الهوى شرقي

  • 9/5/2019
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

لا يحتاج المسرح إلى تعقيدات، يحتاج فقط لمجموعة تؤمن بفنها لتزداد هدى -وفي نظري- أن المسرح كفعل ثقافي لن يتطور إلا إذا كانت هناك إرادة حقيقية، وبغض النظر عن الدعم وسط ضبابية البناء، إلا أني أرى أن ثمة ضوءًا يجيء من الشرق، هذا الساحل الذي يعرف كيف يفتننا. في المنطقة الشرقية هناك شباب يعرفون كيف يتحركون، ويستمدون وقودهم من ثقة جمعية الثقافة والفنون بالدمام بقيادة مدير فرعها يوسف الحربي. يخبرني الزميل ناصر الظافر رئيس لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، أن دورات إعداد الممثل حققت هدفها بشكل دقيق من خلال نتاج مجموعة شابة استطاعت أن تقدم عددًا من العروض المسرحية المختلفة والممتلئة بالحياة، جميع الدورات كان المسرحي راشد الورثان عنصرًا وفاعلا بها، ولعل «الورثان» من القلة الذين يدركون جيدًا أن العمل الذي تخطط له هو وحده من سيفيدك في عملية البناء. الكثير من الشباب يعتبرون الآن مستقبلا للحراك المسرحي المحلي على سبيل المثال: محمد جميل وعلي الجلواح ومكي العوا وعبدالهادي الشاطري وراكان الظافر وأسماء شابة أخرى. دعوني فقط أخبركم بما يفعله مرتجى الحميدي وسيد ماجد السيهاتي، فهما يقتنصان الإجازات ويسافران لمسارح أوروبا على نفقتهما الخاصة، من أجل متابعة عروض مسرحية مختلفة، «ماجد السيهاتي» الآن يُعد من أهم الأسماء المسرحية الشابة. أما «مرتجى» فهو يعرف كيف يسيطر على العرض المسرحي من خلال بناء تقني حقيقي، مستفيدًا من كل البرامج النوعية التي ركّز عليها في جميع انطلاقته. أود هنا أن أمرر رسالة مهمة مفادها: هذا العالم يتغير بسرعة الضوء، ورؤية الشباب هي التي ستجعل هذا الوجود أجمل، فالشباب ينظرون للعالم بكل حواسهم وليس بأعينهم فقط. فاصلة، يقول المخرج والكاتب الروسي قسطنطين ستانلافسكي: صديقي الممثل تعدّ الأسئلة ركيزة البناء المسرحي ويعد تدرّجها طبيعيًا منطقيًا تجاه محاولة فهم دواخلنا. من أنا؟. هنا يجب أن تفكر في الجوانب الجسدية والاجتماعية والنفسية للشخصية، فكر بحالات الشخصية في كل موقف. الشخص الذي اكتشف للتو أنه فقدَ كل ما يملكه في حياته ليس نفس الشخص الذي تلقّى خبر تأجيل موعد الطبيب حتى الأسبوع المقبل. يجب أن تكون واضحًا مع نفسك قبل أي أحد آخر في العمل المسرحي.

مشاركة :