تمثل الجامعات مؤسسات تربوية، تعليمية، تنويرية، وتثقيفية، وتعد الجامعة قمة الهرم التعليمي ليس لمجرد كونها آخر مراحل السلم التعليمي فحسب، بل لأنها تضطلع بمهمة عظيمة تتمثل في تنمية الثروة الحقيقة للمجتمع وهي الطاقات البشرية، وتعمل الجامعة على تحقيق هذه المهمة من خلال إعداد الشباب مستقبل الأمة فكرًا وفعلًا وانتماءً. فمن الشباب تنبثق قيادات المجتمع في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والإدارية والصحية والرياضية التي من خلالها يتابع المجتمع مسيرة تقدمه وتطوره. والحقيقة التي ينبغي تأكيدها في هذا المقام هي أن مسيرة التعليم العالي في بلادنا الحبيبة في السنوات الماضية وخلال خطط التنمية كانت مسيرة مباركة وفاعلة ومنتجة، والدليل على ذلك أن من يقوم على أمور التنمية في جميع قطاعات الدولة قياديون ومتخصصون وعاملون هم من خريجي التعليم الجامعي والعالي، وقد أثبتوا جدارة وكفاءة، وساهموا مساهمة فاعلة في مسيرة التنمية. هذا جانب، والجانب الآخر ينحصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض التخصصات التي كان البلد بحاجتها في تلك الفترة، وامتلأت مدارسنا بالكثير من المعلمين الوطنيين في جميع مراحل التعليم. وتبرز وظائف الجامعات في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، بل إنها أصبحت في القرن الحادي والعشرين مؤسسات لبناء مجتمعات المعرفة والمنافسة في التطوير والإبداع، ويفترض أن تتبنى غرس مفاهيم تقويم الإنتاجية وحب العمل والشراكة في عمليات التدريب والعمل. ولم يعد للحرم الجامعي في عصرنا الحالي حدود بل إنه ينبغي أن تصل الجامعة للبيت والمصنع عن طريق التعليم عن بعد والبرامج الموجهة والتعلم الافتراضي، ولعل في نظام الجامعات الجديد ما يتيح الفرص للجامعات لتحقيق الاستقلالية المالية والاعتماد على استثماراتها الخاصة. ولعل دور الجامعات المؤثر في توجيه الشباب في المجتمع يظهر من خلال الاهتمام بالتوجيه والإرشاد الطلابي بمعناه الشمولي وفق خطة استراتيجية واضحة ومستمرة وعلى المدى البعيد من أجل مساعدة الشباب على فهم ذواتهم وبناء شخصياتهم بصورة سوية وتحقيق جوانب الراحة النفسية والاجتماعية لهم ومساعدتهم على ضبط انفعالاتهم والاعتماد على أنفسهم والاستقلال الذاتي والمشاركة الاجتماعية الفاعلة وتحمل المسؤولية والتعبير عن الرأي والحوار الهادف والبناء، وتوفير المزيد من البرامج والفعاليات والأنشطة الطلابية المتنوعة التي تمكن الشباب في الجامعة من اكتساب القيم الحميدة والاتجاهات الإيجابية السليمة. دراسة آثار العولمة والانفتاح الثقافي على ثقافة الشباب السعودي، والعوامل والوسائل المحققة للحفاظ على الهوية والانتماء الوطني، مما يؤدي إلى السلامة من الغلو والتطرف والانحلال والتفسخ بين الشباب. دراسة سبل تعزيز الانتماء الوطني والعوامل التي قد تؤدي إلى ضعفه. تحقيق الانتماء الشامل للوطن من خلال تطوير البرامج الدراسية بالجامعة. الاحتفال بالمناسبات الوطنية وفي مقدمتها اليوم الوطني بشكل يشعر الشباب بقيمتها ودلالتها. الأخذ بنظام التعليم ذي المسارات المفتوحة الذي يسمح للشباب بالخروج من التعليم والانخراط في سوق العمل، ثم العودة مرة أخرى لمواصلة تعليمهم من خلال الجامعات المفتوحة والتعليم الإلكتروني. وعمومًا فإنه يتوقع من الجامعات القيام بأدوار فاعلة في سبيل توجيه الشباب وإرشادهم وتنمية مهاراتهم الحوارية وقدراتهم التفكيرية من أجل مساعدتهم على التكيف مع ظروف العصر ومتغيراته الكثيرة، بالإضافة إلى تمكينهم من القيام بأدوار فاعلة ومسؤولة في المجتمع بعد التخرج، وإدراك ثقافة رد الجميل للوطن والمساهمة في مسيرة التنمية بفكر نير ووعي ناضج وعقلية منفتحة تحاول الاستفادة مما لدى الآخرين والتأثير فيهم وفق رؤية ديننا الإسلامي الحنيف.
مشاركة :