النابغون والنابهون في كل الدنيا، يمثلون في يقين المجتمعات الواعية والمثقفة، الثروة البشرية الأغلى، والتي من خلالها تختصر المسافات وتتقادم الشعوب وتستدير نحو الشمس والحضارات. ولعل الكثيرين من المتفردين النابغين الذين تقدمهم وتدفع بهم مدارسنا وجامعاتنا من بنين وبنات، في كل موسم وعام، يظلون هكذا خارج دوائر الاهتمام والحسابات، وبعيدين عن ساحات التكريم والاحتفاء الذي يليق بقدراتهم وطموحاتهم، وبعيدين عن الحضور والظهور الإعلامي الذي يتوج مشوارهم بشيء من الضياء والوفاء. إن مثل الإقصاء المعلن والصريح في مؤسساتنا التعليمية وكذلك الإعلامية – كرس ويكرس – تغييب المدهشين من القياديين في ميادين العمل والإنتاج والابتكار عبر قطاعاتنا الحكومية والخاصة، وجعلها تمضي ومنذ سنوات من العمر في وحل التجارب والأخطاء والتجاوزات ومسكونة بالكسل والتراجع والاجتهادات. ولعل شواهد هذا الألم حاضرة في كثير من معالم تخطيط المدن والتعليم والطرق، وغيرها من شواهد التنمية الذي طالها الترقيع والتشويه والعبث. إن علينا إذا أردنا أن نختصر القفز نحو مدن الإبداع والابتكار، أن نمنح النابغين والموهوبين المساحات الكبرى من التمكين في قيادة الطوابير والصلاحيات في صناعة القرار. وأخيرًا.. بالغ التحية للشاب بدر محمد البقمي من تعليم الطائف، والذي أحرز النسبة القصوى في اختبار القدرات العامة، ومن خلاله تم استفزازي لكتابة هذه السطور.
مشاركة :