كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني

  • 6/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ما يقارب التسعين يوما أو أكثر، هي عدد الأيام التي ظهر فيها الدكتور : محمد خالد العبدالعالي المتحدث الرسمي لوزارة الصحة منذ بدء الأزمة وانتشار جائحة كورونا. تسعون يوما سعت فيها الوزارة إلى بذل جهودها من أجل إيصال فكرة واحدة «ابقوا في منازلكم» والنتيجة: عوائل بأكملها تجتمع، ضاربين بالقوانين عرض الحائط، متجاوزين قوانين الوزارة أيام الحظر الكامل «وأتوا بالعيد قبل أوانه» قفز «كوفيد 19» وتربع على عرش أكثر مرض مسبب للوفاة في العالم خلال هذا العام، وما زال بعض الأشخاص يؤمنون بموضوع المؤامرة، وترى أن الاستهتار سمتهم، وتجدهم متكدسين عند محلات الفول، دعني أوضح أمرا هنا، الهدف الرئيسي لم يكن المخالفات وتحريرها، الهدف الرئيسي هو حماية المواطنين والمقيمين، لكن يبدو أن بعضهم آلمته المخالفة أكثر من نقل العدوى، وهؤلاء هم أخطر فئة وبسلوكياتهم غير المنضبطة يعرضون أنفسهم وأهاليهم لخطر الإصابة بالفايروس. في الضفة الأخرى هناك المتذمرون عن بعد، دون النظر إلى بواطن الأمور، هؤلاء من يلومون الوزارة، أقول لهم: عندما تريدون صب جام غضبكم على وزارة الصحة ينبغي أن يكون الانتقاد موضوعيا وعقلانيا أولا، وأن تروا بعين الحقيقة وبمنظار أكثر دقة ووضوحا، ويرجى الابتعاد عن المناظير التجارية التي تحجب الرؤية لكي تشاهدوا ما قامت به الوزارة من جهود. بدأت منذ الثالث من مارس مع اكتشاف أول حالة بالسعودية، حيث يعمل الكادر الطبي 12 ساعة وأكثر متواصلة، بعيدا عن عوائلهم وسط ضغط نفسي وجسدي، معرضين أنفسهم للخطر، ويأتي المتذمرون معتقدين بأن الخلل يكمن في الوزارة، متناسين أن وعي وفهم المواطن الذي لم يتقبل فكرة التباعد هو خلل أيضا. أتساءل: هل هؤلاء من يعول عليهم بعد التاسع والعشرين من شهر شوال؟ أخيرا، استمتعوا بحياتكم، بمقاهيكم المفضلة، مارسوا هواياتكم، شغفكم للحياة، يحميكم من القلق، لكن افعلوها بعيدا عن الفئات الأكثر خطورة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وتأكدوا من الالتزام بالإجراءات الوقائية، ودمتم سالمين.

مشاركة :