اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إسرائيل، بتجاوز كل الخطوط الحمراء بحق المسجد الأقصى والقدس، متسائلاً: «أين الدول العربية» التي يجب أن تتحرك من أجل الدفاع عن الأقصى، وأكد المالكي لـ»المدينة» أن استمرار استهداف الأقصى ومنع المسلمين من دخوله، يجر المنطقة بأكملها إلى حرب دينية، مطالبًا المجتمع الدولي، والعالمين العربي والإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير. واعتبر قرار رفع العلم الفلسطيني على مقر الامم المتحدة خطوة هامة تقربنا نحو إقامة الدولة الفلسطينية، معربًا عن أمله في حضور الكثير من القادة العرب للوقوف بجانب الرئيس محمود عباس في ٣٠ سبتمبر، الذي يرفع فيه العلم، وشدد الوزير الفلسطيني على أن غياب حل القضية الفلسطينية يعزز العنف ويخلق حالة من فقدان الأمل لدى الشباب الفلسطيني والعربي، محذرًا من أن الإرهاب لن يستثني أحدًا وأن من يعتقد أن الإرهاب لن يطوله وإنه محصور فقط في تلك المنطقة فهو مخطئ. وفيما يلي نص الحوار * تتزايد الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى يوميًا، كيف ستتعاملون لوقف هذه الانتهاكات؟ - القدس والمسجد الأقصى خط أحمر، والآن الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون تخطوه، فأين الدول العربية التي يجب أن تتحرك من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى؟، وهنا أقول: إن القدس في خطر حقيقي، ولابد من تحركات فاعلة لردع حكومة المتطرفين في إسرائيل من مواصلة مخططاتها التهويدية في القدس، وقد دعوت إلى عقد قمة إسلامية طارئة لبحث التصدي للعدوان الإسرائيلي والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والتي لابد أن توقف فورًا، ولاشك أن اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارًا بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على المسجد الأقصى المبارك وباحاته، يهدف لإقرار ذلك كأمر واقع، ولاجدال على أن استمرار استهداف الأقصى ومنع المسلمين من دخوله، يجر المنطقة بأكملها إلى حرب دينية. خطة التحرك العربية *ماذا عن خطة التحرك في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد اجتماعاتها خلال أيام بالولايات المتحدة، وهل تعولون عليها؟ خطة التحرك تعود إلى الأمانة العامة للجامعة العربية بالإضافة الى الدول العربية الأخرى، ونحن بدورنا على استعداد للحديث في هذا الموضوع، وهناك اجتماعات لوزراء الخارجية العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة، واجتماع للرباعية الدولية التي دعت ٣ وزراء عرب بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية للاجتماع واجتماعات لوزراء خارجية منظمة العالم الإسلامي وحركة عدم الانحياز ٧٧ + الصين، وكلها فرصة لكي تعيد فلسطين التذكير والتأكيد على أهمية ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليس فقط فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، وإنما أيضا بالاستيطان الإسرائيلي، وهو من وجهة نظرنا ليس عبارة عن حجر يبنى ومستوطنة وانما منظومة متكاملة تبدأ بقرار المصادرة وتنتهي بالبناء وضمنها الجيش الذي يحمي والمستوطن الذي يهاجم والجسم القضائي الذي يوفر الغطاء القانوني والقرار السياسي الذي يدعم، وكل هذه منظومة متكاملة تهدف الى تفريغ الأرض الفلسطينية من أبنائها وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يجب أن نتحدث عنه. *ما هى الخطوة التالية بعد رفع العلم الفلسطيني على مقر الأمم المتحدة؟ - يجب أن نقول إن نجاحنا في الأمم المتحدة برفع العلم الفلسطيني يحسب لنا جميعًا ولم يكن ليتم لولا تضافر جهود كل الدول الشقيقة والصديقة ابتداء بالدول العربية، ورغم رمزية هذا القرار إلا أنه يحمل في مضمونه الكثير من الأهمية وهو أيضًا تأكيد للتضحيات التي قدمت من جانب أبناء الشعب الفلسطيني، ويقربنا ذلك خطوة تجاه الدولة عندما يتم رفع العلم في ٣٠ من الشهر الجاري بحضور الكثير من القادة. *كيف يمكن استخدام رفع العلم لدعم القضية الفلسطينية ؟ يجب أن يتحول يوم ٣٠ سبتمبر إلى يوم العلم الفلسطيني الذي يجب أن يتم الاحتفال به ليس فقط في فلسطين وإنما في كل الدول العربية من خلال رفعه إلى جوار العلم في كل دولة عربية، وهذه قضية مهمة يجب أن نركز عليها وننظر إليها بأنها خطوة إضافية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتعطيه بارقة أمل أن المجتمع الدولي لازال يقف بجانبه ويتضامن معه. تعزيز الإرهاب *مع تزايد وتيرة الإرهاب في المنطقة واشتعال الأزمات في العديد من الدول العربية، هل ترى أن هذه الأحداث أثرت على الاهتمام بالقضية الفلسطينية ؟ - إن غياب حل القضية الفلسطينية يعزز العنف ويخلق حالة من فقدان الأمل لدى الشباب الفلسطيني والعربي الذين انتظروا سنوات وعقودًا طويلة من أجل التوصل إلى رؤية لحل القضية الفلسطينية ولم تحل حتى هذه اللحظة، ولاشك أن ذلك الأمر يساعد في التوجه نحو التطرّف والعنف ولكن يجب أن نعود إلى الجذور لأن ٦٠٪ من أبناء شعوبنا العربية هم دون سن الثلاثين من الشباب الذي ينتظر الأمل والفرصة للمستقبل وإذا لم نوفر لهم ذلك سيبحثون عن عناوين خاطئة مضللة توفر لهم بارقة أمل، لذلك يجب ان تكون هناك رؤية عميقة بشأن كيفية مراجعة هذه المفاهيم وتوفير الفرصة والمناخ الإيجابي للشباب العربي لكي يجد في بلده الفرصة لكي يتطور وينظر بأمل نحو المستقبل وهذه قضايا في غاية الأهمية. * كيف يتم مواجهة هذا الفكر المتطرف والإرهاب؟ - من يعتقد أن الإرهاب لن يطوله وأنه محصور فقط في تلك المنطقة مخطئ لأن الإرهاب لن يستثني أحدًا وهذه قضية في غاية الأهمية، ويجب علينا جميعًا أن نشعر بالمسؤولية الجماعية تجاه الإرهاب وكيفية معالجته ومواجهته ليس فقط من خلال تشكيل تحالف دولي عسكري وإنما أيضا من خلال تشكيل تحالف دولي ينظر الى الأصول ويتعامل من خلال أدوات مدنية ودينية واجتماعية وتوفير فرص عمل، وهذا هو التحالف الذي يمكن أن ينجح ويمكن أن يواجه هذا الإرهاب. *ماذا عن جهود المصالحة الفلسطينية ؟ - هذا الموضوع نوقش على مستوى الرئيس محمود عباس في زيارته الأخيرة إلى القاهرة عندما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي وبالتالي هذه القضية نتابعها باهتمام كبير وبالغ ونأمل خلال الأشهر الثلاث المقبلة التحضير لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وأن تكون هناك فرصة كبيرة لكافة الفصائل الفلسطينية لإنجاح الاجتماع وتخطي مفاهيم الانقسام و تعزيز المصالحة. المزيد من الصور :
مشاركة :