قول على قول

  • 12/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لخص الدكتور صلاح معمار – باحث ومؤلف ومدرب سعودي متخصص في مهارات التفكير – آراء مجموعة من الخبراء الدوليين حول جودة التفكير، وحدد لهذه الجودة سبع صفات هي: 1- الفضول: ويعني أن يكون لدى المفكر فضول كبير حول عدد من القضايا، لا يشبع هذا الفضول إلا البحث والدراسة وجمع المعلومات، وفي الغالب هو فضول يتجه نحو قضايا مهمة، وليس نحو قضايا سطحية، أو فضول ترف. أستطيع تسميته «الفضول المعرفي الإيجابي». 2- الشك: من صفات المفكر الذي يسعى لجودة التفكير الشك المنطقي المبرر، بمعنى لا ينهزم أمام المسلمات نفيًا أو إثباتًا إلا بعد الدراسة والتدقيق والبحث. وكاتب هذه السطور يتفق مع من يرى أن «الشك طريق موصل لليقين» في أمور الحياة الدنيا. 3- الملاحظة: بحيث يكون لديه قدرة على الملاحظة، مصحوبة بقوة تفسيرية، والجودة هنا تكمن في ارتباط الملاحظة بالتفسير. 4- الانفتاح: هناك من لا يتقبل الرأي المخالف، وهنا يضيف «معمار» أن صاحب التفكير الجيد، يلزمه الانفتاح الكبير على الآراء المتعددة دون تحيز أو إقصاء. 5- المرونة: هذه الصفة مكملة لما قبلها، ذلك أن الاستماع للآراء الأخرى تتطلب مرونة ورحابة لتقبلها، هذه المرونة تكسر الجمود المبني على قناعات غير منطقية، وجودة التفكير لا تتحقق بقناعات غير مقنعة. 6- الإنصاف: حول هذا يقول «معمار» يجب أن يكون لديه إنصاف عال في التقييم والحكم المبني على الحياد، بحيث يكون مصدر هذا الإنصاف، حقائق لا آراء، وشواهد لا انطباعات وأدلة لا اتهامات. 7- المراجعة: ويعني به هنا القدرة على المراجعة المستمرة لقراراته وأفكاره، مع الالتزام بالتغير إن لزم الأمر كأنما «معمار» يشير إلى أن الرجوع عن الخطأ خير من التمادي فيه. ما تقدم لا فضل لكاتب هذه السطور إلا النقل بتصرف، رأى أهميته في هذه الفترة التي تعددت فيه وسائل التواصل وزاد فيها الحراك على كل المستويات، عسى أن نتخفف من «ما أريكم إلا ما أرى» وننفتح على كل الآراء، ونحتفي بالمختلف أكثر من حفاوتنا بالمتفق. وعسى أن نفتح نافذة للمنغلقين، علَّها تضخ في شرايينهم أكسجين القبول بالآخر. الاختلاف من سنن الله -سبحانه وتعالى- يقول في محكم التنزيل «ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً، ولا يزالون مختلفين» صدق الله العظيم. حين يغيب الوعي أو يُغَيَّبْ عند البعض، لابد من حث الخطوات نحو طريق «عودة الوعي».

مشاركة :