«توتال»: عودة أسعار النفط لـ 100 دولار غير مستبعدة على المدى القريب

  • 9/19/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أبلغ «الاقتصادية» ألان ماتيفاود كبير المحللين ومدير الأبحاث في شركة توتال العالمية، أنه ليس من الصعب أن يستعيد النفط الخام سعر 100 دولار للبرميل قريبا في ضوء التطورات المتوقعة لنمو الطلب، فيما نصح دول الخليج بالتركيز والاهتمام في المرحلة القادمة بصناعتي التكرير والبتروكيماويات والإسراع في اقتناء التكنولوجيا المتطورة والتقنيات الحديثة للاعتماد عليها في صناعة النفط التي تتلاءم مع البيئة ومتغيرات المناخ وتقلل انبعاثات الكربون. وأوضح، أن هذا السعر هو العادل والمناسب للمنتجين والمستهلكين والشركات على سواء وأن سعر 40 دولارا للبرميل سعر كارثي يهدد المنتجين والمستثمرين متمنيا ألا يصل السوق إلى هذا الحد الأدنى المقلق على الإطلاق مشيرا إلى أن النفط الخام سيظل العنصر الغالب على مزيج الطاقة لعقود قادمة ولن يتراجع الاعتماد عليه حتى في أسواق الدول المتقدمة خاصة في الاتحاد الأوروبي نظرا لأن الاعتماد على الطاقة المتجددة ما زال المشوار طويلا أمامه. وأشار ألان إلى إيجابية سياسات منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، منوها إلى أنها تمتلك رؤية مستقبلية صائبة وليست رؤية محدودة وقتية وتسعى حثيثا لصالح الصناعة واستقرار الأسواق. فيما قلل من أهمية الإنتاج المتسارع للنفط الصخري الأمريكي وتوقع عودته إلى الانخفاض الحاد بسبب انخفاض الأسعار وارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة التنافس مع النفط التقليدي الأرخص في التكلفة ويتمتع بميزات تنافسية عالية. وإلى نص الحوار: في تقديرك .. ما تأثير انخفاض أسعار النفط الخام في الاقتصاد الدولي؟ وما أفضل السبل للتعامل مع هذه الموجة من التراجع؟ هذا السؤال صعب الإجابة عليه رغم أنه يشغل بال كل المعنيين بالصناعة وغير المعنيين بها لأنه لا يعلم أحد إلى متى ستستمر تلك الموجة من الانخفاضات السعرية التي تقلق الجميع وإن كانت الدول المستهلكة للنفط أكثر رضاء وسعادة للحصول على الطاقة بأسعار منخفضة .. ولكن المطلوب من الشركات والمستثمرين في هذه المرحلة هو مزيد من الكفاءة في الإنتاج وتحسين نظم الإدارة والعمل وضغط مصروفات وتكاليف الإنتاج من أجل الاستمرار في الصناعة والحفاظ على الاستثمارات. كيف تتعامل "توتال" بشكل محدد مع الأزمة الراهنة؟ وهل غيرت بالفعل في استراتيجيات الاستثمار والإنتاج؟ "توتال" لديها سياسات مرنة ومتطورة لمواكبة التغيرات في السوق وهى تدرك نظرا لخبرتها الطويلة في السوق لأكثر من 80 عاما أن سوق النفط الخام تتسم بموجات متلاحقة من الارتفاعات والانخفاضات ولذا فإن الشركة لديها الآليات للتأقلم مع تلك المتغيرات وتركز حاليا على المشاريع ذات الربحية والقيمة المضافة العالية وتقلل من المصروفات الإضافية غير الأساسية وتؤجل المشاريع ذات التكلفة العالية لحين تحسن ظروف السوق. ما توقعاتك لأسعار النفط خلال المرحلة المقبلة؟ وهل ستستعيد المستويات المرتفعة السابقة؟ أظن أن سعر 100 دولار للبرميل هو السعر الأنسب وهو مرض لكل المنتجين سواء الكبار أو الصغار وعلى رأسهم السعودية والولايات المتحدة وهو سعر ليس بعيد المنال ويمكن استعادته في الأمد القريب ونحن نثق بشدة أن السوق ستصل إلى هذه المرحلة مرة أخرى بفعل نمو الطلب أما مستوى 40 دولارا للبرميل فهو سعر كارثى وغير مناسب نهائيا ويهدد الاستثمارات ويلحق أضرارا فادحة باقتصاديات الدول المنتجة على المدى الطويل. كيف يكون المخرج من الأزمة الراهنة التي تتمثل في حالة تخمة ووفرة المعروض في مقابل ضعف مستويات الطلب؟ لا يمكن البحث عن المخرج دون دراسة الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة والأسباب عديدة ومتنوعة وكلما تبحث في الأمر تتوصل إلى حقائق جديدة .. ولكن أبرز ملامح المشهد تتمثل في طفرة إنتاج النفط الصخري الأمريكى والتباطؤ الاقتصادي في عديد من دول العالم إلى جانب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط .. وأظن أن المشهد سيتغير مع الوقت مع نمو الطلب وتراجع المعروض بسبب انخفاض الأسعار وتقلص الاستثمارات والتراجع الطبيعي في إنتاج الآبار التقليدية. ما توقعاتك لمستقبل النفط الصخري الأمريكي؟ وهل يستمر عند معدلات الإنتاج المرتفعة؟ هو مورد مهم من موارد الطاقة ويمثل نوعا من التنوع والثراء لمنظومة الطاقة العالمية ولكن تم الإسراع في إنتاجه بشكل غير مدروس في سباق محموم لإضعاف السوق والتأثير في مركز النفط التقليدي في سوق الطاقة العالمية وأظن أن الأسعار المنخفضة غير مناسبة نهائيا لهذا الإنتاج حتى إن حاول المنتجون تحدي ظروف السوق وزيادة الإنتاج ولكنه لن يستمر طويلا رغم تأكيدات منتجيه أنه جاء ليبقى وينافس بقوة في السوق وأظن أن هناك جهودا مكثفة لتدارك السلبيات في مجال التكنولوجيا الخاصة به حيث تكون أكثر تطورا وأقل في التكلفة خاصة في مجال تخفيض كميات المياه المستخدمة ومراعاة الجوانب البيئية نظرا لتصاعد مخاوف المجتمع الدولي من تداعيات التوسع في هذا الإنتاج ويجري بحث علاقته بعديد من الظواهر الخطيرة مثل الزلازل نتيجة أن نشاطه يعتمد بشكل واسع على تكسير عنيف للصخور العميقة في باطن الأرض. تمتلك رؤية مستقبلية صائبة وليست رؤية محدودة وقتية وتسعى حثيثا لمصلحة الصناعة واستقرار الأسواق ما توقعاتك للطلب العالمي على النفط وإمكانات نموه؟ هناك بالفعل مؤشرات قوية على نمو الطلب على النفط والسوق تتجه نحو الاعتماد بشكل أكبر على أسواق آسيا وإفريقيا والدول النامية بشكل عام وهناك نمو ليس في الطلب على النفط الخام فقط بل كل المنتجات والصناعات والمشتقات النفطية الأخرى وسيكون للدول النامية اليد العليا في قيادة الطلب على النفط وتحسين مستوى الأسعار في السوق خلال فترة وجيزة. ما تقييمك لتطور الاستثمارات النفطية في ضوء ضعف مستوى الأسعار حاليا في السوق؟ الاستثمارات النفطية ستنمو وتستمر وستتغلب على كل التحديات الراهنة وسبق لسعر النفط الخام أن وصل إلى مستويات أكثر تدنيا في التسعينيات واستمر الاستثمار واستعادت السوق عافيتها لتحافظ على مستوى فوق الـ100 دولار لمدة أكثر من أربع سنوات سابقة للعام الأخير الذي شهد الانهيارات السعرية، ولابد للاستثمارات أن تبحث عن الفرص الحقيقية وعالية الربحية وتقتنصها و"توتال" تهتم بهذا الأمر على نحو واسع وتتسع رقعة أعمالها بصفة مستمرة سواء في البر أو البحر وتسعى للتوصل إلى الأسواق الجديدة والواعدة ولديها قاعدة بيانات ومعلومات وجهود استكشاف وبحث على أعلى المستويات. هل السوق الأوروبية ستظل رقما مهما في معادلة الطلب العالمي أم سيتراجع الطلب لصالح موارد الطاقة المتجددة؟ كل الطلب على النفط الخام في العالم سينمو خلال سنوات قليلة وسينمو في أوروبا أيضا لأن أسواق الاتحاد الأوروبى مكون مهم ورئيس في منظومة الطلب العالمي مثلها مثل إفريقيا والباسيفيك وآسيا والاعتماد على الطاقة المتجددة يتسارع أيضا ولكن الطريق ما زال طويلا أمامه والنفط سيظل المصدر الرئيس وليس الأوحد في مزيج الطاقة العالمي وأوروبا تحتاج أيضا إلى الطاقة لدعم مجالات التنمية خاصة في شرق أوروبا ولا يمكن استبعاد النفط من خريطة الطاقة لعقود قادمة والحقيقة أن الاقتصاد العالمي في حاجة إلى كل موارد الطاقة ولا يلغي بعضها بعضا وإن كان من المتوقع أن نصيبه في مزيج الطاقة قد يتراجع نسبيا. ما نصيحتك لدول النفط الرئيسة في الخليج العربي؟ هي بالفعل أبرز دول الإنتاج في مجال النفط الخام على الرغم من كل المتغيرات التي تطرأ على السوق وعلى الرغم أيضا من دخول الإنتاج الأمريكى كمنافس قوي ما أدى إلى انهيار الأسعار في العام الماضي ودول الخليج تتبع سياسات رشيدة في مجال الإنتاج والتسويق ولها ثقل كبير في الاقتصاد الدولي كما أن منظمة أوبك لديها رؤية استراتيجية متميزة لمستقبل سوق النفط وهى تركز على مستقبل أفضل واقتصاد عالمي قوي وليس على مجرد التعامل مع أمور وقتية مثل انخفاض الأسعار بل تبحث دائما في استقرار السوق وتأمين الإمدادات وتحقيق التفاهم والتقارب بين كل أطراف الصناعة من خلال برامج حوار وتعاون جيدة. ونصيحتي لدول الخليج إعطاء مزيد من الاهتمام والتركيز للصناعات النفطية والنهوض بها على نحو واسع وسريع خاصة صناعة التكرير وصناعة البتروكيماويات وأيضا من الضروري الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطورة من أجل الوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة في الإنتاج إلى جانب التعامل والاستعداد الجيد لكل المتغيرات المستقبلية خاصة المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ وهي القضية التي تشغل بال كل الاقتصاديين وكل المنظمات الدولية. ماذا قدمت عديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالنفط التي عقدت في الآونة الأخيرة من جهود لدعم الصناعة؟ قدمت كثيرا وكل تلك المحافل الدولية هي فرصة للحوار وتبادل الآراء والخبرات بين كل أطراف هذه الصناعة الحيوية كما أنها تطرح عديدا من الدراسات والإحصائيات المهمة التي تمثل دعما لقواعد البيانات والمعلومات في عديد من الشركات وهو ما يسهل مهمتها في اتخاذ قرار الاستثمار أو تعديل المنظومة الإدارية والإنتاجية لتصبح أكثر كفاءة وفعالية.

مشاركة :