الكتاب صدر هذا العام عن دار أثر للنشر والتوزيع، وهو من تحرير وتقديم الكاتبة والمؤلفة الأمريكية ويندي ليسير، وترجمه للعربية الأستاذ حمد الشمري. فكرة الكتاب تقول عنها ويندي ليسير: إنها تعود إلى المحررة أليس فان سترالن – صديقة محررة الكتاب – فقد اقترحت البحث عن عدد من الكتّاب الذين يكتبون باللغة الإنجليزية وهم ليسوا من أبنائها في الأصل، ثم تطلب منهم كتابة مقالات عن الفرق بين اللغتين، وفعلًا شارك خمسة عشر كاتبًا في مشروع الكتاب، ولهذا تقول ويندي ليسير في مقدمة هذا الكتاب «حكاية اللغة الأم ليست مسألة لسانية أو أدبية فحسب، بل هي مسألة تمس حياة الناس وشعورهم تجاهها، ولأن هذه الحياة تضمنت انتقالًا، وانتقالًا قسريًا في غالب الأحيان، من بلاد إلى أخرى، ومن عائلة إلى أخرى، أو من ثقافة إلى أخرى، فإن قصتها ستحكي لنا عما هو أكبر وأوسع أفقًا من القضايا التاريخية والسياسية التي تزامنت معها». وعند الحديث عن عبقرية اللغة، تتذكر الكاتبة فقرة من مسرحية «هنري الرابع، الجزء الأول» لشكسبير، حين ادّعى «جلنداور» قائلًا «إن في استطاعتي أن أدعو الأرواح من أعماقها السحيقة» حينها دمغه «هوتسبر» برده «أنا كذلك أستطيع دعوتها، بل ويستطيع دعوتها كل إنسان، ولكن المهم هو إن كانت ستستجيب الأرواح عن دعوتها»، هذا الكتاب هو تلك الأرواح التي استجابت للدعوة، كما تأمل محررته. أما أنا فلا أدري هل عليكم أخذ ما سأقوله الآن على محمل الجد، أم تعتبرونه مزحة سخيفة، على كل أقول مستعينًا بالله أنني لم أتفاجأ من الكتّاب وهم يصفون شعورهم عند الكتابة بلغة ليست هي لغتهم الأم، رغم أن هذه المرة الأولى التي اتنبه فيها لرمزية أمومة اللغة، كنت دائمًا أربطها في الأرض، أما اللغة فهذه المرة الأولى، على كل حال، أنا مثلكم تمامًا تعلمت لغة أو لهجة، في البيت غير التي أكتب بها الآن، اللغة التي أكتب بها الآن تعلمتها في المدرسة، وسأصارحكم بأنني لست متقنًا لها خاصة في المخاطبة، فلو حاولت أن أتكلم بجمعٍ بلغة فصيحة سأصبح وليمة سخرية بلا شك، أنا في البيت والعمل – عدا الخطابات الرسمية – أتحدث بلغة «لهجة» لها قواعدها أيضًا لكنها ليست هي اللغة العربية الرسمية، لذا عندما أكتب أحيانًا شعرًا بالعامية أجد لذة بكلمة عامية يصعب أن تجد لها مرادفًا فصيحًا.. انتهت مساحة المقال، قراءة ممتعة.
مشاركة :