فلنشدّ عليهم الخناق

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الفيضانات جائحة، وحرائق الغابات جائحة، والأوبئة جائحة، والمجاعات جائحة، أما الفساد فهو جائحة الجائحات ولن أفسر، فإن كل واحد منا بات يدرك ناتج الفساد مثلما يدرك نواتج الفيضانات والحرائق والأوبئة والمجاعات. ومع أن جوائح الطبيعة صريحة واضحة وجوائح الفساد مستترة مخاتلة، إلا أن كل واحد منّا بات –أيضًا- على بينة من جهود الدولة الحثيثة في حماية الناس من ضعاف النفوس، مثلما هو على بيّنة من جهودها في حماية الناس من جوائح الطبيعة. حماية الناس وتأمين معايشهم والنهوض بهم هو مبدأ قام عليه «المؤسس» منذ الساعات الأولى لانطلاق المشروع الحضاري الذي نذر نفسه للقيام به في جزيرة العرب، مستلهمًا الأسباب من تجارب الحضارات المختلفة والرحمة من دين الرحمة، الدين العظيم الذي سكّ للبشرية مفهوم «الكبد الرطبة» وليس مفهوم القطيع الذي يهوي بإنسانية الحضارات إلى الحضيض. منذ وعيت الحياة والدولة تقف معنا، تقيل العثرة، وترفد المحتاج، وتجبر الكسير، نشرت الأمن وتوسعت في التعليم، ومدت يدها حانية لتبعد عن الناس كل ما يهدد أمنهم وسلامتهم، ومنذ وعيت الحياة والشعب السعودي يدًا بيد مع الدولة، شعب المروءات والشيم هو كذلك دائمًا، يستجيب ويتعاون ويدرك أنه الطرف الثاني والأهم في معادلة الحياة الكريمة على أديم الوطن الغالي. وظهر واضحًا صدق التزامه بما يخصه في مواجهة «كورونا» وظهرت له نتائج ذلك الصدق، وظهرت له أيضًا نتائج وقفته الشجاعة في محاربة الفساد وضرورة المساهمة مع الدولة في تشديد الخناق على الفاسدين. الفاسد ضعيف النفس لا يمثل أحدًا، هو لا يمثل الدولة التي يعمل فيها ولا القطاع الذي يستظل بظله ولا الشعب الذي ينتمي إليه، هو جائحة من الجائحات وهو أولى بالمواجهة، وأخص بغضب الناس ذلك الفاسد الضعيف الذي يعيق بدناءة نفسه حربًا مقدسة تقودها الدولة في مواجهة «كورونا» هذا عدو بانت عداوته، ومخاتل لم يرحم مواطنيه، حتى في هذا الظرف الحالك، فلتتضافر جهودنا شعبًا وحكومة، ولنشدد الخناق على أهل الفساد.

مشاركة :