هل تحب صغارك والمتقدمين في السن من عائلتك وذوي الاحتياجات الخاصة منهم؟، عمق إذاً معرفتك بالموسيقى وأدوارها في خدمة أداء الدماغ والجسم. وتذكر أن قدماءنا كانوا متقدمين جداً على معاصرينا، حين كانوا يعالجون الكثير من الأعراض والأمراض بالنغم، ويحددون أي مقام لأي داء. هذه دندنات خاطفة على الوتر الحساس في مجموعة دراسات تطبيقية، من موقع إي.سانتيه الفرنسي. ثبت أن الصغار في سن الرابعة والخامسة، الذين لهم مبادئ في الموسيقى، لديهم قدرات شفهية على التعبير أفضل من غيرهم. فتطوير العلاقة بالموسيقى، كمعرفة آلة من خلال السماع أو لحن معين، ينتقل إلى ميادين التفكير واللغة. كما تساعد الموسيقى على فك رموز المشاعر، فعندما يحدثك شخص، تستطيع نسبياً معرفة حالته النفسية وأحاسيسه، من خلال النبرة وطريقة الكلام. وقد كشفت الاختبارات أن الأفراد الذين لم يمارسوا الموسيقى يخطئون أكثر في قراءة ما في نفس المتحدث، قياساً على ذوي الخبرة الموسيقية، فالتفاهم الحميمي مسألة هارموني. وفي قولنا المأثور: الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف. التآلف هو التناغم والتوافق. يشكو الكثير من الأطفال اللكنة والتلعثم والتأتأة وما إليها، وهي صور من النشاز أي عدم إخراج الصوت من مصدره الدقيق المطلوب، ومن هنا صعوبة القراءة، أي تحويل الكتابة إلى أصوات، والتمارين الموسيقية في الغناء ومصاحبة الآلة، تساعد على تصحيح الصلات الخاطئة بين الخلايا العصبية، بل إن سرعة القراءة والانتباه السمعي وإيجابيات أخرى تزداد وتترسخ. كلنا يعرف أن الموسيقى تطلق الرغبة في الحركة، لأن المنطقة السمعية في الدماغ على صلة وثيقة بمركز الحركة، من هنا تأتي المساعدة على المشي. ألسنا نلاطف القدم بأنها أشد الأعضاء تجاوباً مع الموسيقى، بمجرد انطلاق الإيقاع ترافقه؟ الذاكرة هي الأخرى أفضل تسجيلاً بالموسيقى. أنت تحفظ لا تسألوني ما اسمه حبيبي بصوت فيروز، بأسرع مما تحفظ الشعر يُلقى غير ملحن. المصابون بالزهايمر يستطيعون حفظ كلمات أغانٍ جديدة، في حين يمحي الكلام من الذاكرة، ما جعل البحوث تسعى إلى استخدام هذه الطاقة الموسيقية لتحفيز وظائف دماغية معينة، وتأخير تطور اختلالات الجهاز العصبي المركزي. لزوم ما يلزم: النتيجة الموسيقية: من المحال تصور اليد التي تداعب الكمان بالقوس، تمتد إلى خنجر لتعزف على الرقاب. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :