إيمان البكرى تكتب: ابقوا أصحاء

  • 4/4/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يوجد أصعب من أن يترجى الإنسان رحمة تعيد توازنه مجددا فى الحياة، من أقسى لحظات الضعف والهوان على أى إنسان لحظة مرضه قد يتعلق بترياق أو دواء يستدعى له عافيته ويعيده إلى حالته الأولى. وكم مر علينا جميعا لحظات ضعف وقعنا فيها جميعا كمجتمع تحت طائلة مافيا الدواء،  والمتاجرة بشفاء الناس، وعندما هاجرت منذ وقت طويل واستقرت أقداري فى هذا البلد الأوروبى شديد التنظيم والانضباط، كنت أتواصل مع الكثير من الأهل والأصدقاء الذين كانوا يطالبوننى بشراء دواء لهم من ألمانيا نظرا لشح وجوده فى مصر، وكانت الحقيقة الصارمة العادلة أن القوانين الألمانية لا تسمح لأى صيدلية ببيع دواء دون أمر كتابى من الطبيب المختص  (روشتة)، فكنت اصطدم بقوانين فى بلد المهجر لا أستطيع بها أن أساعد أقرب الأقرباء الذين يتألمون نفسيا وماديا لنقص فى عدد من الأدوية التى كانت تعد لهم متنفسا يعيد تلاقيهم بالحياة مرة أخرى.  وينتهى الأمر بأن يقعوا  تحت قبضة السوق السوداء ومافيا الدواء وتصنيع أدوية غير مطابقة للمواصفات والتى عرفت إعلاميا ( أدوية بير السلم ) التى تهدد حياتهم. وكم فُجعت بأخبار على أرض المحروسة بتلقى مواطنين أدوية بشكل عشوائى وغير سليم ومُدلس تاريخ صلاحيته،  وتداول الدواء بشكل غير مهنى وندرة وجود عدد من الأدوية  التى تشكل منفذا للحياة بالنسبة للمريض. لذا كان إنشاء أكبر مركز للدواء فى الشرق الأوسط أمر حتمى  خطت إليه القيادة المصرية لتنهى فوضى تداول الدواء والمتاجرة بآلام المرضى  وتحدث وفرة تغطى احتياجات المواطن، ليس هذا وحده فحسب ولكن أيضا تقوم بتصدير الدواء لدول إفريقيا والعالم. كنت أصنف مصر سابقا بأنها تخطو خطوات واسعة نحو الحداثة ولكنى الآن أراها تخطو بمهنية وثبات لتضع مصر فى مصنف دولة عظمى. نعم فالدول العظمى ليست الدول الغنية فقط ولكنها الدول التى تملك نظما متطورة اجتماعية وتكفى احتياجات مواطنيها طبيا وغذائيا وخدميا واجتماعيا  الدول العظمى هى من تملك  الاكتفاء الذاتى  وتفتح اسواقا تصديريه من فائض احتياجاتها. ومن هنا افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الخميس  مدينة الدواء المصرية "Gypto pharma"، والتي تم إنشاؤها وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية المتطورة على مستوى العالم في مجال الدواء، لتكون أحد أذرع الدولة لإنتاج الدواء الآمن والفعال، بأسعار مناسبة للمواطن المصري.وتستهدف مدينة الدواء الجديدة، زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، من أجل تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة الدواء في منطقة الشرق الأوسط. وبهذا  تلحق منظومة الاستشفاء والدواء بمنظومة التأمين الصحى المتكامل  لتسد احتياجات المواطن، نحن نعيد استنساخ مصر الحديثة، بفن اداره يتخطى حواجز الزمان  ويغير التابوهات التقليدية فى فن إدارة الدولة،  ومثلما رفعنا شعار الاكتفاء الغذائي والأمن الزراعى والتفوق العسكرى والقضاء على العشوائيات ومنظومة البنية التحتية والطاقة  نرفع الآن شعار الصحة والدواء. فكان افتتاح مدينة الدواء المصرية لتؤمن المواطنين المصريين وتكتمل منظومة الصحة والعافية والشفاء لينعم المواطن بأمنه الصحى فى وطن يربت على كتفه ويتمنى له العافية والشفاء ويقول لمواطنيه ابقوا أصحاء.

مشاركة :