاعدة مروى الجوية في السودان «بمشاركة عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين».تحذير السيسيويلفت الخبير الاستراتيجي، اللواء ركن د. أمين إسماعيل مجذوب، إلى أن أزمة «سد النهضة» قد أخذت منحنيات كثيرة أخرى غير التفاوض، وقال: تعنت إثيوبيا قاد السودان لطلب وساطة الرباعية التي رفضتها أديس أبابا واقترب موعد الملء الثاني لذلك جاءت تصريحات الرئيس المصري، التي وصفها د. مجذوب بـ«القوية والعنيفة»، ومحذرة أوضحت الخطوط الحمراء، وبعدها بساعات بدأت مناورات «نسور النيل 2».ويأتي الإعلان عن التدريب بعد يوم من تحذير أطلقه الرئيس السيسي خلال زيارة لهيئة قناة السويس، قال خلاله: نتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وأنا أقول للجميع «محدش رح» يقدر يأخذ نقطة مياه من مصر، ومن أراد أن يجرب فليجرب، وتابع: سيكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد.ويقول اللواء مجذوب: تحمل هذه التدريبات المشتركة، رسائل، أولاها لشعبي البلدين بأن قيادة الدولتين تصطف للحفاظ على المصالح القومية وكل ما يهدد الأمن المائي، والرسالة الثانية لإثيوبيا ودول الإقليم وأيضا العالم، وهنا أعني أطراف الوساطة الرباعية، وهي توضح أن الدولتين أصبحتا على مشارف «خيارات لا سلمية» في حال عدم نجاح المفاوضات التي ستعقد اليوم السبت في كنشاسا. اللواء أمين مجذوب الوفاض الخاليفيما توقع الخبير الاستراتيجي، عودة وزيري خارجية السودان ومصر خاليي الوفاض، قال: تزامن هذه التطورات مع وصول رئيس هيئة الأركان السودانية الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، صباح الجمعة للمنطقة العسكرية الشرقية بمدينة الفشقة في ولاية القضارف، وهي زيارة تفقدية في تقديري لـ«مسرح العمليات» في حال «تغليب الخيار الآخر».ويقول اللواء ركن مجذوب: أصبحت هناك سيناريوهات متوقعة الآن، أولها نجاح المفاوضات وتنازل إثيوبيا بما يتماشى مع الموقف - الغالب عربيا وإسلاميا - الداعم للخرطوم والقاهرة، أما السيناريو الثاني، فهو استمرار السجالات ما بين مفاوضات وتعنت، ثم وساطة إلى أن يأتي شهر يونيو موعد الملء الثاني.ويختم اللواء مجذوب: أما السيناريو الثالث، فهو ألا تنتظر السودان ومصر ذلك الموعد المحدد في يونيو المقبل، وتصعدان القضية إلى مجلس الأمن، الذي من المتوقع أن يشكل لجنة فنية لدراسة الأمر، وفي حال زيادة التعنت الإثيوبي، فحينها سيحال الملف إلى «إدارة الأزمة وحلها من الفصل الـ 6 إلى الـ7»، إن كان عبر الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، أو الدولتين المتضررتين.
مشاركة :