تحبني ولا تحب الدراهم؟

  • 11/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما قررت أنني سأقوم بإعداد ميزانية شهرية، وسأبدأ بكوب القهوة الصباحي المتهم الأول، والذي طلب مني مستشاري المالي استبداله بكوب قهوة أصنعها بنفسي، وانتهاءً بحقيبة شانيل التي سأدفع مرتبي كاملًا عند اقتنائها. ففي كل شهر أبدأ بتسجيل المدخول، ويقابله النفقات، لأتفاجأ أن مصروفاتي تعادل راتبي الشهري ثلاث مرات، مما يدعوني للحيرة وغض النظر عن فكرة الميزانية واستبدالها بفكرة أخرى تمكنني من صرف راتبي بكل يسر وسهولة. أتساءل: ما دوافعي من جني المال؟ كم من الملايين أحتاج لكي أحظى بعيش رغيد طوال حياتي؟ وهل حقًا من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب لا يعرف قيمة المال كذلك الذي كسب المال بجهده وسهر الليالي في جمعها؟ علاقتي مع المال عبارة عن «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» وإذا كان لديك قيمة بيت اشتريه وإن كان لديك قيمة رحلة غادر حالًا، حكمة «مالك الأبيض ليومك الأسود» خطأ، جميع أيامنا سوداء، وهذا ليس تشاؤمًا بل دعوة للحياة على طريقتي. هناك مثل «لا تسأل المرأة عن عمرها ولا الرجل عن مرتبه» موضوع الأموال الفائضة عن حاجة الأغنياء شديد الحساسية، وهل يجدر بهم التبرع به أو تركه لأطفالهم؟ يرى المحامي شاول ليفمور والفيلسوفة نوسبام في فصل كتابهما «الشيخوخة المدروسة» أن السبب الذي يدفع الأثرياء للتبرع بأموالهم هو رغبتهم في معانقة الخلود من خلال رؤية أوقاف كبرى تحمل أسماءهم، مما يورثهم شعورًا بسعادة لا توصف لاعتقادهم بأنهم يشاركون في خلق عالم أفضل للبشر، والسبب الذي يجعلهم لا يفضلون ترك هذه الأموال لأطفالهم هو خوفهم من رؤيتهم يتكاسلون عن الذهاب للعمل كل يوم بسبب ثرائهم. في حديث لسيدة الأعمال والمحامية مريم الدخيل تقول: لا تطلب من السماء أن تمطر عليك بزوج ثري أو زوجة ثرية، بل اجتهد واعمل على تكوين ثروتك الخاصة وستجذب لك شريكًا يناسبك، خاصة أن الأثرياء دائمًا لديهم دوائرهم المغلقة والضيقة لامتلاكهم شعورًا وحسًا عاليًا تجاه المال والعلاقات. سألت امرأة مسنة: أيهما أفضل رجل يعشقني أم رجل لديه الكثير من المال؟ فأجابت: من يحبك حتمًا سيأتي بالرزق معه. بين نصيحة «ادرس بجد لتجد شركة جيدة تعمل بها»، وأخرى «ادرس بجد حتى تجد شركة جيدة تشتريها» بقي «روبرت كيوساكي» يفكر في طريقة يسلكها لكي يحقق ثراءه الخاص، وقد فعل وقدم أجمل نصيحة حين قال: إن السبب الرئيسي لمعاناة الناس ماليًا هو أنهم ينفقون سنوات في المدرسة دون أن يتعلموا شيئًا عن المال، والنتيجة أن الناس يتعلمون العمل لكسب المال لا السعي لجني المال من أجل جعله يعمل من أجلهم. أخيرًا، نصيحة إلى المدير التنفيذي الذي يصغرني بسبعة عشر عامًا -ابني سراج- استمتع بحياتك ولا ترهق نفسك، ولا تتصرف بشح، وأنفق لأن الحياة جميلة ومليئة بالأشياء الجديرة بالاهتمام، وتذكر أن الحظ السعيد يأتي فقط لمن يعملون بنشاط لاستغلال الفرص.

مشاركة :