عندما بكى مدرب توتنهام

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 51
  • 0
  • 0
news-picture

الرهانات على المدربين ليست عبثًا، فالقادة الحقيقيون يجيدون تحريك حجارهم دون الاعتماد على عناصر معينة. مدرب النادي الإنجليزي توتنهام ذهب بعيدًا في دوري أبطال أوروبا بمجموعة من الشباب الصغار، دون أسماء كبيرة ولامعة، وظَّفَ شبابًا معظمهم في بداية العشرينات ووصل بهم إلى مراكز متقدمة، القائد الفني كالقائد الإداري الفذ، يجيد التعامل مع المعطيات والظروف، دون أن يتحجج بالظروف أو الضغوط. هذا ما فعله أيضا الداهية البرتغالي روي فيتوريا، مدرب نادي النصر السعودي، عندما طرح قائمة اللاعبين التي سيذهب بها للبطولة الآسيوية، وضع جميع النصراويين أيديهم على قلوبهم، وانتقدوه كثيرًا على الذهاب لهذه البطولة المهمة بالصف الثاني، وبمجموعة شباب لا يتجاوز أكبرهم الثلاثة وعشرين عامًا: حمد المنصور، فهد الجميعة، نواف الفرشان، راكان الشملان، والبقية. غير أن رهان «فيتوريا» كان على ثقته بتقنياته وخططه القيادية الفارهة، وقدرته على توظيف كل العناصر كما يشاء. عندما تنظر إلى تحركات اللاعبين داخل الملعب تجزم أن العناصر ليست مختلفة، وليس هناك نقصٌ، وكأن المدرب يحرك أحجار شطرنج بمهارة فائقة، حتى يكاد الجندي أن يؤدي دور الوزير والفيل يؤدي دور حصان السبق. الداهية «فيتوريا» فعل ذلك كله بالصف الثاني، بالشباب الصغار ووصل إلى الدور الثاني في منافسة صعبة مثل بطولة أندية آسيا، هكذا يفعل القادة الكبار، يمنحون الفرصة والثقة للشباب الصغار ويرسمون لهم التعاليم الواضحة التي تضعهم على الخارطة السليمة لطريق الإبداع والنجاح، بأي مجال كان.

مشاركة :