« أ » في الـ27 من محرم لعام 1439، صدر أمر ملكي، بإنشاء مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف. استراتيجية خادم الحرمين التي رسمها للمجمع، كان الهدف منها صون السنة النبوية الشريفة والحفاظ عليها، منذ ثلاثة أعوام لم ترَ النور حتى وقتنا هذا. للأسف، مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف أُنشئ ولكنه مع إيقاف التنفيذ، ليكون شاهدا على موارد الدولة المهدرة. أهداف سامية حملها الأمر الملكي بإنشاء المجمع، ولكن كل هدف أو حلم يحتاج للتحقيق والخروج إلى النور بأيادٍ دؤوبة قادرة على الإنجاز. المجمع الذي كان الهدف الرئيسي منه إعادة الحياة للسنة النبوية المشرفة لم تبث فيه الحياة أصلا، بل إنه يحتاج إلى قبلة حياة حتى يحيا. أهداف شتى تكمن وراء القرار الرشيد لخادم الحرمين الشريفين، تعكس حرصه الشديد للحفاظ على السنة النبوية الصحيحة، في زمن أصبحت فيه المغالاة والتطرف سمة سائدة. وغلق باب الذرائع أمام تأويل السنة النبوية الشريفة، وإخراجها عن سياقها السمح والدعوة للسلام والانفتاح على كل الثقافات. « ب » فلسفة الوسطية، والتنوير الذي يقود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، قاطرتهما في مواجهة المتأسلمين والمتشددين، جعل من السعودية منارة للإسلام الصحيح في العالم، هذه الفلسفة بحاجة إلى قلوب تعي وعقول تفهم. يحتاج ركب الرؤية سريع الحركة إلى من يواكبه، ولكن هيهات من مسؤولين ما زالوا يطبقون سياسة المدرسة القديمة في الإدارة التي عفا عليها الزمن، بسبب الروتين والثبات دون الحراك. تطبق القيادة علم الإدارة كما وضعه مؤسسوه، فتقوم الإدارة العليا ممثلة في القيادة الرشيدة برسم الأهداف وفقا للموارد المتاحة والمنهج المحدد، لتقوم الإدارة الوسطى أو التنفيذية بالعمل على تنفيذها عبر تكليف الإدارة الدنيا، بما يتوافق مع الاستراتيجية الموضوعة سلفا. في الواقع، هناك خلل ما، يكمن في الإدارة الوسطى، التي تعد بمثابة حلقة الوصل بين الإدارة العليا والإدارة الدنيا من صغار الموظفين والعمال والمنفذين. إذا فُقد الاتصال بين ترس الساعة الأكبر والأصغر، توقفت عقارب إنجازاتنا عن الدوران إلى الأمام، إلى المستقبل، وظلت سجينة الحاضر والماضي. « ت » على الرغم من مجهوداته الشاقة في الداخل والخارج، ولكن هذا لم يمنع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من متابعة ما تم إنجازه في المجمع عن قرب، حين ترأس في العاشر من ربيع الأول للعام 1441، اجتماع اللجنة العليا المعنية بمتابعة أعمال المجمع، موجها خلال الاجتماع المعنيين بمضاعفة الجهود لاستكمال أعمال المجمع، ليباشر مهامه في خدمة السنة النبوية الكريمة. ألم يكن هذا كافيا أن يقوم المعنيون بمهامهم خلال عام كامل، لتنفيذ التوجهات، والسؤال هنا: هل هو عجز عن التنفيذ، أم عدم الرغبة في التنفيذ ذاته؟ إن كانت الأولى فتلك مصيبة، وإن كانت الثانية فتلك مصيبة أكبر، وإن كان عجزا، ألم تكن ثلاث سنوات كافية لإنشاء موقع إلكتروني للمجمع فقط، أم أنه ليست هناك منجزات لنشرها على الموقع حال تدشينه؟.
مشاركة :