يعتقد الطفل أن والده «أقوى واحد بالعالم»، وأنه خليط من «سوبرمان وباتمان وسبايدرمان» لذا يجب على الأب أن يحافظ على هذه الصورة فهو خط الدفاع الأول، فإذا انهار تلاشى هذا البطل الحامي من مخيلته، مما قد ينعكس عليه، ويحوّله إلى كائن ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه. ومازلت أذكر ذلك الطالب الذي أصبح «ملطشة» المدرسة حتى وهو في المرحلة المتوسطة، والسبب هو عدم تجاوب والده مع ما كان يتعرّض له داخل المدرسة، أو حتى في الحي، وأَخذ الأمر ببساطة، وأن المسألة «ورعان وتهاوشوا» مما جعل هذا الطفل يلتزم الصمت للأبد لأن خط دفاعه قد انهار، وأعتقد أنكم تخيلتم نتائج ذلك. لا تخلو مدارسنا من شكل من أشكال التنمر، لذا يجب على الوالدين التنبيه على الطفل بإخبارهم إذا تعرض للضرب أو المضايقة، وتعليمية كيفية التعامل مع التنمر، ولكن أحيانًا قد يمنع الخوف أو التهديد الطفل من البوح لوالديه، لذا يمكن للوالدين معرفة ما إذا كان طفلهما تعرض للتنمر داخل المدرسة أو في الباص من خلال بعض العلامات التي يمكن ملاحظتها بكل سهولة، فمثلا رفضه المفاجئ للمدرسة، أو ركوب الباص، أو الصمت غير المألوف، أو اضطرابات النوم، أو الشكوى من ألم في البطن، أو الصداع صباحًا، أو انزعاجه من الحديث عن المدرسة. كما أنصح دائمًا بأن يتحدث الوالدان مع طفلهما عن المدرسة، واستدراجه للحديث عن يومه الدراسي بشكل غير مباشر. يخطئ بعض الآباء عندما يُشدد على طفله بالتوجه لإدارة المدرسة، أو لمعلم الصف إذا تعرض للتنمر، دون أن يتحرك، والواجب عليه التأكد قبل كل شيء من الواقعة، ثم مراجعة المدرسة، لاتخاذ اللازم، وأن يكون ذلك بحضوره – أي الطفل – ليتأكد أن هذا درع حصينة وخط دفاعه الأول الذي يحميه بعد الله -سبحانه وتعالى- ويبعث في نفسه الطمأنينة، ويشعره بالأمان. ختامًا، يجب أن تُشعر طفلك بحمايتك له حتى وإن كنت بعيدًا عنه، فمهما كان المعلم حريصًا فلن يكون منيعًا كالأب.
مشاركة :