كان من الأجدى بالقائمين على وزارة التعليم إشباع المنصات المدرسية تجربة وتمحيصا، قبل حتى الإعلان عنها، تتنوع المنصات وتكثر المبادرات الرقمية، ويجمع بينها دائما أنها تفشل عند أول اختبار حقيقي، ويتبع ذلك أن يتفاجأ القائمون على هذا الفشل كأنه كان فعلا مفاجئا، ثم يعدون بالعمل على إصلاح الأخطاء وتحسين التجربة، لكن يكون قد سبق ذلك الإطلاق زخم إعلامي ضخم واعد بنقلة كبيرة في عالم التطور الرقمي. وللأسف نصدق كمتلقين ذلك كل مرة، متوقعين أن الدروس قد اُستُفيد منها وهي بالمناسبة كثيرة جدا، لكننا نفاجأ بأن الأمر تحول إلى شيء من العادات والتقاليد، متضمنة شعور المفاجأة بعد فشل التجربة الأولى، يحدث ذلك على الكثير من مستويات التجمعات الإلكترونية كالجامعات بالتأكيد، والتي لها في ذلك باع طويل قد بدأت في التعافي منه كما نحسب، وغير ذلك من المواقع، ليس الأمر بتلك الصعوبة التي تبدو، فكل المطلوب هو الاستعداد التقني الكافي ببعض الحسابات البسيطة وتوفير السعات التشغيلية الكافية لحجم الضغط القادم، وفي حالة منصة مدرستي، فهو مما يسهل حصره وقياسه تبعا لعدد الطلاب والمعلمين. وفيما يخص الاستعداد التشغيلي، فأظن أن نسبة قد لا تقل عن 50 في المئة من أولياء الأمور على أقل تقدير، لم تتمكن من تسجيل الدخول بسلاسة في المنصة وتاهوا في الطريق بين «توكلنا» و«مايكروسوفت تيمز» ثم «مدرستي» وبين اسم مستخدم يصل في إشعار، وكلمة مرور تصل في إشعار آخر، كما أن أكثر الأطفال لا يملكون أجهزة كمبيوتر محمولة تساعد على أداء مَدرسي أفضل، وبدأ مخزون الأجهزة المحمولة الاقتصادية التكلفة في النفاد. فلو تم التدريب كما يجب، لعرف أولياء الأمور بالمتطلبات مبكرا ولتدبروا أمر الأجهزة المحمولة واتصالات الإنترنت، وجميع الاستعدادات لتجربة دراسية أفضل.
مشاركة :