قدم أتلتيكو مدريد هدية ثمينة جديدة لبرشلونة وريال مدريد ومنحهما فرصة جديدة للاقتراب أكثر من سباق المنافسة على لقب بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم، بعدما تلقى هزيمته الثالثة في البطولة خلال الموسم الحالي، إثر خسارته صفر / 1 أمام مضيفه أشبيلية في قمة مباريات المرحلة التاسعة والعشرين للمسابقة. وتجمد رصيد أتلتيكو، الذي حقق ثلاثة انتصارات فقط في ثماني مباريات بالبطولة، عند 66 نقطة في الصدارة، بفارق ثلاث نقاط أمام أقرب ملاحقيه جاره اللدود ريال مدريد، وأربع نقاط أمام برشلونة، صاحب المركز الثالث، الذي بإمكانه التقدم للمركز الثاني في ترتيب البطولة، وتقليص الفارق مع أتلتيكو إلى نقطة واحدة، حال فوزه على ضيفه بلد الوليد غدا الإثنين في نفس المرحلة. في المقابل، ارتفع رصيد أشبيلية، الذي حقق انتصاره الثالث في مبارياته الأربع الأخير بالمسابقة، إلى 58 نقطة، لكنه ظل في المركز الرابع. كان أشبيلية الطرف الأفضل في المباراة، حيث كان الأكثر استحواذا على الكرة وخطورة على المرمى، وأضاع فرصة التقدم مبكرا بعدما أهدر لاعبه لوكاس أوكامبوس ركلة جزاء في الدقيقة الثامنة. وارتدى الأرجنتيني ماركوس أكونيا ثوب الإجادة في اللقاء، بعدما أحرز هدف أشبيلية الوحيد في الدقيقة 70، ليمنح أصحاب الأرض ثلاث نقاط مستحقة. ولم تمر المباراة بمرحلة جس النبض، حيث بدأت بهجوم مكثف من جانب أشبيلية، الذي كاد أن يفتتح التسجيل عبر لاعبه سوسو، الذي سدد قذيفة من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة الثالثة، أبعدها السلوفيني يان أوبلاك، حارس مرمى أتلتيكو. وبعد دقيقتين من انطلاق المباراة حصل أشبيلية على ركلة جزاء، عقب تعرض الكرواتي إيفان راكيتيش للإعاقة داخل منطقة جزاء أتلتيكو، خلال كرة مشتركة مع ساؤول نيجويز لاعب الفريق المدريدي. نفذ لوكاس أوكامبوس الركلة في الدقيقة الثامنة لكنه أهدرها، بعدما تصدى لها أوبلاك ببراعة. واصل أشبيلية ضغطه المشدد، حيث انطلق خوان جوردان بالكرة من الناحية اليمنى في الدقيقة التاسعة، قبل أن يسدد من على حدود المنطقة، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر مباشرة. وبعد دقيقة واحدة، سدد لوك دي يونج ضربة رأس، أبعدها ماريو هيرموسو لاعب بلنسيه. استشعر لاعبو أتلتيكو الحرج، وبدأوا مبادلة أشبيلية الهجمات بمرور الوقت، وشهدت الدقيقة 14 أول تسديدة للضيوف في اللقاء عن طريق ليمار، الذي سدد من خارج المنطقة، غير أن الكرة ذهبت في منتصف المرمى، ليمسكها المغربي ياسين بونو، حارس مرمى أشبيلية، بثبات. ورد أشبيلية بهجمة منظمة في الدقيقة 20 انتهت بتسديدة زاحفة من خارج منطقة الجزاء عن طريق أوكامبوس، كان لها أوبلاك بالمرصاد، فيما أضاع أتلتيكو فرصة للتسجيل في الدقيقة 23، حينما سدد كوكي من على حدود المنطقة، لكن بونو أمسك الكرة بثبات. وبعد سلسلة من التمريرات بين لاعبي أشبيلية، سدد خيسوس نافاس من داخل المنطقة في الدقيقة 30 ذهبت إلى ركلة مرمى، ليبدأ بعدها لاعبو أتلتيكو فرض سيطرتهم على اللقاء، في ظل حالة الهدوء التي انتابت لاعبي الفريق الأندلسي بشكل مفاجيء. سرعان ما استعاد أشبيلية نشاطه الهجومي من جديد، حيث سدد أوكامبوس من خارج المنطقة في الدقيقة 44، لكن الكرة اصطدمت في الدفاع، لينتهي الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف. بدأ الشوط الثاني باستحواذ متبادل على الكرة، قبل أن تشهد الدقيقة 53، أول تهديد على المرمى من جانب أشبيلية عبر تسديدة من راكيتيتش ذهبت إلى ركلة مرمى. في المقابل، سدد ماركوس يورينتي من خارج المنطقة في الدقيقة 64، اصطدمت في دفاع أشبيلية، لتخرج إلى ركنية كادت أن تسفر عن هدف لأتلتيكو، حيث أبعدها الدفاع الركلة بطريقة خاطئة، لتتهيأ الكرة إلى كوكي، الذي أطلق قذيفة مباشرة من خارج المنطقة، على يمين بونو الذي أبعدها بصعوبة بالغة. جاء رد أشبيلية سريعا، حيث سدد أوكامبوس كرة زاحفة من خارج المنطقة في الدقيقة 68، لكنه وضع الكرة في منتصف المرمى ليمسكها أوبلاك. حملت الدقيقة 70 البشرى السارة لأشبيلية، بعدما سجل ماركوس أكونيا هدفا للفريق الأندلسي، إثر متابعته تمريرة عرضية زاحفة من الجانب الأيمن عن طريق نافاس، ليسدد ضربة رأس رائعة، واضعا الكرة على يسار أوبلاك، الذي اكتفى بالنظر إليها وهي تعانق شباكه. أضاع أتلتيكو فرصة مؤكدة لإدراك التعادل سريعا عن طريق هيرموسو، الذي تلقى تمريرة عرضية أرضية من الناحية اليسرى في الدقيقة 73، ليسدد مباشرة دون مضايقة من أحد، لكنه أطاح بالكرة وسط دهشة الجميع. شدد أتلتيكو من هجماته لإدراك التعادل في الدقائق الأخيرة، وكاد أن يحقق مراده في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، حينما أرسل لويس سواريز تمريرة عرضية من الناحية اليسرى إلى آنخيل كوريا، الذي سدد من داخل المنطقة في حراسة الدفاع، لكن بونو أبعد الكرة باقتدار، ليطلق حكم اللقاء صافرة النهاية، معلنا فوز أشبيلية على أتلتيكو.
مشاركة :